معارك مدينة الفاشر السودانية.. هل تحسم السيطرة على إقليم دارفور
يعيش سكان مدينة الفاشر السودانية على أزيز الطائرات وأصوات القذائف المتساقطة، مع محاولات مستميتة من الدعم السريع لاقتحام آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور.
يعيش سكان مدينة الفاشر السودانية على أزيز الطائرات وأصوات القذائف المتساقطة، مع محاولات مستميتة من الدعم السريع لاقتحام آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور.
تشتد المعارك بين الجيش السوداني والحركات المسلحة المتحالفة معه وبين قوات الدعم السريع في آخر معاقل الجيش في دارفور وهي مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور والعاصمة التاريخية لسلطنة الفور، مما يفتح باب التساؤلات حول تداعيات تلك المعارك على تغيير خارطة الحرب في السودان وانقسام السودان حال سقوط المدينة في يد "الدعم السريع".
كشف محمد آدم إدريس، مدير مكتب القاهرة لجيش تحرير السودان جبهة عبد الواحد محمد النور، أنه لا تسمع في مدينة الفاشر غير صوت أزيز الطائرات والمدافع ولا يُرى إلا غبار الأسلحة، مبيناً أن المدينة لها أهمية استراتيجية كبرى، ذلك لأن الفاشر بها طريق يربط ليبيا عبر مليط عبوراً بالمثلث ما بين مصر وليبيا وتشاد، وهي عاصمة الإقليم لتميزها بالمواقع الأثرية.
وأكد آدم إدريس في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الفاشر تتميز بموقعها الجغرافي المميز في دارفور وعبور الإغاثة والمؤون والإمداد عبرها إلى باقي ولايات دارفور.
وأضاف مدير مكتب القاهرة لجيش تحرير السودان جبهة عبد الواحد محمد النور، أن سقوط المدينة في قبضة الدعم السريع هي محض أحلام ولا تستطيع قواتهم السيطرة على المدينة، ذلك لأن سكان الفاشر خليط من القبائل الإفريقية مثل الزغاوة والبرتي والفور التنجر والميمي والداجو، وبها أكبر مستودع مياه جوفية متوفرة وصالحة ونقية للشرب، وهذه العوامل أدت إلى صمود إنسان الفاشر خلف جيشه والحركات المسلحة.
وبين آدم إدريس أن أغلبية المنضمين إلى الحركات المسلحة الدارفورية تعود جذورهم إلى مدينة الفاشر لذلك يُرى الصمود والبسالة والتضحيات من قبل سكان المدينة.
وأوضح مدير مكتب القاهرة لجيش تحرير السودان جبهة عبد الواحد محمد النور، أن الوضع فعلاً صعب للغاية، حيث يوجد نقص في الغذاء والدواء وكل ما يلزم الإنسان غير موجود بالمقدار الكافي، والقليل الموجود يتم تقاسمه ما بين الناس، ولكن رغم ذلك إنسان الفاشر ثابت ويتضرع إلى الله عز وجل أن يفك كربته ويتنفس الحرية.
وتطرق محمد آدم إدريس إلى انتهاكات الدعم السريع في مدينة الفاشر، مبيناً أنه لقربها من أماكن تواجدهم، تجدهم يقتلون ويسلبون ويسبون، لا من أجل السلطة ولكن من أجل الغنائم، ويستهدفون أولاً الأسواق وبعدها الأماكن الحيوية والبيوت الفخمة لسرقة الملابس والأكل والعربات والبقر والغنم والدجاج والملح والزيت والسكر، حتى إن "الملاعق" لم تسلم منهم.
بينما كشفت أمل حسن سعيد، الإعلامية السودانية ومديرة تحرير صحيفة التغيير السودانية، عن خطورة قيام الحرب في مدينة الفاشر على الجانب الإنساني؛ لأنها تحتضن عدداً كبيراً من اللاجئين الذين فروا إليها من ولايات دارفور التي دارت فيها الحرب أولاً، في الأربع ولايات، وهي جنوب دارفور، وغرب دارفور، ووسط دارفور.
وأكدت أمل حسن سعيد في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن الوضع في الفاشر مخيف، لأن بها معسكرات ضخمة من حرب دارفور الأولى التي بدأت منذ عام 2002، وهي معسكرات تمددت حتى أصبحت من أكبر معسكرات اللجوء الدائمة في العالم مثل معسكر كلمة، ومعسكر أبو شوك، كما شهدت نزوحاً داخلياً، وهو ما سيؤثر على الوضع الإنساني.
وأضافت الإعلامية السودانية ومدير تحرير صحيفة التغيير السودانية، أن الفاشر تعد البوابة الشمالية لدارفور وتدخل منها المساعدات، وتحويلها لمنطقة عمليات عسكرية سيغلق بوابة المساعدات الإنسانية للإقليم، كما ستغلق حركة التجارة أمام مدن دارفور الأخرى.