حقوقي مصري: العزلة المفروضة على عبد الله أوجلان لا تتناسب مع المعايير والضوابط الدولية

يواصل النظام التركي إمعانه في انتهاكاته الحقوقية بحق القائد عبد الله أوجلان عبر التمادي في تجريده وعزلته بما يخالف كافة الأعراف الدولية ذات الصلة بملف التعذيب.

قبل أيام تقدم محامو مكتب القرن الحقوقي بطلب إلى المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعذيب لاتخاذ "إجراء عاجل" ضد العزلة المطلقة بحق القائد عبد الله أوجلان وكذلك موكليهم الآخرين كل من عمر خيري كونار، وحاميلي يلدرم وويسي أكتاش، الذين يتعرضون للعزلة في إمرالي.

وطرح المحامون في الطلب المقدم للمقررين ظروف احتجاز موكليهم في إمرالي بشكل مفصل والمشاكل المتعلقة بعرقلة مهنة المحاماة في إطار وثائق الأمم المتحدة، وأوضحوا أنه يجب تقييم الطلب بشكل عاجل، ولفت المحامون الانتباه إلى ضرورة تقييم الطلب بشكل عاجل لإزالة الأضرار التي من الصعب تلافيها في إمرالي، وبالإشارة إلى طلب اللجنة المعنية بحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة باتخاذ تدابير بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول 2023، ذكر المحامون أن قرار اللجنة المعني يدعم هذا الوضع القائم، وأكد المحامون أيضاً أن تركيا لم تستوفِ بعد متطلبات القرار.

"تعتيم ومخالفة للأعراف الدولية"

حول ذلك الطلب تحدثت وكالة فرات للأنباء (ANF) مع الدكتور أيمن نصري رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان في جنيف والذي قال إن الحجز الذي يتعرض له عبد الله أوجلان بهذا الشكل لا يتناسب مع المعايير والضوابط الدولية ذا الصلة ولا يتناسب بشكل كبير جداً مع المعايير والضوابط التي وضعها المقرر الخاص المعني بالتعذيب.

وأضاف أن هناك حالة من التعتيم من قبل النظام التركي على ظروف الاحتجاز وهذا في وجهة نظري يعني أن المحتجزين يتعرضون للتعذيب ليس هذا فحسب فالنظام التركي لديه رفض للتحقيق أو أن تكون هناك لجنة تقص حقائق لتدخل وتتعامل بشكل مباشر مع هؤلاء السجناء وهذا بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك آثار تعذيب طالتهم حتى لو كانت آثار نفسية نتيجة الاحتجاز لفترات طويلة.

ويقول نصري إنه من الواضح أنهم يتعرضون لظروف قهرية وظروف غير إنسانية بغرض كسر النفس فوضع الشخص في السجن الفردي لفترة طويلة لا يرى خلالها النور أو يتم الاحتجاز في ظروف معيشية تضر بالصحة وكل هذا نوع من القتل البطيء لأنهم يعلمون القيمة لهؤلاء الرموز ولهذا يتم قتلهم بشكل بطيء جداً من خلال منع أساسيات الحياة عنهم مثل عدم النوم بشكل سليم وعدم دخول الضوء لمكان الاحتجاز وكذلك منع الأدوية والطعام أي الحجز في ظروف غير إنسانية.

*لا بد من تدخل*

وأعرب رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان في جنيف عن قناعته بضرورة أن يكون هناك تدخل من المجلس الدولي لحقوق الإنسان والمفوضية السامية لحقوق الإنسان الذراع التنفيذية لأن أوجلان شخصية مهمة ولها تاريخ من النضال والجانب التركي يحاول بشكل أو بآخر قتل هذه الشخصية أو غيره من المحتجزين السياسيين قتلاً ممنهجاً وببطء.

وعما إذا كانت هناك قضايا مشابهة يقول نصري إنه لا يحضره قضايا مباشرة ولكن معظم هذه القضايا تكون مكررة وتكون الإجراءات فيها واحدة من قبل المجلس الدولي لحقوق الإنسان والتي تتمثل في مطالبته بتشكيل لجان تحقيق وأن تكون هناك مقابلات مباشرة مع هؤلاء المحتجزين أو المسجونين أو المحبوسين السياسيين للتأكد من أنه يتم اتباع الضوابط والأعراف الدولية في التعامل معهم في مسألة الحبس والحصول على حقوقهم الكاملة.

وبيّن المحامون في الطلب المقدم من قبلهم أنه يجري عرقلة زيارات المحامين، وطالبوا المقررين ببذل جهد مشترك حيال العقبات التي تواجه المحامين كما أكدوا أن هذا الطلب عاجل ويجب تقييمه في أسرع وقت ممكن.

وشددوا في طلبهم على ضرورة إنهاء ظروف الاحتجاز الانفرادي لمقدمي الطلبات، ويجب إحالة طلباتهم للقاء عائلاتهم ومحاميهم على الفور إلى الحكومة.

وشددوا كذلك في طلبهم على ضرورة زيارة سجن إمرالي وتفقد ظروف الاحتجاز هناك على الفور وأن يكون باستطاعة مقدمي الطلبات إجراء اللقاء وجها لوجه وأنه يجب وضع المعاملة التي يواجهها مقدمو الطلبات في تقرير.

وأكد كذلك المحامون ضرورة متابعة الظروف القائمة في سجن إمرالي والتي يواجهها مقدمو الطلبات كما يجب عقد بيان صحفي في أعقاب البيانات التي تم الحصول عليها.