لا يزال القائد عبد الله أوجلان ملهما للكثير من الشعوب والقضايا ومنها القضية البلوشية، حيث تتشابك القضية البلوشية مع القضية الكردية لأنه تقتسم أراضي كل منهما دول قومية أخرى، ولذلك حاورت وكالة فرات للأنباء نائلة قادري رئيس حكومة بلوشستان حول القائد عبد الله أوجلان وللعلاقات بين الشعب البلوشي والشعب الكردي، وإلى نص الحوار:
كيف ترى العلاقات البلوشية الكردية؟ والقواسم المشتركة بين الشعبين؟
الأكراد والبلوش هم أبناء وبنات نفس الأجداد، ونحن نتقاسم نفس الدم والعظام. ولا تزال لغتنا أقرب إلى بعضها البعض من أي لغة أخرى. لدينا، بالآلاف، نفس أسماء الأماكن والقبائل والأشخاص. إن نفسيتنا وثقافتنا الوطنية متشابهة، فكلانا نعطي أعلى درجات الاحترام لنسائنا، وفوق كل شيء نشعر بالحزن العميق على آلام بعضنا البعض ونشعر بالفخر بإنجازات بعضنا البعض.
يساند الشعب البلوشي الشعب الكردي في كثير من المواقف، كيف ساند الشعب البلوشي قضية القائد عبد الله أوجلان؟
قمنا بتنظيم احتجاجات في يونيو 1999 في شال كويتا بلوشستان ضد حكم الإعدام الصادر بحق عبد الله أوجلان، كما وقفنا بكل طاقاتنا مع المدافعين عن الإيزيديين وكوباني، ولقد رأينا المعلمين والشباب الأكراد يتبرعون بالدم في المستشفيات لمئات الجرحى البلوش بعد مذبحة زاهدان يوم الجمعة.
هل تتشابه القضية الكردية والبلوشية في أن أراضيهم مقسمة بين دول قوميات أخرى؟
الأكراد والبلوش هم مبدعون أقدم حضارات مهرغاره وبلاد ما بين النهرين، الشعب المتحضر والمبدع، الذي ترك منقسما ومحتلا، تحت رحمة الدول المجاورة التي لا ترحم، نحن نعتقد أن الناس في الدول المجاورة لكردستان وبلوشستان، وخاصة الشباب الذين يؤمنون بالعدالة ويدركون التاريخ كيف تم ضم أراضينا إلى بلدانهم من قبل المستعمرين، لدينا آمال كبيرة في أن يفكرون ويتصرفون بشكل مختلف عن شعوبهم.
هل توجهين رسالة إلى الدول التي تحتل أراضي كل من كردستان وبلوشستان؟
الدول من خلال عدم الأنانية والقمعية تجاه الأكراد والبلوش، إذا درسوا التاريخ، سيعرفون حقيقة أن أراضي الأكراد والبلوش ليست ملكا لبلدانهم ويجب عليهم إعادتها إلينا، أجمل لفتة من هذا النوع تلقيناها من إخواننا وأخواتنا الأفغان الذين أعلنوا أن الأراضي البلوشية المدرجة في أفغانستان على خط دوراند ليست تابعة لأفغانستان، ونريد إعادتها إلى البلوش، روايتنا البلوشية منذ اليوم الأول هي إعادة الأراضي الأفغانية التي ضمتها بلوشستان إلى خط دوراند في عام 1869، وفي اليوم الذي ستستقر فيه بلوشستان مرة أخرى، سنعيد الأراضي الأفغانية إلى أفغانستان، وهذا التعارف سيخلق فرصا كبيرة لكلا البلدين، وسيتم ربط أفغانستان ودول آسيا الوسطى بطرق تجارية آمنة وودية عبر الأراضي البلوشية وشواطئ البحار.
كيف ترين أفكار القائد أوجلان وبخاصة فكرة العقد الاجتماعي والذي نفذ مؤخرا في منطقة شمال شرق سوريا؟
إن نفس النوع من العقود الاجتماعية بين الدول الكردية والبلوشية مع جيرانها سوف يفيدنا جميعا، من أجل السلام والرخاء والأمن الإقليمي والعالمي.