اشار عضو لجنة العلاقات الخارجية لمخيم رستم جودي للاجئين في مخمور، بيوار أونفر، الى سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) حيال الشؤون الداخلية وتواطؤه مع الدولة التركية، وقال: "إن الحزب الديمقراطي الكردستاني يتبع سياسة خاطئة جعل الشعب في جنوب كردستان بلا تطلعات وابعده عن إدارته وحكومته وبتعاونه مع النظام التركي الحاكم المهدد بالانهيار، أدى الى ازدياد الهجمات على المكتسبات التي حققها الشعب الكردي بنضاله الدؤوب.
وتحدث اونفر عن صراع السلطات والقوى المهيمنة وكيفية استفادتهم من هذه الصراعات وتسخيرها لمصالحهم الخاصة وقال: "يشهد العالم فوضى عارمة، وقوى الحداثة الرأسمالية يستمدون قوتهم من هذه الازمات والفوضى، والخصائص الأساسية لهذه القوى بنيت على هذا الأساس، وهي تلجأ لمثل هذه السياسات حتى تنقذ نفسها من التغييرات والتحولات المحتملة، وتعمل لخلق احداث جديدة والعمل بشكل أعمق من خلال أساليب الحرب والأزمات للحفاظ على سلطتها وهيمنتها".
وأشار بيوار اونفر الى دور دولة الاحتلال التركي في المنطقة واستفادتها من الضعف الذي تخلقه الجهات الكردية في جنوب كردستان بسبب صراعاتهم على السلطة وقال: "تريد تركيا الاستفادة من هذه الأزمات والصراعات سواء على الجانب الأوروبي من حلف شمال الأطلسي أو في خططها ومشروعاتها العثمانية؛ لتركيا دوراً في الاضطرابات الحالية في أوروبا خاصة في تشكيل العصابات الذي أدى إلى الفوضى في النظام الاقتصادي والحكومي، والأهم من ذلك كله، أن جهود الدولة التركية في العراق مخصصة للغاية.
ومؤخراً أوضح أردوغان بنفسه عن نيته التدخل في العراق، والتدخل في تشكيل الحكومة الجديدة، فالحكومة الجديدة تعاني ضعف ونزاعات داخلية وهذا ما دفعت الدولة التركية الاستفادة من ذلك، وتحاول اثبات وجودها في العراق خاصة بتواطؤ الحزب الديمقراطي الكردستاني وجزء من القوات السنية في العراق مؤخراً معها والذين يعملون وفقاً لخطط ومصالح الدولة التركية، وقلنا سابقاً أن الدولة التركية تمثل الناتو وهي عضو فيها، فعندما يتعلق الأمر بالتدخل في العراق، فإن قوات الناتو والنظام الدولي يعتبرون هذا خطر بالنسبة لهم، وإيران غير راضية عن هذا الوضع وقد أعلنت بكل قوتها أنها ستقف في وجه ذلك، وقد رأينا مؤخراً أن الهجمات على هولير ستكون لها عواقب وخيمة على جنوب كردستان وخطر على العراق ايضاً".
ولفت أونفر الانتباه إلى السياسة العدائية للحزب الديمقراطي الكردستاني تجاه الشعب الكردي، وتعاونه مع دولة الاحتلال التركي، وقال: "إن السياسة التي يتبعها الديمقراطي الكردستاني جرد الشعب في جنوب كردستان إرادته وتطلعاته وخلق حالة من اليأس بينهم، مما جعلهم يبتعدون عن إدارتهم وحكومتهم وعدم تسلحهم بالإرادة، حيث فقدوا ثقتهم بحكومتهم التي تديرها عائلة وحزب، وهذه السياسات الخاطئة التي يتبعها الحزب الديمقراطي الكردستاني أدى بالمجتمع في جنوب كردستان للغوص في قاع الازمات وانتهاك حقوق الانسان احدى هذه الازمات، للعدو والقوى المحتلة في كردستان الحق في بسط نفوذهم في جنوب كردستان، لكن ليس للوطنيين والثوريين الكرد الحق فيها، هذه مسألة جدية للغاية ومحل تناقض، حيث تحولت جنوب كردستان الى مركز للقوى الخارجية في شن حملاتها العسكرية بحق الدول المجاورة.
ستصبح الأوضاع في جنوب كردستان أكثر سوءاً إذا ما استمر الحزب الديمقراطي الكردستاني في سياساته الخاطئة هذه وسيعرض المنطقة للخطر؛ فبعد استفتاء الاستقلال، أصبح وضع الجنوب موضع نزاع، حيث فقد 51 في المائة من أراضيه جغرافياً، وبالرغم من ذلك، إن سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني ليست في خدمة إنجازات جنوب كردستان ولا في مصلحة شعبها، وما زلنا نرى انه يعزز من علاقاته مع قوات الاحتلال، وحول جنوب كردستان الى مراكز قوات الاحتلال التي تطلق تهديداتها يومياً وتقول انها "سنقضي على الشعب الكردي، وسندمر المكاسب القائمة" وقوات الحزب الديمقراطي الكردستاني على تواصل معها دون إيلاء أي احترام لمكاسب الشعب.
تركيا لا تحترم شعب جنوب كردستان ولا تحترم إدارتها، فالاجتماعات الأخيرة لقادة الحزب الديمقراطي الكردستاني في تركيا، أظهرت ان تركيا لا تولي احتراماً لا من حيث البروتوكول ولا من حيث رموز جنوب كردستان، وحتى لم يرفعوا العلم العراقي، وهذا يوجه رسالة واضحة بأنها لا تعترف لا بحكومة جنوب كردستان ولا بالدولة العراقية والحكومة العراقية الحالية؛ وهذا دليل على أن خطة الدولة التركية لاحتلال جنوب كردستان والعراق خطة شاملة للغاية، فهي توضح هذا الأمر بجلاء، حيث تسعى لإعادة احياء الإمبراطورية العثمانية المعروفة باسم "الإمبراطورية العثمانية الجديدة" من خلال احتلال خطوط الموصل وكركوك وتلعفر".
وقال أونفر إن سياسة الحزب الديمقراطي الكردستاني مع المحتلين تلحق ضرراً كبيراً بإنجازات جنوب كردستان، وقال: "هذا أمر خطير للغاية بالنسبة لجنوب كردستان، ويجب على شعب اتخاذ موقف ضد جميع الأحزاب والقوى السياسية في جنوب كردستان، والوقوف في وجه هذه السياسة التي تتبعها اسرة او حزب والتي تعرض مكاسب الشعب الكردي في جنوب كردستان التي تم تحقيقها بتضحيات جمة من الانفال ومجازر عديدة وتقديم شهداء عظام، لذا حان الوقت لإظهار موقف رافض لهذه السياسات التي تخدم مصالح الدولة التركية.
إن التواطؤ مع الاحتلال يزيد من آثاره على كردستان بشكل عام الى جانب جنوب كردستان، فالهجمات على روج افا وشمال كردستان وشنكال ومخمور هي بشكل عام نتيجة لهذا التواطؤ القذر؛ الدولة التركية نفسها لديها أزمة سياسية واجتماعية في الداخل، خاصة من الناحية الدبلوماسية، حيث لم يعد لها المكانة، دولة على وشك الانهيار كيف تصر حكومة جنوب كردستان ربط مصيرها بمصير هذه الدولة التي احتلت كردستان منذ مئات السنين، كيف تتعاون معها، لهذا يجب على الحزب الديمقراطي الكردستاني انهاء هذه العلاقات والتخلي عن هذه السياسة الخاطئة على الفور؛ نحن كشعب، كأي فرد كردي سنحافظ على قيم جنوب كردستان لأنها من مكاسب الشعب الكردي وليس للعائلة والحزب والقوة الحاكمة فيها".
وأشار عضو لجنة العلاقات الخارجية لمخيم رستم جودي في مخمور، بيوار أونفر، الى الهجمات الإيرانية ضد هولير ودعوة الحزب الديمقراطي الكردستاني للوحدة في مواجهة هذه الهجمات وقال: "عندما حدثت مثل هذه الهجمات في جنوب كردستان وخاصة ضد هولير، ادلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بعدة تصريحات وبيانات، لكن هذه الهجمات تحدث بشكل متواصل في كردستان وشنكال ومخمور وروج آفا، ولم تصدر أي تصريحات أو ردود فعل من مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني، بسبب سياساته الخاطئة لم تبقى أية قوات كردستانية في جنوب كردستان، حيث لم يبقي الديمقراطي الكردستاني والقوة الحاكمة على اية قوة كردستانية كي تظهر الإرادة والمبادرة للوقوف في وجه هذه الهجمات التي تستهدف جنوب كردستان.
لذا عليها اولا اعادة النظر في سياستها تجاه القوات الكردستانية وخاصة في موضوع الوحدة الوطنية، ويجب وقف الضغط على هذه القوات الكردية حتى لا يقتصر الأمر على اتخاذ موقف ضد كل الهجمات في جنوب كردستان".
وفي ختام حديثه أوضح اونفر أن يوم نوروز هو يوم الانتفاضة بالنسبة للكرد، لذا يجب على الشعب الكردي اتخاذ موقف ضد القهر والاحتلال.