شهدت الحلقة التي استضافتها رابطة نوروز الثقافية الاجتماعية حول كتاب: "عبد الله أوجلان: مسيرة نضالية تحدت الصعاب وإبداع فكري تخطى الجدران"، مساهمات العديد من المفكرين العرب وخاصة اللبنانيين الذين طالبوا بحرية القائد أوجلان لأنه شخص غير عادي ومنهجه الفكري عابر للجنسيات والإثنيات وقدم حلولاً لقضايا الشرق الأوسط.
كشف الدكتور محمد نور، الأستاذ في الجامعة اللبنانية ومدير «مركز الدراسات الاستراتيجية» في بيروت، ورئيس تحرير مجلّة «شؤون الأوسط» في لبنان، أن الكتاب مهم لأنه يوثق للتاريخ الكردي، والمسألة الكردية لم تبدأ مع أوجلان ولكن مع أوجلان وصلت إلى ذروتها وكان له الدور الأكبر في بلورة الهوية الكردية، وحزب العمال الكردستاني عندما تأسس أصبح هناك وعي بوجود هوية كردية وشعب كردي وهي مسألة مهمة في هذا الإطار.
وأكد نور في مداخلته، أن الثلث الثالث من حياة أوجلان في السجن حيث قضى 25 عام من 75 عام من عمره في السجن، و25 عام في النضال العملياتي والـ 25 عام الأولى في التحضير لذلك، ولم يفرج عنه بعد رغم كل النشاطات والتحركات وخاصة في الدول الأوروبية، وأكد أن الدعوة لغزة أصبح هناك لها معارضة في أوروبا مثل الدعوة لإطلاق سراح أوجلان.
وأضاف الأستاذ في الجامعة اللبنانية ومدير «مركز الدراسات الاستراتيجية» في بيروت، أن الكرد حصلوا على 99 بالمائة من حقوقهم في العراق وفي سوريا هناك مسار، بينما في إيران لا توجد حقوق ولكن هناك ليونة في التعامل مع الكرد، ولكن في تركيا رغم وجود النضال الكردي الأعنف ووجود 13 مليون كردي، أي ما يمكن أن يساوي نصف الشعب الكردي حتى الآن لم ينالوا أي حق لا ثقافي ولا سياسي، وعندما تمر اي بلد بتطورات مثل العراق يحصل الكرد على حقوقهم.
وأوضح نور أنه في تركيا المسألة لها علاقة بالتوازنات الدولية، ولكن لم تتوافر تلك الظروف في تركيا مثل سوريا والعراق، كما أن اطلسية تركيا حالت دون إتاحة تلك الظروف لخلخلة المجتمع التركي ونفاذ الكرد للحصول على حقوقهم سواء كان اسمها فيدرالية أو حكم ذاتي، خاصة دعم أمريكا لتركيا موحدة كان أهم الأسباب التي منعت الكرد من الحصول على أي حق سواء ثقافي أو سياسي.
وبين الأستاذ في الجامعة اللبنانية ومدير «مركز الدراسات الاستراتيجية» في بيروت، إن الدعم الأمريكي للوجود الكردي في سوريا هو دعم خادع، ولذلك أي نضال كردي في الداخل السوري يجب أن يسلك مسار مختلف خارج أي غطاء أو عباءة أمريكية.
بينما كشف عبد السلام أحمد ممثل الادارة الذاتية في لبنان، أن تقسيم الوطن الكردي وفقاً لحسابات الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، وهي التي حالت دون الحصول على حقوقهم، وفي الوطن العربي الحكومات ألحقت الضرر بشعوبها قبل الكرد، فمثلاً الحكومات التي تولت الحكم في العراق بداية بالحكم الملكي مروراً بعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف ووصولاً لصدام حسين هي حكومات لم تتحرك للشعب العراقي نفسه، والسياسات التي اتبعوها كانت كارثية على الشعب العراقي نفسه.
وأكد أحمد في داخله، أنه في سوريا الإدارة الذاتية لم تستدعي الأمريكي والأمريكان حتى عام 2015 كانت تقدم الدعم لمجموعات المعارضة الأخرى، حتى معركة كوباني وكان في هذا الوقت موجوداً في الحسكة، وطلبت من النظام السوري أن يتدخل ويقصف ارتال داعش التي تحركت من الموصل باتجاه كوباني ولكن الكل كان يفضل سقوط كوباني بما فيهم النظام.
وأضاف أن القضية الكردية في تركيا دائماً التغيرات في المنطقة تأتي في مصلحة التركي وهم حتى عام 1951 كانوا في منطقة وسط ولكن بعد ذلك انضموا لحلف شمال الأطلسي وثورة الشيخ سعيد 1925 وثورة أرارات عام 1938 كانت بدعم سوفيتي ولكن ستالين ونظامه غضا الطرف عن الجرائم التركية بحق الكرد.
وأوضح أنه في إيران كان الكرد لهم دور كبير في إسقاط نظام الشاه وتحالفوا مع الخميني ولكن ما أن استقر الحكم له حتى قام بحملة كبيرة ضد المناطق الكردية وأطلقت عليهم بأنهم كفار وملاحدة، والكرة في ملعب تلك الحكومات وقادة تلك البلاد، يجب أن نحل قضايانا دون الاستعانة بالأمريكي أو الروسي.
وبين أنه في سوريا أعطت الحكومة تركيا مساحات واسعة في اتفاق أستانا وهو يقوم بتغيير ديموغرافي بها، ونخشى أن تكون المنطقة مصيرها مصير لواء إسكندرون 1939، وبموجب اتفاقية أضنة الحكومة السورية أخرجت لواء إسكندرون من الخريطة السورية، والكرد ليس لديهم مشكلة مع العرب أو الفرس أو الترك، بل على العكس من ذلك الإدارة الذاتية بها عرب وكرد وسريان واشور يسترشدون بفكر القائد عبد الله أوجلان، داعياً لحل القضايا مع الحكومة السورية على طاولة الحوار.
بينما كشفت الدكتورة ماري الدبس، نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، والمنسقة العامة للقاء اليساري العربي، ورئيسة جمعية مساواة وردة بطرس للعمل النسائي، أن العالم اليوم في مرحلة جديدة بدأت عام 1990 عندما سقط الاتحاد السوفيتي وظهرت العولمة الجديدة في البلاد ثم ظهر مشروع الشرق الأوسط الكبير ثم توسع وأصبح الجديد.
وأكدت ماري الدبس، أن هذا المشروع بمعنى أدق هو الاستفادة من التاريخ والصراع بين الخلافتين في الزمن الماضي، وفكرة الهلالين الشيعي والسني وضرب أي مشروع تحرري، علماً بأن الشيعي والسني والمسيحي الفقير مجتمعون ضمن وجهة معينة وهناك فروق بين الأنظمة التي وضعت منذ عام 1916 لتقسيم العالم العربي بين الشعب وهناك فروق في التعامل مع الأقليات وأيضاً كيف تم استخدام تلك الأقليات.
وطالبت نائبة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني، بتحرك موحد ضد ما يحدث في غزة، لأنه بوجود إسرائيل لا يوجد تحرر للكرد أو لغير الكرد، ولا لأي قوة اخرى، من الضروري توليد حركة تحرر في الوطن العربي تواجه في تلك المرحلة، مبينة دعمها للقضية الكردية وحرية الشعوب من شمال إفريقيا إلى الشرق الأوسط، ولكن يجب توحيد الجهود في إطار حركي انساني يستطيع مواجهة تلك الأنظمة التي وضعها سابقاً الاستعمار وحالياً الإمبريالية.
بينما كشف قاسم قصير الكاتب السياسي المتخصص في الحركات الإسلامية، أن فكر الأمة الديمقراطية يتحدث عن وجود ديمقراطية لكل الناس سواء كانوا عرب أو كرد أو اتراك، مبيناً أن عبدالله أوجلان قدم فكرة الأمة الديمقراطية بعيداً عن أن تكون لشعب معين أو أمة معينة ولذلك هو تطور مهم ينقل القضية الكردية من قضية كردية إلى قضية إنسانية أو مجتمعية لأنه ركز على كل الناس لأن ليس الكرد فقط محرومين ولكن هناك الكثير من الفئات محرومة لقيام الدولة الديمقراطية التي تلبي احتياجات الناس، وتحل مشكلات المجتمع، رافضاً العنف وأن يحدث حوار بين المجتمعات والأنظمة والتركيز على مواجهة إسرائيل.
وأكد قصير في مداخلته، أنه منذ قيام الثورة العربية ضد الحكم التركي استغلت الدول الكبرى نقمة العرب ضد الدولة العثمانية وظهر وعد بلفور والانتداب الانجليزي والفرنسي، ويجب أن لا يقع كرد سوريا في نفس الفخ والاطمئنان للدول الكبرى، مشيراً إلى أن وضع الكرد حالياً في تركيا افضل من قبل 20 عام حيث أصبح لديهم حزب و 75 نائب في البرلمان وشركاء في العملية السياسية وهو تطور ايجابي، ويتمنى أن يستعيد عبد الله أوجلان حريته، مبيناً أن القائد أنتج افكار رائعة في السجن، مشيراً إلى أن السجون العربية أيضاً مليئة بالمناضلين.