سد تشرين.. رسائل المقاومة والاستبسال من أجل الوجود والحرية

تستمر مقاومة سكان إقليم شمال وشرق سوريا ضد الاحتلال التركي لحماية سد تشرين، وسط إشادات دولية ومحلية بحالة التلاحم بين الأهالي باختلاف مكوناتهم وقوات سوريا الديموقراطية حفاظًا على مقدرات تلك المنطقة وإحباط مخطط دولة الاحتلال.

منذ العام 2011 يواجه أهالي إقليم شمال وشرق سوريا تهديدات دولة الاحتلال التركي التي ارتكبت جرائم إبادة بحق سكان الإقليم دون تفرقة بين الكرد او العرب أو غيرهم من المكونات، ما استدعى تشكيل قوات تدافع عن سكان الإقليم وتحمي أمنهم، وحينها تم إعلان تشكيل قوات سوريا الديموقراطية التي جمعت بين صفوفها جميع المكونات والطوائف والقوميات تحت هدف واحد وهو حماية وجودهم والدفاع عن الشعب كما تم تشكيل وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة وتم تحرير العديد من المناطق التي سيطر عليها التنظيم الإرهابي داعش مثل الرقة ودير الزور وغيرها من المناطق.

لا يتوفر وصف.

ليلى ساروخان، الرئيسة المشتركة لمجلس الاقتصاد والزراعة لإقليم شمال وشرق سوريا قالت في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، إنّ "الإدارة الذاتية للإقليم عكست أخوة الشعوب وتضامنهم من خلال المشاركة المباشرة في المؤسسات الحاكمة للإقليم والتي تضم كل المكونات دون إقصاء، ومثلت تلك التجربة نموذجا ملهما دفع الاحتلال التركي إلى محاولة تدميره ما استدعى ضرورة تشكيل قوة عسكرية تضم كل المكونات للدفاع عن تلك المنطقة وحماية سكانها من بطش داعش وجرائم الاحتلال التركي".

نموذج مُلِهم للإدارة

نجح أبناء إقليم شمال وشرق سوريا على اختلاف تنوعهم إلى جانب المنضمين لقوات سوريا الديموقراطية في حماية سد تشرين من أطماع الاحتلال التركي الذي يستهدف احتلال المنطقة وتهجير سكانها ضمن مخططات تغيير الديمغرافي، فضلا عن القضاء على الإدارة الذاتية التي مثلت نموذجا ديمقراطياً ملهما أثار إعجاب العالم لأن الاحتلال التركي يرى أن أي نظام ديمقراطي مجاور يمثل تهديدا مباشرا لدولته القمعية الاستعمارية، ومن ثم فإن إصرار الاحتلال على استهداف سد تشرين نابع من محاولته تدمير الأمن القومي للإدارة الذاتية حيث يمثل سد تشرين مصدرا للحياة كونه أحد أهم مصادر الطاقة ومياه الشرب فضلا عن مياه الري المستخدمة في الأراضي الزراعية التي تؤمن الغذاء للسكان من مختلف القوميات والشعوب.

دفاع عن الحياة

جسّدت المعطيات السابقة دافعا قويا لأهالي إقليم شمال وشرق سوريا حماية وجودهم ومصدر استمرار حياتهم والتصدي لعدوان دولة الاحتلال التركي عبر توحد الأهالي وقوات سوريا الديمقراطية في التصدي للهجمات التركية تزامنا مع تواصل الجنرال مظلوم عبدي مع إدارة تحرير الشام للتنسيق بشأن هذا العدوان ووضع حد لجرائم الإبادة الكردية في إقليم شمال وشرق سوريا، ومن ثم تباشر الإدارة الذاتية دورا عسكريا وسياسيا في ذات الوقت لحماية أمن الإقليم وهو ما يعكس رسائل مهمة على الصعيدين الدولي والإقليمي، أبرزها أن نموذج الإدارة الذاتية يجيد نموذجا فعالا في حل كل مشاكل الشرق الأوسط بعد أن عجزت الدول المركزية عن خلق مجتمعات مستقرة مقارنة بإقليم شمال وشرق سوريا.   

معركة وعي

لا يتوفر وصف.

فيما أكد الدكتور علي ثابت في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، أنّ "تركيا تسعى من خلال هجماتها المتكررة على سد تشرين للسيطرة عليه ومن ثم التحكم في أمن شمال وشرق سوريا، حيث يلعب السد دورا مهما في استمرارية حياة الشعب الكردي وشركاؤه من مختلف المكونات، فما تقوم به الإدارة الذاتية لمواجهة الهجمات التركية ليس فقط دفاعا عن إقليم شمال وشرق سوريا ولكن عن وحدة وسلامة سوريا بأكملها لأن الاحتلال التركي يخطط للسيطرة على الدولة من خلال التحكم في صناعة القرار السياسي، ولذلك التحم الشعب الكردي مع العرب وكافة المكونات ليصطفوا إلى جوار قوات قسد في مواجهة العدوان التركي، وهو تطور مهم في مسار هذه المعركة، أضف إلى ذلك إحساس الشعب الكردي وشركاؤه في إقليم شمال وشرق سوريا على مختلف تنويعاتهم، بالمسؤولية في الدفاع عن البقاء ودعم قوات سوريا الديمقراطية وهو امتداد طبيعي للثورة الذهنية التي رسمها القائد عبدالله أوجلان، والآن أصبح الكرد وشركاؤهم مسلحين بالوعي في مواجهة الفاشية التركية عكس المواجهات التاريخية السابقة".