يعتبر المفكر الأممي عبد الله أوجلان هو أحد قادة التحرر الثوري في العالم وأفكاره المتمثلة في الأمة الديمقراطية، وهو لا يزال قيد الاعتقال التعسفي منذ 25 سنة في سجن إمرالي عبر مؤامرة دولية استهدفت الشعب الكردي ونضاله في شخصه، ولذلك حاورت وكالة فرات كارينج ساركيسيان رئيس الهيئة التأسيسية للمجلس الوطني الأعلى لأرمن أرمينيا الغربية، حول القائد أوجلان ونضاله والمصير المشترك بين الأرمن والكرد.

كيف ترى المفكر الأممي عبد الله أوجلان ونضاله؟

نحن ننظر إلى المفكر الأممي والمناضل عبد الله أوجلان صاحب رؤيا إنسانية تنير درب جميع الشعوب المضطهدة في العالم عموماً، والشعوب المتضررة من الفاشية التركية خصوصاً دون أي تميز عرقي أو قومي أو ثقافي أو ديني، هناك تطابق كبير بين تطلعاتنا وتطلعات المناضل الكبير عبد الله أوجلان، فليس من الصدف أن "تتهمه" المحكمة التركية الفاشية الحاقدة بكونه أرمني الأصل.

كيف يمكن للأرمن والكرد مواجهة العدو المشترك؟

إذا تضافرت جهود الشعبين الأرمني والكردي في نضالهما التحرري الوطني المترابط أصلاً بشكل عضوي، وتوصلا إلى قناعة مشتركة راسخة أن الأساس القانوني الأوحد لعملهما المشترك هو معاهدة سيفر للسلام، فإن درب النصر يصبح ممهداً وسالكاً.

هل تعتبر أن الأراضي الكردية والأرمينية أراضي محتلة؟

وفقاً للقانون الدولي فإن أراضي الجزء الغربي من دولة أرمينيا الموحدة (أي أرمينيا الغربية) هي أراضٍ محتلة، وكذلك أراضي كردستان والتي تقع في المثلث الواقع جنوب أرمينيا الغربية وشرق نهر الفرات وشمال الحدود الدولية للجمهورية العربية السورية، إن صفة "الأراضي المحتلة" بالنسبة للقضيتين تستند بشكل أساسي إلى بنود معاهدة سيفر للسلام والقرار التحكيمي للرئييس الأميركي وودرو ويلسون ومجموعة من المواد ذات العلاقة في المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وعلى الأخص البند 42 من الجزء الثالث من اتفاقية لاهاي الرابعة بشأن احترام قوانين وأعراف الحرب البرية وملحقها، كذلك البند الثالث من معاهدة لوزان الذي يرسم الحدود القانونية بين كردستان وكل من سورية والعراق.

وبالتالي فإن المهمة الأساسية للنشاط التعاوني بين الشعبين الأرمني والكردي يجب أن تكون العمل سوية لتثبيت صفة "المحتلة" بشأن أراضي دولتيهما المحتلتين إلى يومنا هذا من قبل الاحتلال الفاشي التركي، وعندها يصبح نضال الشعبين التحرري "بكافة الوسائل" حقاً مثبتاً للشعبين ومكفولاً ومحمياً بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وليس "إرهاباً" تتحجج به تركيا ويسكت المجتمع الدولي على جرائمها المرتكبة تحت شعار "مكافحة الإرهاب" كما حصل قبل أيام في شمال وشرق سوريا.

ما هي الخطوات العملية التي يمكن أن يتخذها الشعبين الأرمني والكردي لمواجهة الفاشية التركية؟

هذا كبداية، أما الخطوة الثانية فيجب أن تكون باعتماد ميثاق للعمل التحرري المشترك ترسم أسس هذا العمل، الذي لا بد من تأسيس لجنة مشتركة من أجله.

ضمن هذا الإطار فإن أوجه التعاون بين الشعبين لا حدود لها على كافة المستويات وفي كافة المجالات.

نحن نؤمن بالمعادلة القائلة: "أن أي تباعد بين الشعبين لا يخدم سوى عدوهما المشترك، بينما كل تقارب وتنسيق وعمل مشترك بينهما هو الطريق الصحيح الذي لن ينتهي إلا بنصر الشعبين واسترداد حقوقهما الوطنية المسلوبة".