هل تقترب الحملة الإسرائيلية في قطاع غزة من نهايتها

تستمر الحملة الإسرائيلية الوحشية في غزة رغم سقوط عشرات الجنود الإسرائيليين قتلى على يد حماس وآلاف الفلسطينيين بقصف إسرائيل، مما يثير الشكوك حول قدرة الطرفين المتحاربين وأهدافهم.

لا تزال العملية العسكرية الإسرائيلية مستمرة في قطاع غزة رغم الخسائر الفادحة التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي برزت بشكل كبير بعد سحب كل من لواء جفعاتي ولواء جولاني من داخل غزة، والتي لم تسفر إلا على ارتفاع فاتورة الضحايا المدنيين، بل وارتكاب أعمال عسكرية  ضدهم مثل اقتحام مستشفى الشفاء، مما يثير التساؤلات حول مصير ومستقبل العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة. إلى جانب مقتل أكثر من عشرين ألف من الفلسطينينن بالقصف الإسرائيلي.

No description available.

كشف الدكتور أسامة شعث، أستاذ العلاقات الدولية، أن القصف الإسرائيلي الحالي يستهدف بشكل أساسي السكان الفلسطينيين وعملية تهجيرهم وتصفيتهم، لأن الأساس الذي قامت عليه إسرائيل منذ المؤتمر الصهيوني الأول هو أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهو الشعار الذي قامت عليه إسرائيل فيما بعد، و وجود أي فلسطيني يكشف كذب وزيف هذا الشعار، وعمليات التهجير والإخلاء تلك تقوم بها إسرائيل بوتيرة أبطأ في الضفة الغربية وخاصة المنطقة "ج" من عمليات تهويدية، وعبر تسليح المستوطنين وحرق محاصيل الزيتون لقرى بأكملها، بل وحرق منازل على القاطنين في داخلها، وفي مدينة القدس من محاولة تهجير سكان حي الشيخ جراح وهدم أكثر من 30 منزل وإغلاق منطقة الخان الأحمر وتهجير سكانها، وهو ما تحاول تنفيذه في قطاع غزة.

وأكد شعث في تصريح خاص لوكالة فرات، أن إسرائيل إذا لم تنجح في إخلاء مدن قطاع غزة وترحيل سكانها فهي تلجأ لحدوث ذلك بطرق أخرى مثل هدم البيوت والمرافق العامة، فمثلاً المواطن الذي ظل لأعوام يبني في مشروع تجاري أو منزل ليأتي الاحتلال في لحظات ويقوم بهدم المنزل على ساكنيه، فيجبر المواطن على التفكير في النزوح والهجرة لمكان أكثر أمانا.

وتطرق أستاذ العلاقات الدولية، إلى الحرب البرية، مبينا أن إسرائيل في بداية الحرب كانت تخشى من الدخول ميدانيا إلى غزة، وكانوا مجبرين على الدخول إلى الحرب، ولم يدخلوا بريا إلا بعد أن استعادوا قواهم مرة أخرى مع مساعدة أمريكية ووجود قوة أمريكية نسقت معهم، لأنهم كانوا خائفين من المواجهة، وبعد دخول الحرب أصبحوا يستهدفون كل ما هو فلسطيني لأنه يشكل خطر عليهم.

وبين شعث أن إسرائيل غرقت في حرب غزة، وتكبدت خسائر فادحة باعتراف كبار جنرالات جيش الاحتلال الإسرائيلي،  والدليل على ذلك أنهم سحبوا لوائي جولاني وجفعاتي من المعارك داخل غزة، ويعود إنشاء لواء جفعاتي إلى نشأة الكيان الصهيوني نفسه، ولواء جولاني سبقت نشأته إسرائيل وشارك في جميع حروبها ولم يهزم في أي معركة سابقة، ولكنه تكبد خسائر كبيرة في الحرب الأخيرة مما اضطر الاحتلال إلى سحبه.

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن مدينة خانيونس تمثل عقبة أمام الاحتلال، ويكفى لفهم ذلك، أنه في حرب 1956 لم يستغرق جيش الاحتلال سوى 6 ساعات لإجتياح سيناء والوصول إلى ضفة قناة السويس، ولكن ظل القتال في مدينة خانيونس 6 أيام كاملة ولم ينتهي إلا بمجزرة مروعة في سكانها، وهي مدينة وعرة وبها مرتفعات ومتشعبة لأنها تطل على وسط وجنوب القطاع، وخاصة المناطق الشرقية من المدينة مثل خزاعة وعبسان وبني سهيلة هي أوسع من حي الشجاعية وبها منطقة مناورة، ولذلك ليست من السهولة على إسرائيل السيطرة عليها.

وأردف شعث، أن حي  الشجاعية كان موقعه المنيع حصن غزة من التتار والصليبيين وهي إلى الآن عقبة أمام جيش الاحتلال لأنها تبة استراتيجية مقابلة إلى تبة  86 وتجاور مناطق مثل بيت حانون، ولكن مساحتها أصغر من خانيونس، مشيرًا إلى أن ما يدل على ضعف الاحتلال أمام المقاومة أن منطقة حجر الديك منطقة ضعيفة وشبه خالية من السكان كما أنها تطل مباشرة على وادي غزة وفي الأوضاع العادية يمكن أن تحتل بواسطة دبابتين، ولكن أن تنجح المقاومة في حصد أكثر من أكثر من ٤٠ قتيل، هو دليل صارخ على أن إسرائيل لم تحقق شيء بالحرب الأخيرة.

No description available.

بينما كشف عادل شديد، الباحث الفلسطيني المختص بالشأن الإسرائيلي، أن المقاومة الفلسطينية على الأرض صامدة ومبدعة، و ميدانياً اسرائيل أحدثت دمار هائل طال المباني والعيادات والمستشفيات والمدارس والجامعات والمعاهد والمساجد وقتلت عشرات الآلاف.

وأكد شديد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه بخصوص التهجير لا زالت اسرائيل تعمل على إنجاحه عبر القضاء على مقومات الحياة في غزة حيث 2 مليون نسمة بلا ماء او دواء او غذاء، حيث نجحت إسرائيل في تهجير قسم كبير من سكان غزة وخان يونس ولكن حتى الآن تهجير داخلي.