حفيد ملك بلوشستان: لا يوجد قطع علاقات بين باكستان وإيران وإنما خططتا لمهاجمة أطفال البلوش

كشف الأمير سليمان بن داوود بن أحمد يار حفيد آخر ملوك إقليم بلوشستان، العديد من الحقائق والمفاجآت حول بلوشستان ودور جده والقصف الباكستاني-الإيراني الأخير.

أثارت القضية البلوشية ضجة جديدة بعد إسلام آباد والتي راح ضحيتها عدد من المدنيين، ولذلك حاورت وكالة فرات للأنباء (ANF) الأمير سليمان بن داوود بن أحمد يار حفيد آخر ملوك إقليم بلوشستان ليكشف العديد من الحقائق حول مملكة بلوشستان والشعب البلوشي والقصف الأخير وأسبابه.

أين تقع بلوشستان وما هي قصة دولتها؟

يعيش الشعب البلوشي في أنحاء بلوشستان الكبرى التي تمتد من مضيق هرمز على بحر العرب إلى عاصمة بلوشستان التاريخية زهدان إلى ميناء جابهار البلوشي وحتى ميناء جوادر ومدينة كويتا، ‏فنحن كنا دولة مستقلة ذات سيادة ونطالب  بعودة دولتنا ذات سيادة لتصبح دولة بلوشستان المستقلة، ولا نعترف بوجود بلوشستان شرقية أو غربية ‏إيرانية أو باكستانية وإنما نطالب بوجود دولة بلوشستان المستقلة على أرض أجدادنا والتي ستكون أرض أحفادنا ونحن ملوكها ‏كبلوش ونمتلك كل شبر بها كدولة ذات سيادة، ‏ولم يكون الشعب البلوشي يوماً ما جزءاً من الإنكليز أو من الفرس أو من البنجاب، لأن الفرس الأصول التاريخية لهم من أفغانستان، والبنجاب ‏الجغرافية التي تشكل باكستان كانت تاريخياً جزء من الهند، ونحن لسنا جزءاً من الهنود  أو من القارة الهندية.

كيف كانت علاقة الملك نور نصير كلات البلوشي بالمنطقة العربية ودول الخليج؟

نحن نتواجد بالقرب من غرب آسيا وقرب الجزيرة العربية، حيث تطل شواطئنا على بحر العرب ‏والخليج العربي، ‏فالكثير لا يعلم ‏وحتى بعض البلوش أنفسهم لا يعلمون ذلك، ‏ومنطقة كهرمان بلوشستان كانت متحالفة ‏مع القواسم وكان الولاء والانتماء فترة من الزمن للدولة السعودية الأولى ‏‏والجزيرة العربية في عام 1819 ‏ميلادي واشتركت معها في صد العدوان عليها، ولكن في معظم الفترات لم تكون بلوشستان تحت سيادة أي دولة، ولكن كنا دولة مستقلة ذات سيادة، وشكلت منطقة كرمن بلوشستان ‏هي بوابة التحالف للجزيرة العربية والقواسم والولاء والانتماء والوفاء للعرب ومفتاح دعم الجزيرة العربية ‏والدولة السعودية الأولى.

وكان جدي الأكبر الملك نور نصير كلات البلوشي علاقاته بالعرب ومنطقة الخليج طيبة، حيث ‏استقبل بمملكة بلوشستان أحد سلاطين عُمَان من الجزيرة العربية من الخليج العربي من عُمَان مسقط تحديداً ‏لاجئ من اللاجئين ‏وتم تكريمه ‏كضيف وصديق في بلوشستان، ‏بعد ذلك قدمنا منطقة جوادر بلوشستان هدية ‏إلى الجزيرة العربية ‏تحديداً عُمَان مسقط عام 1597 ‏ميلادي، وظلت منطقة البلوشية جوادر بلوشستان في عُمَان ‏جزء من الخليج العربي.

كيف انتهت مملكة بلوشستان؟‏

عام 1839 ‏دخل الاستعمار البريطاني في بلوشستان وتمت مهاجمة قصر كلات البلوشي، وعام 1871 ‏تم تقسيم بلوشستان إلى الشرق التابع لإيران والغرب تحت الاستعمار البريطاني في محاولة لتفرقة البلوش، ‏لكن فشلت البلوش لما استسلموا أمام الاستعمار البريطاني، وعام 1928 ‏احتلت إيران أرض بلوشستان وخرجت بريطانيا من تلك الأرض وسلمت إيران للاحتلال، ‏ومن ناحية أخرى البلوش كانوا يطالبون باستقلال بلوشستان، وكان السيد محمد علي جناح مؤسس باكستان مستشار لجدي الملك أحمد محمود نور نصير كلات البلوشي، وأعطت ‏بريطانيا الاستقلال لبلوشستان عام 1947.

هل خان مؤسس باكستان البلوش؟

احتفل ‏محمد علي جناح باستقلال بلوشستان، ‏لكنه كان شيعي المذهب وخائن، ولذلك بعد عام واحد فقط من استقلال بلوشستان كان البلوش يقومون بمحاولات لإعادة أراضي بلوشستان بالكامل من الاحتلال الإيراني أيضاً، ‏ولكن الجيش الباكستاني بدعم من إيران عام 1948 ‏وبأمر من محمد علي جناح الشيعي، قام بمهاجمة قصر كلات ‏واحتل بلوشستان بالقوة في 27 آذار 1948.

‏كيف ترى الهجوم الباكستاني الإيراني الأخير ضد الشعب البلوشي؟

يعد الهجوم الأخير هو هجوم شنه الجيش الإيراني والحرس الثوري الإرهابي بحق أطفال بلوشستان، حيث تمت مهاجمة جيش العدل البلوشي ‏في نفس الليلة التي ذهب فيها نائب القائد الأعلى للجيش الباكستاني نديم رضا شيعي الباكستاني البنجابي في زيارة  إلى إيران، وهي الليلة التي راح ضحيتها الأطفال البلوش، ‏وأيضا باكستان باليوم الثاني فعلت نفس الانتهاكات بقصف الأطفال والنساء البلوش في إقليم بلوشستان ولم تستهدف مسلحين بلوش، ‏وإيران شكرت باكستان على ذلك وأعادت العلاقات معها، وفي الأساس لا يوجد قطع علاقات فيما بينهم، وإنما هو تخطيط إيراني باكستاني لمهاجمة أطفال الشعب البلوشي في بلوشستان.

ما سر توقيت الهجوم؟

تكمن الحقيقة في أن جيش تحرير بلوشستان ‏قام بتوجيه ضربات مباشرة شكلت تهديد قوي للنظام الحاكم في إيران أيضاً وليس فقط في باكستان، ‏وجيش تحرير بلوشستان متواجد في كل أرض بلوشستان وليس في مكان واحد ويطالب باستقلال بلوشستان المتحدة الكبرى وأن تكون دولة ذات سيادة.

هل بالفعل دخلت إيران وباكستان في مواجهة عسكرية؟

المفترض أنه إذا وُجدت مواجهة بين طهران وإسلام آباد المختلفين مذهبياً، يجب أن تكون على أراضي الدولتين وليس بتدمير أطفال ونساء بلوشستان، وقيام كلا الطرفين بقصف أرض بلوشستان، ‏وهي رسالة واضحة للعالم كله أنه يجب على الجيش الباكستاني والإيراني الخروج من أرض بلوشستان.

كيف ترى نضال جيش تحرير بلوشستان؟

حقيقةً تأسس جيش تحرير بلوشستان عام 2001، ‏وكان جيشاً صغيراً جداً وجنوده قليلين جداً ‏وذلك بعد مهاجمة منزل رئيس وزراء إقليم بلوشستان السابق في باكستان الشهيد النواب محمد أكبر بوكتي البلوشي على يد نائب القائد الجيش الباكستاني نديم رضا الشيعي البنجابي، والذي أصبح لاحقاً قائداً لجيش تحرير بلوشستان، بينما بدأ النضال بشكل حقيقي عام 2005 ‏عندما واجه جيش تحرير بلوشستان الرئيس الباكستاني برويز مشرف، وذلك بعد أن شن الجيش الباكستاني هجمات صاروخية على عدة مناطق في بلوشستان بأمر من إيران ‏وتحديداً من المرشد الأعلى علي خامنئي، ‏وراح ضحيتها عدد من أطفال البلوش، ووقتها لم يجد القائد الشهيد النواب أكبر بوكتي البلوشي ‏قائد جيش تحرير بلوشستان بداً من الدفاع عن الشعب البلوشي في مواجهة برويز مشرف ‏الذي كان في ذلك الوقت يحصل على أقوى الأسلحة من طهران لمهاجمة نضال حرية بلوشستان الكبرى، وظل يناضل حتى استشهاده عام ٢٠٠٦، بعد ذلك أصبح قائد جيش تحرير بلوشستان ‏الشهيد بلاج مري البلوشي الذي كان نائب القائد الأعلى لجيش تحرير بلوشستان سابقاً، وبعد استشهاده انتقلت قيادة الجيش إلى أسلم البلوشي الذي استشهد في أفغانستان.

كيف ترى جيش العدل البلوشي ونضاله؟

فيما يتعلق بجيش العدل البلوشي وهم أيضاً حركة بلوشية تطالب باستقلال بلوشستان الكبرى ولم تركع إلا لله، حيث مر أكثر من 80 عاماً على احتلال بلوشستان الكبرى، وقامت الحكومات الباكستانية والإيرانية عدة مرات باسم القرآن الكريم بخداع البلوش، وحتى لا يطالب البلوش باستقلال بلوشستان،‏ كانوا يعدوهم بأنهم سيحصلون على كافة الحقوق، حتى يجدون أن تلك الحقوق التي يحصل عليها الشعب البلوشي، ‏هي قصف المنازل وحرق المساجد وحرق القرآن الكريم وفي ‏كلا الجانبين أرض بلوشستان، حيث استشهد الأطفال البلوش والنساء، فهل هذه الحقوق التي يتمتع بها الشعب البلوشي من دول تدعي الإسلام مثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان؟