انتخابات المحافظات العراقية وذهاب فؤاد حسين إلى تركيا
بعد الإبادة الجماعية في العام 2014، يمكننا القول إنها المرة الأولى التي يتكاتف فيها المجتمع الإيزيدي مع الشعب العربي والمكونات الأخرى ويرسلون مرشحاً يمثل الشعوب لمجلس محافظة الموصل.
بعد الإبادة الجماعية في العام 2014، يمكننا القول إنها المرة الأولى التي يتكاتف فيها المجتمع الإيزيدي مع الشعب العربي والمكونات الأخرى ويرسلون مرشحاً يمثل الشعوب لمجلس محافظة الموصل.
في الثامن عشر من كانون الأول الجاري، أجريت انتخابات مجالس المحافظات في 18 محافظة عراقية، ولم تكن هذه الانتخابات مبنية على الطرد البرلماني، ويمكن القول إنها كانت خطوة وأساساً مهماً لانتخاب مجلس النواب، وبهذه الانتخابات، سيتم انتخاب المحافظ وقائمي المقام ومدراء النواحي من قبل مجلس المحافظة، ولهذا كان من الضروري التركيز عليها جيداً.
وفي العراق، يحق لنحو 16 مليون ناخب التوجه إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم، إلا أن مجتمعات الشرق الأوسط لا تثق بنتائج صناديق الاقتراع كثيراً بسبب أكاذيب وألاعيب السلطات، ولهذا السبب، رأى 6 ملايين شخص من أصل 16 مليوناً في الانتخابات فرصة، وأوفوا بمسؤوليتهم وأدلوا بأصواتهم، ويمثل هذا الرقم 41 بالمئة من مجمل الناخبين، وهذه أمر مثير للقلق في حد ذاته، كما يعد العراق أحد أكثر البلدان التي لديها مجتمعات غير متجانسة في القرن الحادي والعشرين، لكن عدم ذهاب مثل هذه النسبة العالية إلى صناديق الاقتراع هو موضع للاهتمام بالنسبة لجميع القوى العراقية، وقد أراد البعض منذ حوالي 20 عاماً أن يشرعنوا أنفسهم بأقاويل "جلب الديمقراطية والحرية إلى العراق"، لكن بعد 20 عاماً، ما هو حجم الديمقراطية والحرية التي جلبوها للعراق، هذا موضع للنقاش.
الحزب الديمقراطي الكردستاني هُزم في العراق وشنكال
وكانت إحدى النقاط المهمة في هذه الانتخابات هي هزيمة الحزب الديمقراطي الكردستاني وبعض القوى من حوله، يحاول الحزب الديمقراطي الكردستاني أن يظهر نفسه على أنه الأول في العراق ويقدم النتائج على أنها انتصار، لكن الحقيقة ليست كما يقول الحزب الديمقراطي الكردستاني، كان للحزب الديمقراطي الكردستاني العديد من الألاعيب والحيل في العراق بشكل عام وشنكال بشكل خاص، وفي الأساس، يعتبر الحزب الديمقراطي الكردستاني "شقيقه الأكبر"، دولة الاحتلال التركي، قدوة له في حيله وألاعيبه، شراء الأصوات، والوعيد، ونشر الأمور التقنية، وما إلى ذلك، كما إنه أرسل بعض الأشخاص إلى شنكال لتخريب عقول الشبيبة الإيزيديين ببعض الأعمال القذرة والدنيئة، وأولئك الذين كانوا يقومون بهذه الأعمال الغير أخلاقية تعرضوا لسخط الشعب وتم اعتقالهم وطردهم، وعلى الرغم من كل هذه الألاعيب، لم يتمكن الحزب الديمقراطي الكردستاني من تنفيذ مخططاته القذرة والدنيئة على المجتمع الإيزيدي سواء في مخيمات جنوب كردستان أو في شنكال، ولم يتحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على ما كان يتمناه في عموم العراق، وتبددت آماله وتلقى ضربات قاسية في هذه الانتخابات.
اتحاد شعوب نينوى انتصر
حققت قائمة "اتحاد شعوب نينوى" التي دخلت الانتخابات بقيادة المجتمعات القديمة في سهل نينوى انتصاراً مهماً في معظم مدن العراق وخاصة في شنكال، وبالتأكيد، كان نجاح حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي (PADÊ) واضحاً في هذا الاتحاد، وخاصة انتصار مرشح الإدارة الذاتية لشنكال، قاسم كشكو، قد أثار حماسة كبيرة لدى المجتمع الإيزيدي وجميع مكونات شنكال، وكان هذا الانتصار سبباً للفرح والاحتفالات في عموم شنكال، ومن الضروري ألا نقول ما الذي يمكننا فعله وتحقيقه بفوز مرشح على مقعد واحد من أصل 29 مقعداً للموصل، فهذا الرأي غير صائب وسيحتوي ضمنه مخاطراً كبيرة في المستقبل، وبحسب الحقيقة المنقسمة، فإن فوز مرشح واحد لا يمكن أن يحدث أيّ تغيير في المقاعد الـ 29، ولكننا تعلمنا جيداً أن الحقيقة لا يمكن تجزئتها بأي حال من الأحوال أبداً، وحقيقة المجتمع الإيزيدي هي مثل الحقيقة الآبوجية، متكاملة ولا تتجزأ أبداً.
تم انتخاب قاسم كشكو بفضل تلاحم ووحدة الشعوب
تعرض مجتمعنا الإيزيدي لأخر الإبادات الجماعية العام 2014، وبعد هذه الإبادة، أجريت عدة انتخابات، لكن لم يتم تحقيق أيّ انتصار مهم، بعد الإبادة الجماعية في العام 2014، يمكننا القول إنها المرة الأولى التي يتكاتف فيها المجتمع الإيزيدي مع الشعب العربي والمكونات الأخرى ويرسلون مرشحاً يمثل الشعوب لمجلس محافظة الموصل، ويحصل قاسم كشكو على نسبة مهمة وكبيرة من الأصوات في شنكال وتم انتخابه، ولكن هذه الأصوات وهذا العدد وهذه المشاركة غير كافية بالتأكيد، وينبغي أن تبدأ الاستعدادات للانتخابات المقبلة من الآن، ومن الضروري لحزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي (PADÊ) أن يجعل مكوناته أكثر شمولاً وثراءً، فهذا الجانب لا زال يعاني من النقص، سواء في الداخل أو الخارج؛ يتوجب على حزب الحرية والديمقراطية الإيزيدي (PADÊ) ومجلس الإدارة الذاتية الديمقراطية لشنكال والقوى الأخرى أن يجعلوا أساس تحالفاتهم أكبر وأعمق.
بلا شك، كان انتصار قاسم كشكو انتصاراً لكافة مكونات شنكال، ولهذا، فقد كان انتصاراً لفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، الفكر الذي أنقذ مجتمعات شنكال من الإبادة الجماعية.
ذهاب فؤاد حسين إلى تركيا ليس فيه أيّ خير
إلى جانب هذا الوضع، فمن الملفت للانتباه أن وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين عضو الحزب الديمقراطي الكردستاني، قد ذهب برفقة وفد إلى تركيا على عجل قبل أن يتم الإعلان عن نتائج الانتخابات بشكل كامل، والجميع يعلم أن الحزب الديمقراطي الكردستاني ودولة الاحتلال التركي، كأعداء للشعوب، لم يناقشا على أيّ شيء غير مشكلة المياه، وتمت مناقشة الاتفاقيات والمعاهدات دون حضور المكونات، ويتم اتخاذ قراراتهم دون تضمين إرادة الشعب، وهذا النهج في حد ذاته ينطوي على مخاطر وأخطاء كبيرة، ومن الضروري قبل كل شيء أن تعلم الدولة العراقية والدولة التركية وجميع الأحزاب والتنظيمات العراقية، وخاصة التي تسعى لمصالحها الشخصية في شنكال، أنه لن يتم تنفيذ أي خطة أو اتفاق دون تواجد الشعب، وشنكال والعراق ونينوى تنتمي إلى الذين يقاومون من أجل أرضهم وشعبهم، وهذه الأرض وهذا التراب هو لجميع الشعوب والمعتقدات.