رئيس البيت الدولي لحقوق الإنسان: أردوغان يرتكب في سوريا نفس الظلم الذي تمارسه إسرائيل بحق الفلسطينيي
لا تتوقف الإدانات بشأن جرائم الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا، خصوصاً مع استمرار استهداف البنى التحتية والمنشآت المدنية وقتل الأبرياء والمدنيين.
لا تتوقف الإدانات بشأن جرائم الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا، خصوصاً مع استمرار استهداف البنى التحتية والمنشآت المدنية وقتل الأبرياء والمدنيين.
وبشكل شبه يومي، لا يتوقف الاحتلال التركي عن قصف أهداف مدنية في شمال وشرق سوريا وتصل كذلك في أوقات أخرى إلى جنوب كردستان، حيث تطال ضرباته المدنيين الأبرياء فيسقط الضحايا منهم يوماً الواحد تلو الآخر بين شهيد وجريح، ويستهدف الأفران والمستشفيات ومحطات الوقود والمرافق الصحية وغيرها من الأهداف المدنية وأهداف البنية التحتية، مستغلاً فيما يبدو حالة الانشغال العالمي بما يجري في غزة ولبنان.
في هذا السياق، يقول عبد العزيز شرف الدين عقوبي، عضو الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان بمدينة ليون الفرنسية ورئيس مؤسسة البيت الدولي لحقوق الإنسان في فرنسا، إن ما يقوم به النظام التركي في شمال سوريا هو "جريمة ضد الإنسانية"، معتبراً أن هذا العمل يتوازى مع ما يقوم به "الاحتلال الإسرائيلي" من جرائم وظلم بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشيراً إلى أن ذلك يعد "أمراً مؤسفاً ومحزناً".
"نصيب من الكعكة"
وأضاف عقوبي، في تصريحات هاتفية لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أن تركيا لا تهتم بالدول العربية أو الإسلامية، وكل ما يعنيها مصالحها الخاصة وأن تحصل على "نصيب من الكعكة" على حساب دول مثل سوريا والعراق، موضحاً أن تركيا تستغل العدوان الجاري على قطاع غزة لتحقيق أهدافها عبر هذه "الأعمال الإجرامية وتصفية البشر".
وأكد الحقوقي التونسي رفضه الشديد للأعمال العدوانية التي يقوم بها الاحتلال التركي في شمال وشرق سوريا، مشدداً على أن أنقرة تشرع في قتل الأبرياء في منطقة تشهد حالة حرب، مضيفاً أن النظام التركي كان يجب عليه وقف هذه الهجمات في ظل ما يجري في فلسطين وما يعانيه الفلسطينيون من ظلم، مشيراً إلى أن تركيا ترتكب نفس الجرائم في سوريا وتسعى من خلال تدخلاتها إلى تقسيم الأراضي السورية وتحويلها إلى جبهات متفرقة، مما يهدف إلى القضاء على الدولة السورية تماماً، خدمةً للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة.
وقال عقوبي فيما يتعلق بتصريحات أردوغان المستمرة حول رفضه للعدوان على غزة، إن تركيا "جزء من اللعبة" التي تستهدف الشرق الأوسط، مضيفاً: "كما ذكرت، تركيا تسعى للحصول على نصيب من كعكة الشرق الأوسط، وهي ليست مع المسلمين أو العرب، بل تسعى وراء مصالحها الخاصة"، كما شدد على أن "تركيا ديكتاتورية رغم ما يدعيه النظام من ديمقراطية، حيث يتم قمع الحريات ومنع البعض من المغادرة أو العودة إلى البلاد".
ليست مع العرب والمسلمين
وأكد أن "تركيا ليست مع العالمين العربي أو الإسلامي، بل مع العالم الغربي، وهي تسعى وراء مصالحها فقط"، معتبراً أن السياسات التي يتبعها النظام التركي الحالي هي امتداد لسياسات مصطفى كمال أتاتورك، الذي انحاز للغرب ومصالحه وحلف الناتو على حساب مصالح دول الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن أردوغان يسعى لإضعاف الدول العربية، مما يضمن له "رضا الأمريكيين" واستمرار "الدعم والحماية"، على حد قوله.
وأكد عقوبي أن أردوغان يرتكب نفس الجرائم التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أن علاقته بتل أبيب مستمرة ومتواصلة، مضيفاً أنه "إذا كان أردوغان يدعم القضية الفلسطينية حقاً، فلماذا لم يقم بطرد السفير الإسرائيلي أو قطع العلاقات الاقتصادية والتجارية؟" واستدرك قائلاً: "للأسف، كل ما يُعلن من قبل النظام التركي عن نصرة العرب والمسلمين هو تضليل للشعوب".
وفي تعليق على الأسباب التي يطلقها النظام التركي لتبرير عدوانه والتي تتمثل عادة في محاربة الإرهاب وحماية الأمن القومي، أكد الحقوقي التونسي رفضه لها، حيث أوضح أن الحرب تعني مواجهة بين جيوش، لكن استهداف البنى التحتية والمستشفيات والمدارس هو جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، مشيراً إلى أن أنقرة تدرك أن القانون الدولي لا يُطبق بحقها، لذلك تواصل عدوانها، خاصة أنها تستفيد من حالة الصراع في سوريا وتحولت معه إلى أداة لتنفيذ مخططات الناتو.
وفي ختام تصريحاته لوكالة فرات للأنباء (ANF)، انتقد عقوبي التقليل من خطورة الجرائم التي يرتكبها النظام التركي في مناطق شمال وشرق سوريا، موضحاً أن هذه الجرائم لا تبرر بدعوى استهداف الكرد أو حماية الأمن القومي التركي كما يدعي أردوغان، مجدداً التأكيد على أن أنقرة تسعى إلى تفتيت سوريا وتحويلها إلى جبهات، بما يخدم "مخططات أمريكا وإسرائيل والناتو".