بين الدفع بهم إلى أوروبا وإعادتهم إلى سوريا.. قراءة في أزمة اللاجئين السوريين بلبنان
يواجه السوريون في لبنان دعوات متزايدة من أجل ترحيلهم من البلاد، سواء إلى أوروبا، أو إعادتهم إلى سوريا من جديد، مما يزيد من خطورة وجودهم بالبلاد.
يواجه السوريون في لبنان دعوات متزايدة من أجل ترحيلهم من البلاد، سواء إلى أوروبا، أو إعادتهم إلى سوريا من جديد، مما يزيد من خطورة وجودهم بالبلاد.
لم تتوقف الدعوات اللبنانية بترحيل السوريين من لبنان، خاصة مع تدهور الحالة الاقتصادية في بلاد الأرز، وتتنوع الخيارات المطروحة من أجل التعامل مع مشكلة اللاجئين السوريين، إما بترحيلهم إلى أوروبا أو عودتهم لسوريا وغيرها من الخيارات المطروحة على الطاولة، والتي تدفع بها لبنان إلى المجتمع الدولي كل فترة، مما يثير التساؤلات حول مصير اللاجئين السوريين في لبنان، ومدى تعرضهم للخطر بسبب تلك السيناريوهات.
كشفت أورنيلا سكر، الصحافية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الاستشرافية ومديرة موقع أجيال القرن الـ 21، أنه لا شك أن وجود السوريين في لبنان أصبح موضع قلق بالنسبة للبنانيين نتيجة عددهم الذي يتزايد يوما بعد يوم، بسبب الولادات والانجاب، وهذه بدأت تؤثر على المستوى الديمغرافي وطبعا موضوع لبنان مقلق ويشكل إرباك للحكومة اللبنانية.
وأكدت أورنيلا سكر في تصريح خاص لوكالة عن وجود ضغوطات اقتصادية في الموضوع، أن الموضوع قد يأخذ أبعاد سياسية ربما لأن البعض يجد بهذه الأعداد التي بدت خطر ديمغرافي في لبنان تؤثر على السياسات الجيواستراتيجية بالمعنى السكاني والسيادي، وبالمعنى الأمني، والاقتصادي والاجتماعي، كما أن الضغوطات التي تفرضها الأعداد على مستوى المشاكل الأمنية والاجتماعية، وهذا كان بمثابة انذار، وقرع جرس الخطر في لبنان نتيجة هذه الاعتبارات.
وأضافت الصحافية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الاستشرافية ومديرة موقع أجيال القرن الـ 21، أن هناك ثقافات أو دعنا نقول عادات جديدة تغزو المجتمع اللبناني بشكل سلبي جداً، على سبيل المثال شخص لديه بيت ومتزوج ولديه طفل، ويقوم بتأجير غرفة ببيته لأشخاص وهذا يمثل خرقاً لعادات وتقاليد المجتمع اللبناني وثقافته وهويته على كافة الجوانب الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية.
وبيّنت أورنيلا سكر، أن هناك مطالبات تهجيرهم بسبب النتائج التي توصل إليها المجتمع اللبناني من أزمات، مما جعلهم يطالبون الحكومة اللبنانية بدعوات تهجيرهم إلى اوروبا، ولكن هناك ضغوطات أوروبية بإبقائهم مقابل حفنة من المال.
وأردفت الصحافية اللبنانية المتخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الاستشرافية ومديرة موقع أجيال القرن الـ 21، أن هناك إجراءات سياسية من قبل الحكومة اللبنانية بأنه تنحل الأمور ويعودون إلى بلادهم أو يتم تهجيرهم وترحيلهم إلى أفريقيا أو الأرجنتين وترحيلهم من لبنان.
بينما كشف زهير ناعورة، الناشط السياسي السوري المعارض، أن وضع اللجوء واللاجئين السوريين تتحكم به سياسات الدول، وهناك بعض الدول الجوار من تستفيد ماديا أكثر مما تنفقه على اللاجئين.
وأكد ناعورة في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه لا يجب إغفال أن إيران متشبثة بالنظام السوري، وهذا التشبه نابع من دعم غربي مطلق لإيران وتدخلاتها في المنطقة العربية، وهي تسعى دائما للدمج الديمقراطي، ومن ضمن استراتيجياتها تهجير السكان الأصليين والسنة بالذات من تلك البلاد وتوطين مكانهم شيعة إيرانيين ولبنانيين وعراقيين.
وأضاف الناشط السياسي السوري المعارض، أنه يقابل ذلك التوجه محاولات كل فترة من قبل الدول الغربية وأمريكا بتقليم الأظافر الإيرانية، وذلك حتى لا تشعر إيران أنها المسيطر المطلق على سوريا، ومن هنا تأتي كل فترة الضغوط الأوربية بعودة اللاجئين من دول الجوار، عودة طوعية، وتطلب من الأسد وأعوانه تأمين قواعد السلامة والعودة الطوعية وهذا يتطلب بعض التغييرات ومنها تخليص النفوذ الإيراني.
وبيّن ناعورة، أنه من هذا المنطلق كان لابد لإيران أن تلعب لعبة خطيرة، وهي ترحيل اللاجئين السوريين قسرياً إلى سوريا ووضعهم كرهان ضمن الأراضي السورية وتحت سيطرة النظام وقمعه، ومن المؤكد أن الكثير من المرسلين من فئة الشباب ولابد من تعرضهم للاعتقال والملاحقة.
وأوضح الناشط السياسي السوري المعارض، أن اللاجئين ورقة ابتزاز بيد الغرب والشرق وجميع المستفيدين من سوريا.