مفاوضات ملبدة بالغيوم في القاهرة بين حماس وإسرائيل.. هل تحل الهدنة قبيل رمضان؟

تضاربت الأنباء على مدار الساعات الماضية بشأن حضور وفد إسرائيل من عدمه إلى القاهرة للمشاركة في مفاوضات مع وفد لحركة حماس، بهدف وقف إطلاق النار والتوصل إلى هدنة تحقن الدماء ولو قليلاً في قطاع غزة قبيل شهر رمضان.

أغلب التسريبات التي جرى الحديث عنها من كثير من المصادر المطلعة تشير إلى أن هناك توافق بشأن الخطوط العريضة للاتفاق الجديد، والتي تقوم على هدنة تستمر 6 أسابيع، وأن يتم الإفراج عن 42 محتجزاً إسرائيلياً لدى الفصائل الفلسطينية بمعدل واحد في اليوم مقابل إطلاق سراح 10 أسرى فلسطينيين أيضاً في اليوم الواحد كذلك.

لكن ذات المصادر تشير إلى أن الخلافات ظهرت مع طلب إسرائيلي موجه لحركة حماس بتقديم كشوف واضحة بشأن أعداد المحتجزين في قطاع غزة، وهو الشرط الذي قال عنه مسؤول أمريكي، لوكالة أنباء رويترز، أنه بمجرد الموافقة عليه من قبل حماس سيتم على الفور بدء الهدنة، ما يفرض تساؤلات عدة بشأن فرص التوصل إلى اتفاق.

الفرصة متاحة

الدكتور محمد صادق إسماعيل مدير المركز العربي للدراسات السياسية يقول، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "الفرصة بكل تأكيد متاحة أمام التوصل إلى تهدئة ونحن نستعد لاستقبال شهر رمضان الكريم"، مضيفاً أنه "قد تم الاتفاق على الخطوط العريضة بشأن الهدنة المرتقبة".

ويرى "إسماعيل" أن الإشكالية تكمن في بعض التفاصيل بين إسرائيل وحماس، وبعض الاشتراطات تتعلق بعدد الأسرى، فقد حددت في البداية محتجز إسرائيلي مقابل 1000 أسير فلسطيني، ثم واحد مقابل كل 10 على الترتيب، ولكن المشكلة أن تل أبيب لديها طلب غريب وهو أن تحصل على قائمة بأسماء المحتجزين لدى حماس، والأخيرة ردت بأن الأولى تعرف أسمائهم.

وأعرب مدير المركز العربي للدراسات السياسية عن قناعته بأن الإعلان عن التوصل للهدنة مسألة وقت، لكنه ما يخشى منه أن تتفجر جبهة جديدة للحرب خلال شهر رمضان، ويخشى أن يحدث سيناريو مكرر لما يحدث في غزة ولكن بشكل مختلف في الضفة الغربية، من خلال الاشتباكات التي قد تحدث بين الفلسطينيين وجنود الاحتلال ومن ثم إمكانية حدوث انتفاضة جديدة.

No description available.

وأكد أن "الأجواء الحالية تشير إلى أن فرص النجاح تتساوى مع فرص الفشل، نظراً للتعنت الإسرائيلي واشتراطات حركة حماس، والموقف الأمريكي الغائب عن الفعالية"، معرباً عن قناعته بأن التخوف الأكبر بشأن استمرارية الهدوء إن تم التوصل إليه يأتي من الضفة الغربية ورام الله وليس من قطاع غزة في الوقت الحالي.

وتأتي تعبيرات الدكتور محمد صادق إسماعيل عن مخاوفه بشأن الوضع في الضفة الغربية نتيجة للتصريحات المتكررة من مسؤولين إسرائيليين حول إمكانية منع المسلمين من دخول المسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان، وهو المقترح الذي يقف خلفه بصفة رئيسية إيتمار بن غفير وزير الأمن القومي الإسرائيلي.

هذه هي العقبات

لكن في المقابل، يبدي الدكتور ماهر صافي المحلل السياسي الفلسطيني عدم تفاؤله بإمكانية التوصل إلى تهدية قريباً في قطاع غزة، مبرراً ذلك، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، بأن "رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يريد أن تنتهي الحرب في الوقت الحالي".

وأضاف أن "العقبة الثانية أن هناك اشتراطات بوقف تام للعمليات القتالية من قبل حركة حماس، لا سيما أنها تريد أن تحصي عدد الضحايا الذين سقطوا في مناطق يصعب الوصول إليها"، مشيراً كذلك إلى أن "هناك خلافات بشأن طلب تل أبيب معرفة أسماء وأعداد المحتجزين الإسرائيليين لا سيما أولئك الذين هم على قيد الحياة".

No description available.

ويرى أنه "يمكن أن تتم الهدنة خلال 48 ساعة في ظل الرعاية المصرية القطرية الأمريكية، ولكن المخاوف أن تجد أية أمور في أي وقت لا سيما الخلاف القائم كذلك بشأن معرفة مصير المعتقلين الفلسطينيين الذي جرى القبض عليهم خلال الهجوم على مستوطنات غلاف قطاع غزة"، لافتاً إلى أن "هناك كثير من المصادر العبرية تشير إلى أن الوساطة قائمة وأن الهدنة قريبة، وإن كانت المصادر الإسرائيلية لا يمكن الثقة فيها كثيراً".