لا تزال أثار المؤامرة الدولية لاختطاف القائد عبد الله أوجلان واعتقاله التي دبرتها العديد من أجهزة المخابرات الدولية مستمرة حتى اليوم، في استمرار احتجازه وإغلاق صناع القرار في العالم آذانهم عن المطالبات الدولية بإطلاق سراحه.
كشف رجائي فايد، رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية، عن المؤامرة التي أدت لاعتقال القائد عبد الله أوجلان، مبيناً وجود تدخل أمريكي مباشر لحصار وتصفية القدرات العسكرية والبشرية العربية بالقوة الباطشة حالة العراق وليبيا والسودان، لإقرار واقع السيطرة الأمريكية الكاملة على الواقع العربي، وتصفية أي بؤر معارضة مهما كانت دوافعها وأهدافها.
وأكد فايد في كتابه أوجلان الزعيم والقضية، أن الولايات المتحدة في ذلك الوقت كانت تتجه لإعادة رسم الخريطة الجيواستراتيجية للمنطقة من جديد بهدف تكوين نظام إقليمي يلبي شروطها ومصالحها، وأن تكون ركيزته الدولة الصهيونية المدرعة والمدعومة بآلة الحرب التركية، وبالمظلة العسكرية الأمريكية، وبالتفوق التقني، وبالعلاقات الواسعة.
وأضاف رئيس المركز المصري للدراسات والبحوث الكردية، أن هذا النظام الإقليمي يدعم قدرة تركيا على حصار أعدائها من العرب العراق وسوريا ومن دول الجوار إيران وفي مواجهة الأعداء الداخليين وهو حزب العمال الكردستاني قائد الشعب الكردي المطالب بحريته.
كما أوضح فايد، دور الموساد الإسرائيلي، والذي جاء نتيجة التعاون بين كلا النظامين التركي والإسرائيلي والذي ظهر في سوابق أخرى كان منها التعاون الاستخباراتي في لبنان من أجل تجميع المعلومات عن الفصائل الفلسطينية والكردية التي كانت تتواجد في لبنان آنذاك.
ولم يغفل فايد الدور الكيني اليوناني في أزمة أوجلان، حيث تفجرت في اليونان أزمة وزارية استقال على أثرها وزراء الخارجية والداخلية والأمن العام بناءً على طلب من رئيس الوزراء ديميتريس ريباس، وكان الكرد اتهموا اليونان بالتامر مع تركيا من أجل اعتقال أوجلان خاصة أنه توجه من اليونان إلى كينيا بجواز سفر قبرصي يوناني قدمته له السلطات اليونانية.
كشف دكتور طه علي، الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، أن هناك العديد من الجهات التي تورطت في مؤامرة اعتقال القائد عبد الله أوجلان ولكن بدرجات متفاوتة، ما بين الفعل المباشر مثل المخابرات التركية والمخابرات الأمريكية التي لعبت دوراً في خلق بيئة لعدم استقبال عبد الله أوجلان من المناطق التي تواجد فيها منذ ما قبل عام ١٩٩٨، وخاصة سوريا حيث الضغط على السلطات السورية بضرورة إخراج عبد الله أوجلان من الأراضي السورية والسماح للدولة التركية بممارسة الضغط على النظام السوري.
وأكد علي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن المخابرات الإسرائيلية أيضا كانت ضالعة في المؤامرة ضد أوجلان لأنها كانت طوال الوقت تراقب الرجل وترسل تقارير استخباراتية إلى تركيا عن تحركات أوجلان، استناداً على التنسيق الاستخباراتي والعسكري بين البلدين والذي بدأ منذ ستينات القرن العشرين، واتفاقيات عسكرية التي تقوم على فكرة التبادل الاستخباري.، واليونان أيضا تورطت في هذه العملية لأن أوجلان خرج إلى كينيا بناء عن مساعدة دبلوماسيين يونانيبن وبالتالى خطواته كانت مرصودة من قبل تركيا.
وأضاف الباحث المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وسياسات الهوية، على المستوى الفكري ليس من المنطقي اعتبار وجود مساعدات من النظام الغربي لعبد الله أوجلان وهو ينتقد نظام الحداثة الغربية في أفكاره دوماً، ويتبنى رؤية نقدية للحداثة الغربية التي أخرجت المجتمع من الإطار الطبيعي إلى الحضارة المادية والتسلط الذكوري.
وأوضح علي أن المؤامرة مستمرة لأن الدول الغربية وحتى منظمات حقوق الإنسان الغربية لم تمارس اي ضغط حقيقي على النظام التركي من أجل إطلاق سراح القائد أوجلان.
كشف رامي زهدي، السياسي المصري المستقل، أن كل من عملية اختطاف القائد عبد الله أوجلان من كينيا عبر طائرة إلى سجون الاحتلال التركي أو مؤامرة استمرار سجنه واحتجازه حتى الآن، مبيناً أنه في كلا الحالتين استمرار احتجازه سنده القانوني غير واضح، وغير ملائم سواء لوضعه الصحي أو التهم الموجهة إليه.
وأكد زهدي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه يبدو وجود مؤامرة لاعتقاله وان تلك المؤامرة مستمرة منذ اعتقاله وحتى الآن لاستمرار اعتقاله، ليصبح إعتقاله ورقة تستخدمها تركيا أو يستخدمها العالم مع تركيا.
واضاف السياسي المصري المستقل، أنه على الجانب الآخر توجد مطالبات من العديد من النشطاء حول العالم ومن المجتمع الكردي لإطلاق سراح القائد أوجلان، وذلك لأن التهم المنسوبة إليه وطريقة اعتقاله نفسها تمت بشكل غير قانوني.