قيادي بحركة فتح: رغبة "أردوغان" بالمشاركة في إدارة غزة مرفوضة

أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جدلاً واسعاً عقب تصريحات أكد خلالها استعداده للمشاركة في تولي الإدارة الأمنية لقطاع غزة مستقبلاً، بالمخالفة للموقف العربي والفلسطيني.

وقال "أردوغان" في أول تصريحات تركية رسمية بشأن مستقبل غزة إن بلاده مستعدة لتولي المسؤولية مع دول أخرى في الهيكل الأمني الجديد، الذي سيتم إنشاؤه بعد انتهاء الحرب في غزة، بما في ذلك آلية الضامنين، وهو ما يتلاقى مع تصريحات ورغبات للمسؤولين الإسرائيليين، وكذلك بعض وجهات النظر الأمريكية.

في هذا السياق، حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF)، الدكتور جهاد الحرازين القيادي بحركة فتح الفلسطينية للتعقيب على تصريحات الرئيس التركي وتحليل دوافعها، والذي أكد بشكل تام رفض الفلسطينيين لمثل هذه المقترحات، مشدداً على أنه لن يدير الفلسطينيين إلا الفلسطينيين، معتبراً أن تصريحات "أردوغان" تأتي في إطار البحث عن دور.

وإلى نص الحوار:

*ما رأيك في تصريحات الرئيس التركي بشأن استعداد بلاده للمشاركة في إدارة قطاع غزة مستقبلاً؟

أعتقد أن تصريحات أردوغان لا يمكن القبول بها أو التعاطي معها؛ لأن هذا الأمر فلسطيني خالص ولا يجوز لأحد التدخل فيه، ومن جانب آخر نحن نرفض أن تكون هناك أي إدارة أخرى غير فلسطينية، خصوصاً أن هناك مواقف عربية مشجعة رافضة لمثل هذه الأفكار ومن ذلك موقف مصر التي أكدت رفضها على الملأ العودة إلى إدارة قطاع غزة، وأكدت أن القاهرة تريد أن يكون للشعب الفلسطيني حريته وإرادته في اختيار من يمثله ومن يديره وأنها تريد كذلك للشعب الفلسطيني استقلاليته وحقه في اختيار من يديره.

*ما دوافع "أردوغان" من تصريح كهذا رغم أنه يعلم جيداً أنه أمر مرفوض ليس فلسطينياً فقط بل عربياً كذلك؟

أعتقد أن "أردوغان" في هذا السياق يحاول أن يجد له دوراً في هذه العملية، لا سيما وأن الجميع يدرك أن الدور المصري غطى على كافة الأدوار في المنطقة؛ وذلك لارتباط مصر التاريخي بالقضية الفلسطينية، وباعتبارها الدولة الأقدر على إدارة أي أمر يخص القضية الفلسطينية وإجراء الاتصالات والتفاهمات واللقاءات والمشاورات كما أن لديها فهماً كاملاً للقضية، كما أنها أصبحت قبلة لقادة العالم سواء من خلال الزيارات أو من خلال الاتصالات التي تجري مع القيادة المصرية والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص الصراع القائم. وبالتالي يبدو أن "أردوغان" يريد أن يكون له دوراً على خارطة الشرق الأوسط، وهذا صعب في ظل العلاقة المتجذرة بين فلسطين ومصر وكذلك المملكة الأردنية الهاشمية، وهناك لقاءات قمة دائمة بين مصر والأردن وفلسطين وهناك تكامل في المواقف ومشاركة في وجهات النظر.

*ما الذي كان يجب أن يقوم به الرئيس التركي في مواجهة مقترحات إدارة قطاع غزة مستقبلاً؟

التبرع التركي أو أن يقوم الرئيس التركي بطلب مثل هذا الأمر أو الحديث عن أن تركيا على استعداد للمشاركة في إدارة القطاع ما كان ينبغي أن يقال، وأعتقد أنه كان من الواجب على "أردوغان" أن يذهب باتجاه ضرورة دعم الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الاحتلال أو العدوان الإسرائيلي وما يقوم به من إجراءات سواء، وكان عليه تقديم الدعم الكامل للشعب الفلسطيني. ونحن ندرك أن أنقرة قدمت كثيراً من قوافل الدعم والمساعدات عن طريق مصر وهذا أمر لا يمكن إنكاره، ولكن عندما يتعلق الأمر بإدارة القطاع فإن الإدارة في غزة والحكم يجب أن يكون فلسطينياً خالصاً بعيداً عن أي انتداب أو قوة جديدة تأتي لإدارة قطاع غزة، لأن الشعب الفلسطيني قادر على إدارة نفسه واختيار من يمثله ويديره. بالإضافة إلى ذلك فإن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين، وهي القادرة على إدارة الكل الفلسطيني.

*لكن السلطة كما نعلم منذ سنوات طويلة غير موجودة في قطاع غزة، ما ردك؟

السلطة الوطنية الفلسطينية لم تغادر قطاع غزة، بل تقدم الخدمات بشكل كامل في القطاع سواء التعليم أو الصحة أو رواتب الموظفين والمياه والكهرباء، وتقدم ما قيمته أكثر من 140 مليون دولار شهرياً إلى القطاع بشكل كامل، كما أنه يوجد 3 وزراء في الحكومة الفلسطينية الشرعية متواجدين في قطاع غزة، ويوجد موظفون سواء يتبعون التعليم أو الصحة وحتى الأجهزة الأخرى في الوزارات لم تغادر.

*رغم انتقادات النظام التركي الشديدة لإسرائيل، إلا أن علاقته بها عند أعلى مستوى ورفض حزبه تمرير مشروع قانون لمنع تصدير الفولاذ التركي إليها، ما تعقيبك؟

 أعتقد أن هناك علاقات لم تنقطع على الصعيد التجاري أو الصناعات بين إسرائيل وتركيا وكذلك المواد الغذائية، ولم تتوقف تركيا عن مثل هذا النوع من العلاقات، وكان من الأولى بها أن تقوم بقطع هذه العلاقات حتى تضغط على دولة الاحتلال لوقف حربها على الشعب الفلسطيني.