تجاوزت جدران السجن.. مثقفين مصريين يكشفون كيف أصبحت أفكار أوجلان ملهمة لكثير من الشعوب
أصبحت أفكار القائد عبد الله أوجلان مثل الشمس لم تنجح جزيرة إمرالي وسجنها ذو الأسوار العالية أن يحجبها عن العالم، وباتت ملهمة للعديد من الشعوب.
أصبحت أفكار القائد عبد الله أوجلان مثل الشمس لم تنجح جزيرة إمرالي وسجنها ذو الأسوار العالية أن يحجبها عن العالم، وباتت ملهمة للعديد من الشعوب.
لم تستطع جدران وأسوار سجن إمرالي شديد الحراسة أن يحجب أفكار القائد عبد الله أوجلان، كما استطاع أن يعزله جسدياً، وأصبحت تلك الأفكار ملهمة للملايين ليسوا من أبناء الشعب الكردي فقط ولكن لكل الباحثين عن الحرية والتواقين للتعايش بين الشعوب حول العالم، مما يثير التساؤلات حول كيفية نجاح تلك الأفكار أن تتجاوز حدود إمرالي وتصل للعالم أجمع.
كشفت دكتورة سحر حسن أستاذة تاريخ مصر الحديث والمعاصر ومديرة تحرير مجلة مصر الحديثة، أن تأثير أفكار عبد الله أوجلان وتجاوزها لحدود السجن لتصبح ملهمة للكثيرين يمكن تفسيره بعدة اتجاهات، فهو صاحب فكر فلسفي واجتماعي قوي لأن أوجلان قام بتطوير فلسفة خاصة به، والتي تركز على الحقوق الكردية وموضوعات أخرى مثل المساواة بين الجنسين والديمقراطية، وهذه الأفكار القوية تلهم الناس وتجعلهم يرون في أوجلان قائداً ملهماً.
وأكدت سحر حسن في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الصمود في السجن كان من أبرز العوامل التي أدت لزيادة تأثير أفكار أوجلان، خاصة بعد استمرار أوجلان في التعبير عن أفكاره وقيادة الحركة حتى في ظل الاعتقال مما لفت الانتباه إلى إصراره وقوته العقائدية، وهذا يمكن أن يلهم الناس الذين يرونه كمثال على الصمود والقوة الداخلية.
وأضافت أستاذة تاريخ مصر الحديث والمعاصر ومديرة تحرير مجلة مصر الحديثة، أنه لا يمكن إغفال دور استخدام وسائل الإعلام، حيث قامت الحركة الكردية وحزب العمال الكردستاني بفعّالية بتوجيه الانتباه إلى أفكار أوجلان عبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا ساهم في نشر أفكاره وتأثيرها.
وأوضحت، أن تأثير القضية الكردية والحركة التي يقودها في المنطقة والعالم ساهم في تصاعد التفاعل مع أفكار أوجلان، وتقديمه كشخص يناضل من أجل حقوق الشعب الكردي والديمقراطية أثار اهتمام الناس في مختلف أنحاء العالم.
والعوامل الثقافية والتاريخية، القضايا الثقافية والتاريخية تلعب دوراً كبيراً في جذب الانتباه إلى شخصيات مثل أوجلان. الاستمرار في تاريخ النضال الكردي والتحديات التي واجهها الشعب الكردي تسهم في تكوين صورة إيجابية حول مثل هذه الشخصيات.
وكشف هاني الجمل الباحث المصري في الشؤون السياسية والاقليمية، أن القائد عبد الله أوجلان فكرة نبتت في أرض كردستان، ولكن كان هناك تواطؤ من الإمبريالية العالمية والدول الكبرى وعلى رأسها تركيا لإجهاض هذه الفكرة، مشيراً إلى أن هناك تنسيق بين تركيا وإسرائيل وبريطانيا باستغلال نفوذها عند إحدى الدول الإفريقية للإجهاز على القائد واقتياده إلى محبسه.
وأكد الجمل في تصريح خاص لوكالة فرات، أن عبد الله أوجلان فكرة وضمير إنساني ولذلك استمر العطاء من حوائط الزنزانة، في جزيرة إمرالي ومعه عدد من المعارضين للسياسة التركية آنذاك، ورغم ذلك استطاع من محبسه أن يكون فكرة أن يعبر تلك الأسوار الحديدية شديدة الحراسة، لينير الطريق لكل من أراد الحرية، حيث استطاع من خلال محاميه ومن خلال أسرته وأقرانه الذين كانوا بجواره في العديد من المواقف، تسريب أفكاره والتي كتبت في 5 أجزاء من القطع الكبيرة، ودعم الحريات ليس للشعب الكردي فقط وإنما لشعوب الشرق الأوسط، من خلال أفكاره ودعم المرأة.
وأضاف الباحث المصري في الشؤون السياسية والاقليمية، أن أوجلان يعتبر من أبرز القادة في العالم الذين حاولوا الاستفادة من المرأة وقدراتها السياسية والنفسية والاجتماعية، من خلال المشاركة في الحكم أو المناصب القيادية أو في العمليات الفدائية، لأن أوجلان لعب دور كبير في إضافة عدد كبير من السيدات للنضال المتواصل، وهو ما جعل تركيا تستهدف عدد كبير من الفدائيات الكرديات سواء داخل الحدود التركية أو خارجها.
وأوضح الجمل، أن نجاح القائد أوجلان في الحفاظ على أفكاره وتسريبها خارج حدود إمرالي يؤكد أنها نبعت من الضمائر الإنسانية وتصل إلى الضمائر الإنسانية، حيث أصبح عبد الله أوجلان أيقونة للنضال الشريف ليس فقط للشعب الكردي، وهو ما زاد غضب الدول الكبرى والإمبريالية العالمية لأن أفكار القائد تقدم حل توافقي والتي تعد محل منافسة من تلك الدول من أجل تقسيمه فيما بينهم.
وبيّن الباحث المصري في الشؤون السياسية والاقليمية، أنه للأسباب السابقة رأت أفكار أوجلان النور بل وتجسدت في منطقة الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا، وفي العقد الاجتماعي وهي أفكار يستطيع أن يعيش الشعب الكردي من خلالها بأمان ويصدرها للشعوب المجاورة.