منذ احتلال منطقة عفرين السورية بتاريخ 18/3/2018 تستمر جرائم وانتهاكات المرتزقة التابعة للاحتلال التركي بحق المدنيين الأبرياء بكافة أشكالها من قتل وخطف وتعذيب واستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة والعنف الجنسي بكافة انواعه، وقد طالت هذه الانتهاكات الأطفال والنساء بشكل خاص، بالرغم من وجود حقوق حماية خاصة بهم يحفظها القانون الدولي ألا أن الصمت الذي يلتزمه الدول تسبب ببلوغ أعداد القتلى من الأطفال أكثر من /90/ طفلاً كما وبلغ عدد الجرحى ما يقارب /330/ طفلاً.
وبالإضافة إلى حرمان أكثر من /50/ ألف طالب وطالبة من حق التعليم وتهجير أكثر من /100/ ألف طفل وحرمانهم من شروط الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية بشكل شبه كلي واستقرار معظمهم بمخيمات النزوح في مناطق الشهباء في ظروف معيشية صعبة وقاسية جداً، حيث يعاني الكثير منهم من مشاكل نفسية نتيجة الحرب التي تفرضها دولة الاحتلال التركي على مناطقهم بالإضافة إلى قسوة العيش في مخيمات النزوح التي تفتقر إلى أبسط حقوق الطفل في العالم وخاصة في ظل الحصار الذي تفرضه الحكومة السورية التي لا ترحم صغيراً ولا كبيراً.
حيث تم توثيق الآلاف من الجرائم ضد الأطفال من قبل لجان التحقيق الدولية والمنظمات الحقوقية الدولية التي تقع ضمن الخانات الرئيسية التالية: منح القانون الدولي الإنساني للأطفال وحماية عامة واسعة النطاق، وخاصة في حالات نشوب النزاعات والصراعات المسلحة سواء كانت دولية أو غير دولية، حيث يستفيد الأطفال من الحماية العامة الممنوحة للأشخاص المدنيين الذين لا يشاركون في الأعمال الحربية، وتكفلهم المعاملة الإنسانية وتطبيق بنود القانون الدولي الإنساني المتعلقة بإدارة الأعمال الحربية.
وفي هذا السياق تحدث لوكالة فرات للأنباء الناشط الحقوقي المحامي خالد جبر عن الذكرى السنوية السادسة لاحتلال مدينة عفرين، قائلاً: "لا زالت الانتهاكات التركية مستمرة فيها، بالطبع هذا الاحتلال أصبح مارقاً على المجتمع الدولي وعلى العهود والمواثيق الدولية ولا زالت مدينة عفرين المحتلة تستمر فيها عمليات التغيير الديمغرافي والتهجير القسري بحق السكان الأصلين، فكان هذا الهدف الواضح والأساسي لدولة الاحتلال التركي عندما أقدمت على احتلال مدينة عفرين.
وتابع خالد جبر في حديثه، قائلاً: "علاوةً على ذلك الانتهاكات التي ترتكبها تركيا مستمرة بحق أطفال مدينة عفرين، إذ تستهدف تركيا بشكل مباشر الأطفال في مناطق شمال وشرق سوريا بشكل عام وفي مدينة عفرين والشهباء بشكل خاص، والهدف من هذه الانتهاكات هو إنهاء الأجيال الكردية التي تعتبر أجيال المستقبل.
وأشار الناشط الحقوقي خالد جبر إلى القوانين التي وضعت لحماية الأطفال في مناطق النزاعات المسلحة، وقال: "للأسف دولة مثل تركيا منطوية تحت مظلة الأمم المتحدة وهي تخرق كافة القوانين والعهود والمواثيق الدولية، لذلك الاستهدافات بحق الأطفال والطفولة لا تزال مستمرة.
وناشد الناشط خالد من خلال حديثه المنظمات الحقوقية العاملة في حقوق الطفل بالوقوف بشكل جدي على هذه الانتهاكات المستمرة بحق الأطفال، إذ استهدفت الدولة التركية الأطفال وتسببت باستشهاد العديد منهم في مناطق الشهباء وعفرين وباقي مناطق شمال وشرق سوريا.
وأنهى الناشط الحقوقي المحامي خالد جبر حديثه بالقول: هناك صمت دولي مستمر حيال هذه الانتهاكات وعلماً بأن القانون الدولي واتفاقية حقوق الطفل في عام 1989 وضعت حماية كاملة للأطفال وخاصة في مناطق النزاعات المسلحة ولكن دولة كدولة الاحتلال التركي تضرب بعرض الحائط كافة المواثيق الدولية الموضوعة من أجل حماية الأطفال، وتستهدف المدارس والبنية التحتية وهذه الانتهاكات هي انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.