فمن بين 15 ولاية عقدت فيها انتخابات الثلاثاء الكبير للحزب الجمهوري، حقق "ترامب" فوزاً كاسحاً بحصوله على التأييد من مندوبي الحزب في 14 ولاية، بينما لم تفز منافسته نيكي هيلي إلا في ولاية واحدة هي ولاية فيرمونت تضاف لها إلى ولاية واشنطن العاصمة التي حسمتها قبيل ساعات من انتخابات هذا اليوم التمهيدية.
على الجانب الديمقراطي، فاز "بايدن" بجميع ولايات الثلاثاء الكبير، فيما لم يحصل دين فيليبس على أي شيء، وهو أمر بديهي بالنسبة للأول كونه الرئيس الحالي، لكن المفاجأة الأكبر كانت بكل تأكيد في الحزب الجمهوري، نظراً لاكتساح "ترامب" جميع الولايات، على نحو دفع "هيلي" إلى الانسحاب وإخلاء الساحة له.
ترشح "ترامب" كان حتمياً
في هذا السياق، يقول الدكتور جبريال صوما عضو حملة المرشح الرئاسي الأمريكي دونالد ترامب، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إنه حتى قبل الذهاب إلى الثلاثاء الكبير، فإن الرئيس السابق كان المرشح الحتمي للحزب الجمهوري، فلقد فاز في كل مسابقات الترشيح بأرقام مضاعفة، باستثناء واشنطن العاصمة.
وذكر أن "هيلي" كانت تتخلف عن ترامب بفارق كبير من حيث عدد المندوبين الذين في جعبة كل مرشح، وبالتالي فإن الثلاثاء الكبير كان يعني أن لديها عجزاً بالمئات في فرق المندوبين، والذي شهد إجراء انتخابات في 15 ولاية كأوسع وأكبر يوم ابتدائي في الانتخابات التمهيدية، ولهذا كان هو العامل الحاسم في تحديد مرشحي الأحزاب لعقود من الزمن.
ودعا "صوما" إلى تذكر 4 حقائق يجب معرفتها، وهي أنه أولاً لم يصبح أي جمهوري مرشحاً للحزب إلا إذا فاز بولايات الثلاثاء الكبير منذ أن أصبح هذا اليوم ذا أهمية، وثانياً أن الولايات تخصص مندوبيها على أساس أن الفائز يحصل على كل المندوبين، وهذه الطريقة يمكن أن تخلق تقدماً لا يمكن التغلب عليه للمرشح الأوفر حظاً.
ولفت إلى أن الأمر الثالث هو أن دونالد ترامب لديه حظوظه بين الجمهوريين الأساسيين، وليس هناك في المقابل عدد كاف من المستقلين في ولايات الثلاثاء الكبير ليعطوا أصواتهم لمنافسته هيلي، ورابع الأمور أن الأخيرة أنفقت أموالاً طائلة ولم تفز، على نحو أظهر مدى التأييد للرئيس السابق في قواعد الحزب الجمهوري.
وكانت نيكي هيلي الدبلوماسية الأمريكية السابقة أعلنت رفضها الانسحاب من الانتخابات التمهيدية رغم نتائجها الصعبة، إذ كانت تراهن على مفاجأة في يوم الثلاثاء الكبير، إلا أنها كانت قد صرحت أنها ستنسحب إذا لم تكن قادرة على المنافسة، وهو ما قد كان.
هذا ما فشلت فيه هيلي
في المقابل، يقول كريج كاتز المستشار بالحزب الديمقراطي الأمريكي، لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن المؤشرات كلها كانت تقول إن "ترامب" هو الذي سيفوز بانتخابات الثلاثاء الكبير، وأن "هيلي" سيكون عليها التفكير بشكل كبير في مسألة الاستمرار في هذا السباق.
وأضاف السياسي الأمريكي البارز أن الثلاثاء الكبير كان يمثل فرصة محدودة أمام هيلي لتثبت للمانحين قبل النخابين أنها لا تزال قادرة على منافسة الرئيس السابق، والفوز بترشيح الحزب الجمهوري، إلا أنها لم تنجح وبالطبيعي كان انسحابها أمراً منطقياً.
ويرى "كاتز" أن الكل كان يعلم أن الثلاثاء الكبير لم يكن إلا يوماً سيحمل تأكيداً على أن الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون تكرار لسيناريو 2020، أي أن المنافسة كانت معروفة بين ترامب وبايدن الذي بطبيعة الحال كان أمام منافسة سهلة في الحزب الديمقراطي، إذ أن الرئيس الحالي عادة يكون هو مرشح حزبه.
يُذكر أن كثيراً من استطلاعات الرأي أشارت إلى أن "ترامب" سيكتسح "هيلي" في الانتخابات التمهيدية، ولا تزال هناك استطلاعات رأي أخرى تشير إلى أنه سيفوز بانتخابات تشرين الثاني الرئاسية، في ظل علامات استفهام كثيرة حول قدرة الرئيس الحالي على ممارسة مهام منصبه، في ظل سنه الكبيرة وهفوات لسانه المتلاحقة.