جهود دبلوماسية خارقة ومساعدة إغاثية بالمليارات لقطاع غزة
جسد الدور المحوري لمصر في توفير الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني بقطاع غزة أحد أهم عوامل صمود الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية والصحية والاجتماعية الصعبة التي عاشها القطاع على مدار أيام الحرب.
جسد الدور المحوري لمصر في توفير الدعم الإنساني للشعب الفلسطيني بقطاع غزة أحد أهم عوامل صمود الأهالي في ظل الظروف الاقتصادية والصحية والاجتماعية الصعبة التي عاشها القطاع على مدار أيام الحرب.
عقب إعلان سريان الهدنة في قطاع غزة بجهود مصرية ودولية، أعلن وزير الخارجية والهجرة بدر عبد العاطي استعداد مصر لاستضافة مؤتمرا دوليا لإعادة إعمار القطاع، مؤكدا أن القاهرة بصدد تطوير مقترحا يتضمن إنشاء صندوق لإعادة الإعمار تشرف عليه الأمم المتحدة، مع دعوة المانحين لدعم إعادة الإعمار، من أجل منع محاولات التهجير من القطاع، وجاء ذلك تزامنا مع تدفق المساعدات عبر المعابر المصرية إلى القطاع وسط إعلان محافظة شمال سيناء حالة الطوارئ وتشكيل لجان ومجموعات متخصصة لتسهيل عمليات عبور شاحنات المساعدة إلى غزة.
جهود الإغاثة
وخصص التحالف الوطني للعمل الأهلي وهو تحالف أسسته الدولة ليكون مظلة جامعة لنشاط الجمعيات الأهلية والخيرية، لجان لجمع التبرعات وإرسال المساعدات سواء كانت غذائية أو أدوية ومستلزمات طبية فضلا عن البطاطين والخيام، بالتعاون مع أجهزة الدولة والمتطوعين الشباب من مختلف المؤسسات وعلى رأسها مؤسسة حياة كريمة، وقدرت جهات أجنبية حجم المساعدات المصرية لقطاع غذائية بأنها تخطت 196 مليون دولار، فيما أكدت المنظمات الأممية أن المساعدات المتدفقة على القطاع بعد سريان الهدنة تقدر بـ 300 شاحنة يوميا.
وفي إطار توجيهات القيادة السياسية واستمرارًا لدور مصر الرائد في دعم الأشقاء في قطاع غزة، عقد الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، عدة اجتماعات بالوزارة لبحث سبل جهود لجنة المساعدات الأجنبية لدعم الأشقاء سكان القطاع عبر تعزيز المساعدات الإنسانية المستقبلية، وأطلقت الوزارة 11 قافلة مساعدات إغاثية عاجلة بإجمالي 796 طنا مساعدات في عدد 125 شاحنة، فضلا عن تقديم دفعات إضافية بالتعاون مع الجهات المعنية انطلاقا من الدور الحيوي للجنة كشريك حكومي في المساعدات لما تمتلكه من قدرات لوجستية متطورة ومخازن مجهزة تسهم في سرعة استلام وتوزيع المساعدات، فيما قدرت مصادر أممية حجم المساعدات المقدمة من مصر لغزة بـ5 مليارات جنيه، إلى جانب تعاونها مع الهلال الأحمر وتقديم مساعدات بقيمة 70 مليون دولار.
تحركات دبلوماسية
ووفقا للدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة للاستعلامات المصرية تصدرت القضية الفلسطينية صدارة اهتمامات دبلوماسية القيادة السياسية حيث أجرى الرئيس السيسي خلال السنوات العشر الأخيرة قمم ولقاءات مع الزعماء والرؤساء العرب استأثر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن بنحو 37 قمة ثنائية غالبيتها عقدت داخل مصر العربية، وبعضها قمم ثنائية خارج مصر عقدت علي هامش قمم ومنتديات دولية شارك فيها الزعيمان، وعقب اندلاع الحرب في غزة نشطت الدبلوماسية المصرية في مختلف دول العالم ضمن جهودها لوقف إطلاق النار ووضع حد لانتهاكات التي تمارس في قطاع غزة من منطلق إيمانها بالقضية الفلسطينية التي تمثل محورا من محاور الأمن القومي المصري.
إعادة الإعمار
الدكتور أيمن الرقب الأكاديمي الفلسطيني أكد في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، أنّ «مصر قدمت 500 مليون دولار في 2021، وقامت بإعادة بناء مدن كبيرة، كما مارست دورا سياسيًا ودبلوماسيا قويا أفضى إلى إقرار اتفاق الهدنة، وكانت الأكثر دعماً لأبناء القطاع في محنتهم ولم تتردد لحظة في تقديم المساندة بكل السبل وامتد جهدها ليشمل البعد الإنساني عبر توفير احتياجات الفلسطينيين من السلع الغذائية والأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى توفير العلاج للجرحى والمصابين بالمستشفيات المصرية، وستظل مصر ملتزمة بوفائها للشعب الفلسطيني وبمساندة قضيته العادلة»، وستظل مصر هي الاقرب والأكثر خبرة لتنفيذ إعادة الاعمار، وأن ما قامت به على مدار سنوات الحرب على غزة في 2008 و2014 و2018 و2021، يؤكد قدرتها على إدارة هذا الملف باقتدار، فيما أعرب الدكتور فايز أبو شمالة المحلل السياسي الفلسطيني في تصريح لوكالة فرات للأنباء «ANF»، عن شكره للدور المصري خلال الحرب، مؤكدا أن مصر ستظل هي الداعم الأول للقضية الفلسطينية لأنها تعتبر القضية جزءا من أمنها القومي ولا تدخر جهدا في تقديم المساعدة والدعم منذ عهد الرئيس جمال عبدالناصر إلى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسي.