مؤسس بحركة تحرير أزواد: تركيا وصمت شعبنا بالإرهاب كما فعلت مع الكرد
تصدح أصوات الأزواد بشمال دولة مالي الفترة الماضية لتندد وتفضح مشاركة تركيا سلطات باماكو في الحرب على هذا الشعب الذي لعب دوراً محورياً في مواجهة الإرهاب، على نحو يذكر بمأساة الكرد.
تصدح أصوات الأزواد بشمال دولة مالي الفترة الماضية لتندد وتفضح مشاركة تركيا سلطات باماكو في الحرب على هذا الشعب الذي لعب دوراً محورياً في مواجهة الإرهاب، على نحو يذكر بمأساة الكرد.
حول دور تركيا في هذه المنطقة من قارة أفريقيا، تحدثت وكالة فرات للأنباء (ANF) مع بكاي أغ أحمد العضو المؤسس بحركة تحرير الأزواد في مالي والذي قال إن تركيا دولة محورية وتساعد الدول التي ترى أن لها مصالح معها، قائلاً إنه لا يعلم طبيعة المصالح التي تجمع بين أنقرة وباماكو حتى الآن، لكن ما حدث أن المجلس الانتقالي الحالي الحاكم حاول إقناع بعض الدول بأنه يواجه الإرهاب في بلاده.
وأضاف السياسي الأزوادي، في تصريحات الهاتفية، أن تركيا فعلت بنا ما فعلته بالكرد حين وضعتنا في خانة الإرهاب وصنفتنا ضمن المنظمات الإرهابية، أو ترانا بعين الإرهاب وتصمنا به، منوهاً إلى أن الأزواد ليسوا إرهابيين وإنما شعباً يناضل من أجل حقه في تقرير مصيره.
طائرات تركيا المسيرة
وحول تفاصيل هذا الدور التركي المشبوه، يقول بكاي أغ أحمد إنه للأسف مالي اشترت طائرات بيرقدار المسيرة من تركيا التي أمدت النظام في باماكو بالخبراء ومن يقودون هذه المسيرات، وقد فتح لهم في عاصمة مالي مكتباً، مشيراً إلى أن هذه الطائرات قيل إنها ستستخدم في مكافحة الإرهاب، ولكن حتى هذا الوقت لم تشن أي غارة على أوكار الإرهاب رغم أن السلطات تعرف أماكن هذه العناصر الإرهابية، بل استخدمت الطائرات التركية لقتل المدنيين في أزواد أو ما يسمى عندهم شمال مالي.
وأعرب أغ أحمد عن اعتقاده بأن أنقرة لا تدرك حقيقة ما يحدث في هذه المنطقة، على حد قوله، معتبراً أنه ربما لو أدرك النظام التركي حقيقة الوضع وأن هناك شعباً يعاني من الظلم والتهميش منذ 63 سنة أي منذ مغادرة فرنسا للمنطقة وحتى الآن.
وبسؤاله حول ما إذا كانت دولة بحجم تركيا لا تعرف حقيقة الوضع في أزواد وأنه ربما المصالح الاقتصادية والعسكرية لتركيا في مالي هي السبب الحقيقي للتغاضي عما يتعرض له هذا الشعب، أجاب العضو المؤسس بحركة تحرير أزواد قائلاً: "اتفق مع ذلك بالطبع، ولكن هذا لا يمنع من أن يصل صوتنا لتركيا، وللرأي العام التركي".
ومؤخراً ظهر الناطق باسم حركة تحرير أزواد محمد المولود رمضان في تصريحات يؤكد خلالها أن تركيا أصبحت عدواً للشعب الأزوادي الذي كان ينظر بإجلال إليها كدولة إسلامية كبيرة، إلا أن دعمها لمرتزقة مجموعة فاغنر بالمسيرات والتي تحصد أرواح الأبرياء يومياً خيب ظن الأزواديين، مشيراً إلى أنها دفعت بمنظمة سادات التركية التي تتكون كذلك من مجموعة من المرتزقة الأتراك.
وشدد رمضان في تصريحاته على أن تركيا بالنسبة للشعب الأزوادي في خندق العدو، وتشن حرباً على شعب مسلم أعزل لا يطالب إلا بالعيش بحرية وكرامة، كما أن الحكومة التركية يدها ملطخة بدماء الأبرياء من الشعب الأزوادي.
الأزواد والكرد في مواجهة الإرهاب
جدير بالذكر أن حركات الأزواد تزايدت أهميتها على مدار السنوات الماضية لدورها البارز في مواجهة التنظيمات الإرهابية، بل ولعبت دوراً محورياً في الحد من تمدد تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يخطط لأن تكون مالي نقطة انطلاق له في مناطق غرب القارة الأفريقية، إلا أنه بدلاً من مكافأة هذا الشعب وإعطائه حقوقه يتعرض لانتهاكات واسعة النطاق بمشاركة تركية وثقتها العديد من المنظمات الدولية على مرأى ومسمع من العالم.
وتذكر وضعية الأزواد هذه على الفور بالحالة الكردية، إذا قدم الشعب الكردي برجالة ونسائه وشيوخه وشبابه وأطفاله التضحيات والأرواح في مواجهة الجماعات الإرهابية وخاصة داعش بالتعاون مع الشركاء الدوليين حتى هزيمة هذا التنظيم، إلا أنهم رغم ذلك يتعرضون لانتهاكات ترقى إلى جريمة إبادة وحرب عنصرية تشنها الدولة التركية بحقهم وأيضاً على مرأى ومسمع من العالم.
هنا سألت وكالة فرات أغ أحمد حول ما إذا كان يرى شبهاً بين الشعبين الكردي والأزوادي في هذه المقاربة، ليجيب مؤكداً أنه بالطبع هناك تشابه، قائلاً إن الأنظمة التي تكافح وتقف ضد نيل الشعوب المقهورة لاستقلالها وتقرير مصيرها، هي من تدعم هذه المنظمات الإرهابية، ولا تدعم من يحاربون الإرهاب لأن تلك الدول لا تريد له أن يهزم.
وقال السياسي الأزوادي إن عدم رغبة تلك الدول في هزيمة الإرهاب تأتي من كون الأخير ينفذ أجندتها التي لا تستطيع تنفيذها هي بشكل مباشر، مؤكداً أن هذا يعني أن الإرهابيين يحاربون بالوكالة عن هذه الدول، مشدداً على أن هذا هو الحال لدى الأزواد كما هو الحال كذلك في بلاد الكرد وبعض الشعوب الخاضعة للاحتلال.
حاجة إلى التفات الإعلام
وقال السياسي الأزوادي إنه منذ 2 أغسطس/آب وحتى الآن تمارس قوات مالي ومرتزقة فاغنر الروسية المجازر والمذابح والإبادة، وتستعمل المسيرات التي أتت بها من تركيا لمساعدة "المرتزقة والجيش المالي الإرهابي" في إبادة شعب الأزواد، ومن لم يمت فقد هاجر إلى دول الجوار، دون أن يتحدث العالم عن هذه الإبادة والتهجير القسري.
وفي ختام تصريحاته، تقدم أغ أحمد بالشكر لوكالة فرات للأنباء على تواصلها معه، مؤكداً حاجة شعب الأزواد لالتفاتة من الإعلام الدولي والإقليمي عبر شبكات التواصل الاجتماعي أو وكالات الأنباء والفضائيات، في ظل المعاناة التي يلاقونها من التعتيم الإعلامي بشأن النضال الذي يخوضونه على مدار السنوات الماضية.
ويطالب شعب أزواد وهم من الطوارق منذ عام 1969 بالاستقلال عن شمال مالي وتكوين دولة مستقلة، خاصة وأن لهم ثقافتهم وعاداتهم وحضارتهم المختلفة كليا عن بقية مالي، لينشب صراعاً منذ ذلك الحين وسط اتفاقيات سلام وهدن لم تصمد لفترات طويلة، بما في ذلك اتفاق السلام الذي أبرم عام 2015.