وتضمنت الندوة الحوارية محورين أساسيين، الأول؛ تأثير الاتفاقات والمواثيق الإقليمية والدولية على القضية الكردية خلال القرن الماضي وبدايات القرن الحادي والعشرين، والثاني، رؤى حل القضية الكردية حلاً عادلاً.
وشارك في الندوة الكاتب والصحفي المصري إلهامي المليجي، ورئيس الحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء الدين شعبان، ومدير المركز اللبناني للأبحاث والاستشارات حسان القطب، والباحث في شؤون الشرق الأوسط طه علي أحمد، والأكاديمي والباحث في التاريخ المعاصر علي ثابت صبري، والباحثة والصحفية المصرية في شؤون المرأة فاتن صبحي، والباحث والأكاديمي المصري محمد رفعت الإمام، والسياسية والحقوقية السودانية نعمت كوكو، والسياسي من جنوب كردستان كاميران برواري، ونائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا حسن كوجر، والمثقف في مركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية كرديار دريعي، وعضو مركز الفرات للدراسات وليد جولي.
تطرق المتحاورون في المحور الأول، إلى المعاهدات والقرارات الدولية التي شهدتها بداية القرن العشرين، والتي ارتبطت بالمخططات الاستعمارية الهادفة لتحطيم إرادة شعب المنطقة واستغلال ثروتها، والتنويه إلى وجوب الفصل بين أهداف كل من الحرب العالمية الأولى والثانية حول تغيير سياسة الدول الاستعمارية نحو الشرق الأوسط، وانتشار الأفكار القومية في المنطقة، موضحين أن الهدف من هذه الاتفاقات هو زرع يد الاستعمار الأوروبي في المنطقة، والهيمنة عليها بشكل كامل وتقسيمها بشكل يخدم مصالح الإمبريالية العالمية وتفاقم معاناة شعوب الشرق الأوسط.
وبيّن المتحاورون أن القوى الاستعمارية قد قسّمت جغرافية المنطقة، بموجب عدة اتفاقيات فيما بينها، وضمن هذه التقسيمات لم يتم الأخذ بخصائص المنطقة الغنية بتنوع ثقافاتها وشعوبها وأديانها ولغاتها، وعلى ذلك قُسّم الشعب الكردي بين أربعة دول، دون الاعتراف بأي حق ثقافي أو أثني له.
وخلال المحور الثاني جرى الحديث عن وجوب تشكيل جبهة موحدة من جميع القوى الديمقراطية، وخصوصاً الشرق الأوسطية للتصدي لمخططات الإمبريالية العالمية والوقوف مع الشعوب التي سُلبت حقوقها.
نظام الدولة القومية نظام ذهني معقّد وسرطان يفتك بالمجتمع
وقد تطرق المحاورون إلى الحلول الموجودة لحل القضية الكردية، كونها من أهم قضايا الشرق الأوسط وطرح رؤاهم لحلها وحصول الكرد على حقوقهم، مثل بقية الشعوب في الشرق الأوسط، وطرح نظام الأمة الديمقراطية بديلاً لنظام الدولة القومية، كون نظام الدولة القومية نظام ذهني معقّد وسرطان يفتك بالمجتمع، لذلك ينبغي التسلح بفكر وأيديولوجية الأمة الديمقراطية لمواجهة ذلك النظام الذي يعدّ من أهم أعمدة الرأسمالية، وأيضاً مقاومة الأفكار العنصرية وتسيير نضال أيديولوجي سليم أمامها ونبذ ما يقوم الغرب بفرضه اليوم على شعوب الشرق الأوسط من أنماط حياتية.
وتمت الإشارة من قبل المشاركين في الندوة إلى أن أطروحة القائد أوجلان هي الحل الوحيد لجميع القضايا والمشكلات في الشرق الأوسط، فهذه المنظومة الفكرية قد ساعدت على تشكيل وعي جديد لدى الإنسان الشرق أوسطي وبيّنت حقيقة مساعي الدول الغربية تجاه الشرق الأوسط.
ولفت رئيس الحزب الاشتراكي المصري أحمد بهاء الدين شعبان، إلى أن القضية الكردية هي قضية عادلة ولها أهمية كبيرة كأي قضية أخرى يتم النقاش عليها، داعياً لتشكيل جبهة موحدة من أبناء المنطقة الذين يمتلكون قوة فكرية وذهنية ديمقراطية للتصدي لذهنية وأفكار الإمبريالية العالمية وكسر ذهنية الهيمنة الرأسمالية.
إلهامي المليجي: هدف السيد أوجلان هو ضمان حصول جميع الشعوب على حقوقها
بيّن الكاتب والصحفي المصري إلهامي المليجي أن الشعب الكردي من أقدم شعوب المنطقة ويعود تاريخه لآلاف السنين، ويعاني اليوم من التشتت والضياع بسبب ممارسات القوى الاستعمارية واتفاقاتها.
وأكد أن المفكر عبد الله أوجلان تناول حل جميع المشكلات في الشرق الأوسط والقضية الكردية، ووضع بديلاً لنظام الدولة القومية، وهو نظام الأمة الديمقراطية الذي طرحه المفكر الكبير عبد الله أوجلان من أجل حل جميع قضايا الشرق الأوسط وخصوصاً الأثنية والأقليات الدينية.
وأشار المليجي إلى أن: "هدف السيد أوجلان من خلال تصوره لنظام الأمة الديمقراطية إلى ضمان حصول جميع الشعوب على حقوقها وأن تدير نفسها دون الحاجة إلى نظام رجعي ديكتاتوري كنظام الدولة القومية، وهي بمثابة مفتاح لحل جميع مشاكل الشرق الأوسط".
نائب الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا حسن كوجر، أوضح أن سبب تراجع الفكر والعلم في الشرق الأوسط وتقدمه في أوروبا، هو ضعف الدولة العثمانية وجهلها واستهدافها للمفكرين في ذلك الوقت.
أما عضوة المجلس العام في حركة المجتمع الديمقراطي روكن أحمد، فأشارت إلى أن هدف الاتفاقات هو إضعاف شعب المنطقة من أجل السيطرة عليها واستغلال مواردها.
"الذهنية الديمقراطية التي يتكلم بها عبد الله أوجلان تتطلب قبول الأطراف لبعضها"
بينما بيّن الباحث في شؤون الشرق الأوسط طه علي أحمد، خلال مداخلته، أن القضية الكردية هي نضال شعب للحفاظ على هويته وتاريخه وثقافته، مضيفاً: "أن عبد الله أوجلان هو مفكر إنساني كونه تجاوز بأطروحته حل القضية الكردية، واستهدف حل القضايا الفكرية والبيئية والاقتصادية في العالم وحل قضايا الأثنية والعرقية في الشرق الأوسط وفي المنطقة، والذهنية الديمقراطية التي تكلم بها المفكر الإنساني عبد الله أوجلان تتطلب قبول الأطراف لبعضها وعدم النظر بعنصرية إلى بقية الشعوب".
أما الأكاديمي والباحث في التاريخ الحديث والمعاصر في جامعة دمنهور المصرية، ثابت صبري، فأوضح أن نضال المفكر عبد الله أوجلان أبقى القضية الكردية حية حتى تحظى بحل شامل.
فيما أوضح السياسي والمحاضر في جامعة دهوك وعضو المؤتمر القومي الكردستاني، كاميران برواري، أن القوى الاستعمارية استهدفت الشرق الأوسط عامةً، وكردستان خاصةً، بسبب الغنى الثقافي والتاريخي والموقع الجغرافي لهذه المنطقة وأهميتها".
من جهتها، أشارت الباحثة والصحفية المصرية في شؤون المرأة فاتن صبحي، أن القائد عبد الله أوجلان قدّم نظرة جديدة للتاريخ وتطرقت إلى أهمية المرأة ودورها في تقدم الإنسانية، مؤكدة أن "القائد أعاد التاريخ إلى مساره الحقيقي".
بدورها، السياسية والحقوقية السودانية نعمت كوكو، فأوضحت في مداخلتها، أن الحل الوحيد لجميع قضايا الشرق الأوسط هو تطبيق نظام الأمة الديمقراطية الذي قام الرفيق عبد الله أوجلان بطرحه في مرافعاته".