جمال رشيد: الدول المتدخلة بالشأن السوري تسمح لتركيا بتنفيذ هجماتها على إقليم شمال وشرق سوريا

صرح نائب الرئاسة المشتركة لمقاطعة عفرين والشهباء جمال رشيد بأن الإدارة الذاتية وكافة المجالس والدوائر الخدمية في استنفار كامل موضحاً أن الأهالي أكدوا بأنهم مستمرون بالمقاومة ضمن أرضهم مهما فرضت عليهم الضغوطات.

أجرت وكالة فرات للإنباء لقاءً مع نائب الرئاسة المشتركة لمقاطعة عفرين والشهباء جمال رشيد والذي تحدث في البداية قائلاَ: "بينما العالم ينتظر حلول العام الجديد ويودع عام 2023 بما كان فيه من أحداث مأساوية على مستوى العالم متمنياً الأمن والاستقرار في عام 2024، وان يرى بصيص من الأمل في حل الأزمة السورية في العام الجديد، وإنما للأسف الشديد في إقليم شمال وشرق سوريا ومنذ قرابة 3 أيام نشهد هجمات جيش الاحتلال التركي ومرتزقتهم، التي تكون الاقسى من الاستهدافات السابقة والتي أتت في إطار استهداف البينة التحتية لإقليم شمال وشرق سوريا، إذ استهدف المراكز العامة والمشافي وحتى مركز غسل الكلى ومركز الأوكسجين الوحيد في إقليم شمال وشرق سوريا، فأن أغلب المراكز خرجت عن الخدمة حتى المشافي تعرضت للقصف وجميع الأدوات الطبية التي كنا نمتلكها داخل هذه المشافي أصبحت مدمرة.

 

وتابع رشيد في حديثه، بأن استهداف جيش الاحتلال التركي الحواجز الأمنية والأماكن القريبة من السجون التي تحتوي على الآلاف من الدواعش، هي فتح المجال أمام داعش واخواتها لإحياء نفسها وتجميع قواها مرة ثانية، فهي تتقصد استهداف هذه الأماكن، فالرسالة الموجهة إلى العالم بأن هذا الخطر ليس موجهاً للكرد ومكونات المتواجدة في إقليم شمال وشرق سوريا فقط فهي رسالة لكافة القوى الإقليمية والدولية ايضاً.

وأشار رشيد إلى أن الدول المتدخلة بالشأن السوري أيضاً لها دور في هذه الهجمات، قائلاً: "تسمح هذه الدول لهذه الهجمات والضربات لآنها تحدث أمام أعين العالم ولم نرى أي تصريح سواء كانت من المنظمات أو من مجلس الأمن أو حتى من الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سوريا حتى حكومة دمشق تسمح لهذه الضربات، فهناك انتهاك واضح وصريح فعندما يتم استهداف المنشآت ضمن أراضي سوريا فهذا يعد خرق واضح للسيادة السورية ولكن للأسف الشديد سياسة المصالح هي التي تحكم المواقف الموجودة ضمن المنطقة.

وأضاف، "عملية القصف شملت كافة مقاطعات شمال وشرق سوريا حتى مناطق الشهباء تتعرض أيضاً إلى قصف، وبشكل مباشر تستهدف القرى الآهلة بالمدنيين ومحيط المخيمات الخمسة في مقاطعة عفرين والشهباء وهناك مخاوف كبيرة من ارتكاب المجازر وكارثة إنسانية، وعلى هذا الأساس قمنا بإغلاق المدارس لحماية الأطفال والمراكز العامة، فأن مقاطعات شمال وشرق من ديريك وصولاً إلى مقاطعة عفرين والشهباء تتعرض لضغوطات كبيرة وخاصة الشهباء التي تواجه ايضاً حصار خانق وخاصة في فصل الشتاء.

ونوه رشيد قائلاً: "لا بد النظر وأخذ الموضوع بعين الاعتبار وبعين الإنسانية على ما يحدث في إقليم شمال وشرق سوريا لأننا أمام كارثة إنسانية، في الحقيقة مقاطعة عفرين والشهباء تعيش نقص في المواد الأولية، لكن مع الأسف الشديد جميع هذه الانتهاكات تصبح أمام أعين القوى الدولية سواء من التحالف الدولي والقوات الروسية وحكومة دمشق الموجودة ضمن المنطقة، لكن سياسة المصالح الدولية أصبحت سياسة تدمر الحالة الإنسانية والغاية من هذه السياسات و الاستهدافات هي تهجير ما تبقى من الشعب السوري ضمن مناطق سوريا أو مناطق إقليم شمال وشرق سوريا وإحداث شرخ بين الشعب والإدارة.

وتابع حديثه بالقول: بأن ما طرحته الإدارة الذاتية عبر توثيق العقد الاجتماعي الجديد الذي يخدم جميع مناطق سوريا وهو الحل الوحيد لإنهاء المشاكل الموجودة ضمن سوريا والفوضى الحاصلة والتدخلات من كافة الجهات الدولية سواء كانت من دولة الاحتلال التركي والمرتزقة التابعة لها أو من باقي المصالح الدولية، فمشروع العقد الاجتماعي ومشروع الإدارة الذاتية ضمن أخوة الشعوب هو الحل البديل، لذلك نرى الحرب التي تُشن الآن على إقليم شمال وشرق سوريا هي أهداف سياسية أكثر مما تكون أهداف عسكرية.

 وأكد جمال رشيد نائب الرئاسة المشتركة لمقاطعة عفرين والشهباء في ختام حديثه، قائلاً: "الشعب وجهوا رسالتهم بأنهم مستمرون بالمقاومة والنضال ضمن أرضهم ومهما كانت الضغوطات الدولة التركية والمرتزقة التابعة لهم والمتعاونين معهم من الدول الإقليمية، ونحن كالإدارة الذاتية والمجلس وكافة الدوائر الخدمية في خضم استنفار كامل بأن دعم الشعب ونقدم أغلى ما نملكه ولن نترك أراضينا".