رد ورد مضاد.. هل تقترب المنطقة من صدام إيراني – إسرائيلي بعد مقتل "موسوي"؟

ارتفعت حدة التوترات والتصريحات والتصريجات المضادة بين إسرائيل وإيران في أعقاب اغتيال "تل أبيب" قبل يومين رضى موسوي المستشار في الحرس الثوري الإيراني بغارة قرب دمشق.

وقال متحدث باسم الحرس الثوري الايراني إن اغتيال رضي موسوي كان بسبب إخفاقات إسرائيل في غزة، فيما قال سفير إيران ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة محمد جواد ظريف إن إيران تحذر الجانب الإسرائيلي من رد حاسم على اغتيال موسوي وأن طهران تحتفظ بحقها المشروع والأصيل في الرد الحاسم وفق القانون الدولي.

في المقابل، فإن مسؤول إسرائيلي أكد أن الجيش الإسرائيلي يستعد بترقب للرد الإيراني على اغتيال "موسوي" بحسب ما ذكر موقع "إكسيوس" الأمريكي، الذي أشار إلى أن الرد قد يكون عبر إطلاق الصواريخ من الأراضي السورية أو اللبنانية. 

سيناريوهات الوضع الحالي


في هذا السياق، يقول الدكتور محمد محسن أبوالنور خبير تحليل السياسات الدولية ورئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية إن سيناريوهات التوترات الحالية بين إسرائيل وإيران ستأخذ منحنى تصاعدياً في الأسابيع والأشهر المقبلة، موضحاً أن هذا التصعيد سيكون عن طريق وكلاء طهران، ولن تكون الأخيرة في مواجهة مع إسرائيل إلا إذا ضربت القواعد العسكرية الإسرائيلية في أربيل شمال العراق على غرار ما فعلته قبل عامين، رداً على اغتيال العميد رضى موسوي.

وأضاف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أنه لهذا السبب يتوقع أن التوتر سيأخذ منحنى تصاعدياً وأنه لن تكون هناك تهدئة بين الجانبين، لا سيما بعد حرب غزة والتصعيد الإسرائيلي فيما يتعلق بقتل رضا موسوى القيادي صاحب الأهمية في الحرس الثوري الإيراني، مشيراً إلى أن أحاديث المسؤولين في إيران والإعلام الإيراني يشي بأن طهران سترد على عملية الاغتيال تلك، لكن دون انخراط في عملية عسكرية ضد إسرائيل لا في غزة ولا الجولان المحتلة. 

مخاوف من صراع إقليمي واسع

بدوره، يقول الدكتور حامد فارس أستاذ العلاقات الدولية، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن تصاعدة حدة التوترات بين إيران وإسرائيل ووصولها إلى هذه المرحلة يقول إننا أمام مرحلة ستتفاقم فيها التوترات، وتنذر بمزيد من الاتساع للصراع في غزة ليأخذ طابعاً إقليمياً، على نحو سيكون لها انعكاسات وتداعيات خطيرة على المنطقة ككل.

وأضاف "فارس" أن ما يجري في المنطقة سواء منطقة باب المندب أو اضطرابات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، والغارات الإسرائيلية على سوريا، ومقتل مستشار الحرس الثوري الإيراني، والتهديدات المبتادلة بين طهران وتل أبيب، هو عينه ما حذرت منه مصر مبكراً، حين أكدت أن الإمعان في ارتكاب الجرائم من قبل الاحتلال الإسرائيلي من شأنه اتساع حدة الصراع لتأخذ طابعاً إقليمياً.

وقال أستاذ العلاقات الدولية إن الجانب الإيراني يعمل على استغلال تلك التطورات وما يجري في قطاع غزة من أجل زيادة معدل تخصيب اليورانيوم ليصل إلى مستويات خطيرة، وبالتالي سنكون أمام صراع بين قوتين نوويتين إسرائيل وإيران، مؤكداً أن المنطقة في ظل كل هذه الاضطرابات لا تتحمل تصاعد التوترات إلى أبعد من ذلك.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي حذر في أكثر من مناسبة ومع أكثر من مسؤول دولي من خطورة ما تقوم به إسرائيل في الأراضي الفلسطيني، من قتل وتجويع وتشريد ودفع سكان غزة للهجرة، مؤكداً أن مثل هذه الأفعال من شأنها أن يتحول الأمر لصراع إقليمي واسع.

وتجري الولايات المتحدة الأمريكية على مدار الفترة الماضية اتصالات عديدة لمنع خروج الصراع في غزة عن حدود القطاع، محذرة إيران مراراً من استغلال الوضع لتأجيج التوترات، وسط ضربات تطال من وقت لآخر القواعد العسكرية الأمريكية في سوريا والعراق، فيما ترد واشنطن بضربات مماثلة.