عبر الاحتجاجات.. تنصيب عبد الله زيدان رئيساً لبلدية وان صفعة جديدة على وجه أردوغان

شهدت مدينة وان عيداً من نوع خاص بعد نجاحها في تنصيب عبد الله زيدان مرشح حزب المساواة وديمقراطية الشعوب رئيساً لبلدية المدينة بعد إلغاء فوزه ثم عودته بالاحتجاجات الشعبية.

نجحت جموع الكرد المنتفضة في وجه دولة الاحتلال التركي من إعادة المرشح عبد الله زيدان لمنصبه كرئيس لبلدية وان بعد محاولة السلطات التركية إقصاءه عن المنصب، ليعود رغم أنف أردوغان للمنصب مزيناً المشهد الانتخابي الذي شهد إقصاء حزب العدالة والتنمية عن رئاسة معظم المدن الهامة في تركيا مثل العاصمة أنقرة واسطنبول، مما يثير التساؤلات حول نجاح الشعب الكردي عبر صناديق الاقتراع ثم الاحتجاجات من تنصيب مرشحيهم على رئاسة بلديات مدنهم.

لا يتوفر وصف.

وفي السياق، كشف عبد الرحمن ربوع، الكاتب والصحفي السوري المقيم بالقاهرة، أن ما حدث في انتخابات 2019 لن يتكرر اليوم، والمواطن الكردي تعلم كيف يصير حارساً على صوته وداعما لمرشحه، حيث جاءت الانتخابات البلدية التركية الأخيرة "عقابية" لطيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم، حيث خسر أهم الولايات في البلاد بسبب الفشل الذي مُنيت به سياسات أردوغان وحزبه في حل المشاكل الاقتصادية والمعيشية والأمنية، فكان لابد من العقاب الشعبي وسحب البساط من تحت المسؤولين والمرشحين التابعين للعدالة والتنمية.

وأكد "ربوع" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن "نتائج الانتخابات المحلية كانت مخيبة بكل المقاييس لآمال أردوغان الذي يريد إنهاء مسيرته السياسية وتثبيت أركان حزبه في النظام السياسي التركي، لكن المواطن التركي كان له رأي آخر، وقرر توجيه ضربة قاضية لأردوغان وحزبه، وليكتب نهاية أردوغان السياسية سيذكرها التاريخ كـ سلسلة من الأخطاء والإخفاقات".

وأضاف الكاتب والصحفي السوري المقيم بالقاهرة، أنه كما هو متوقع حقق حزب المساواة وديمقراطية الشعوب في الانتخابات البلدية التركية نتائج مبهرة عكست إرادة قوية للمواطن الكردي في تركيا في تحدي الممارسات القمعية الوحشية ضد السياسيين الكرد، وأظهرت توحّداً في الشارع الكردي ضد سياسات الإقصاء والتهميش الممنهجة ضده، وأنه قادر على قلب المعادلة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.

وبيّن عبد الرحمن ربوع، أنه في عام 2019 تم إيقاف كل المترشحين الفائزين من حزب الشعوب الديمقراطي واستبدالهم بآخرين معينين من قبل أردوغان وحكومته بالقمع والإرهاب، لكن اليوم المعادلة تغيرت، وأردوغان يتهاوى مع تهاوي مشروعه وتهافت أطروحاته وعجزه وضعفه عن تحقيق ما وعد الأتراك به، وها هو ينهي تاريخه السياسي وتركيا على أعتاب انهيار اقتصادي وحرب أهلية وتراجع سياسي وتأخر دبلوماسي.

وأردف الكاتب والصحفي السوري المقيم بالقاهرة، أن قوة الشعب الكردي غيرت المعادلة السياسية في تركيا وخلال السنوات المقبلة ستغير الخارطة السياسية بالكامل في تركيا.

لا يتوفر وصف.

بينما كشفت لمار أركندي، الصحفية والإعلامية الكردية في سوريا، أنها ليست المرة الأولى التي يحاول أردوغان إزاحة الكرد عن مناصب البلديات، لأن المرة الماضية كان ينجح المرشحين الكرد في البلديات الكردية وكان أردوغان يقصيهم ويضع مرشحين من عنده من حزب العدالة والتنمية لرئاسة تلك البلديات، مما يترتب عليه انتفاضة الشارع الكردي، مبينة أن تلك المرة كانت الانتفاضة قوية، واستطاع الشارع الكردي أن يعيد النائب عبد الله زيدان لموقعه مما يؤكد أن أردوغان أصبحت شعبيته في الحضيض.

 وأكدت لمار أركندي في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن "المعارضة أصبحت قوية ولها كلمة مسموعة خاصة بعد حادثة الزلزال وبعد مقتل المئات من الجنود الأتراك على يد حزب العمال الكردستاني، ومما ساهم في ذلك أن الحكومة التركية تخرج بأرقام بعيدة عن الأرقام الحقيقية، ولا يعلنون عن قتلاهم، لأنها تعلم أن ذلك سيزيد الاحتقان في الشارع التركي، رغم أن حزب العمال الكردستاني يعلن عن قتلى الجيش التركي بالاسم والصور والأرقام الحقيقية عبر مواقعه الإلكترونية".

وأضافت الصحفية والإعلامية الكردية، أن ما زاد الطين بلة قضية غزة، لأن غالبية الشعب في تركيا متعاطف مع الشعب الفلسطيني، وكانت هناك صيحات قوية من داخل تركيا تدعو حكومة أردوغان لقطع علاقاتها مع إسرائيل، وقطع إمدادات الأسلحة والصادرات التركية، لأن الحكومة التركية كانت ترسل جميع أنواع المواد إلى إسرائيل من مواد غذائية إلى بترول وحتى الأسلحة، مما سبب احتقان في الشارع التركي.

وبينت لمار أركندي، أن أردوغان خسر في الانتخابات البلدية أكبر مدينتين لصالح المعارضة التركية، وتلك المعارضة التي لديها النية في التوحد خلال الانتخابات الرئاسية القادمة لإزاحة أردوغان من موقع الرئاسة.