بدء التصويت بالداخل.. "السيسي" يتسلح في انتخابات الرئاسة المصرية بإنجازات ضخمة

بدأ جموع الناخبين المصريين يتوجهون إلى صناديق الاقتراع صباح اليوم للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية 2024 بالداخل، والتي يتنافس فيها 4 مرشحين أبرزهم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.

وكانت الانتخابات الرئاسية بدأت فعلياً ولكن للمصريين في الخارج الأسبوع الماضي أيام 1 و2 و3 كانون الأول، فيما تنطلق اليوم في مختلف محافظات جمهورية مصر العربية للاختيار بين 4 مرشحين هم السيد/ عبد الفتاح السيسي (مستقل) والدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد والسيد حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري والسيد فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي.

ويجمع مراقبون أن واحدة من مزايا الانتخابات المصرية الحالية أنها تحمل قدراً كبيراً من التنوع والتعدد، فسيكون الاختيار من بين 4 مرشحين، في وقت أتاحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تغطية فترات إعلامية عبر الشاشات ووسائل الإعلام التابعة لها لكافة المترشحين.

إنجازات ضخمة ومشروعات عملاقة للرئيس الحالي

عن حظوظ المرشحين، يقول الكاتب الصحفي عبد اللطيف حامد عضو مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال المصرية إنه قبل أي شيء يجب التأكيد على أنه كان هناك حرص من الدولة على إتاحة أجواء مواتية لانتخابات تعددية تأتي استمراراً للحالة التي أفرزتها دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لإجراء الحوار الوطني قبل أشهر.

وأضاف "حامد"، في اتصال هاتفي لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أنه بناء على ذلك فالأهم أن يدرك المصريون أهمية الذهاب إلى الانتخابات والإدلاء بصوتهم بصرف النظر عمن يختارون، مستدركاً أنه في الوقت ذاته ما من شك أن المرشح الرئاسي السيد عبد الفتاح السيسي يتمتع بميزات كبيرة تجعله يتفوق على منافسيه وتجعله الأقرب إلى الفوز بولاية جديدة؛ نتيجة للمشروعات القومية الكبيرة والنهضة التي شهدتها البلاد في مختلف القطاعات سواء الزراعة أو الصناعة أو الإسكان والنقل والطرق والكباري والمدن الجديدة.

ويدلل الكاتب الصحفي المصري على ما يقوله بمشروع مثل مبادة "حياة كريمة" الذي –بحسب وصفه – أكبر مشروع قومي في تاريخ مصر، لما لا وهو يستهدف الارتقاء بحياة أكثر من 60 مليون مواطن في مختلف قرى الريف المصري في كافة القطاعات سواء الصحية أو الرياضية أو التعليمية أو حتى على صعيد تطوير البنى التحتية.

وأشار "حامد" إلى أنه "صحيح أن مصر تأثرت مثل غيرها من دول العالم اقتصادياً بتبعات جائحة كورونا، ثم الحرب الروسية – الأوكرانية، إلا أنها استطاعت التعامل مع تلك الأزمات بقدر كبير من الحكمة، لا سيما القرارات المتتالية والمتعلقة بتطوير منظومة الحماية الاجتماعية وخصوصاً لدى الفئات الأكثر احتياجاً".

وفي ختام تصريحاته، شدد الكاتب الصحفي عبد اللطيف حامد على ضرورة أن يشارك المصريون في عملية التصويت، وأنه عليهم أن يختاروا من شاءوا، وقد كانت أمامهم فرصة جيدة للاطلاع على برامج جميع المرشحين عندما أتاحت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لهم مساحات زمنية للتعبير عن آرائهم ومقترحاتهم وبرامجهم.

انتخابات في وضع إقليمي مشتعل

وما من شك أن الانتخابات الرئاسية المصرية تأتي في ظرف إقليمي عصيب على المنطقة بصفة عامة وعلى مصر بصفة خاصة، في ظل تطورات الأوضاع بقطاع غزة المجاور، والإصرار الواضح من قبل إسرائيل على تهجير الفلسطينيين إلى شبه جزيرة سيناء المصرية، الأمر الذي يتصدى له الرئيس المصري بقوة ووصفه بـ "الخط الأحمر".

وتعليقاً على هذا الوضع، يقول محمد فتحي الشريف مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات، في تصريح لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن "الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه إدارة شؤون البلاد عام 2014 وهو يواجه وضعاً إقليمياً أصعب ما يكون، سواء التطورات في ليبيا أو سوريا وصولاً اليوم إلى الأوضاع المشتعلة في قطاع غزة والتي تفرض تحديات كبيرة على الأمن القومي المصري".

ويعتبر "الشريف" أن "موقف الرئيس السيسي من مسألة تهجير الفلسطينيين وتفطنه المبكر لهذا المخطط الإسرائيلي وتصديه له وحشد كافة الجهود الدولية لمواجهته أكسبه قدراً كبيراً من الشعبية في الشارع المصري، لا سيما أن التجارب السابقة تكشف قدرة السيسي على التعامل مع هذه المواقف الصعبة، ونحن نتذكر عندما وضع خطاً أحمر فيما يتعلق بمنطقة "سرت – الجفرة" في ليبيا المجاورة، وبالتالي فهو يعرف جيداً كيف يحافظ على الأمن القومي المصري".

ولفت الخبير السياسي المصري إلى أن "السيسي استطاع صياغة سياسة خارجية متوازنة قامت بالأساس على رفض التدخلات الخارجية في شؤون الدول العربية والمضي قدماً في أي إجراء من شأنه حقن دماء تلك الشعوب، وقد رأينا ذلك في عديد من الحالات مثل ليبيا وسوريا وغزة واليمن وغيرها، كما أنه يميل إلى دبلوماسية منفتحة وتعاونية، لكنه عند الخطر يستطيع رسم الخطوط التي لا يمكن تجاوزها.

وأياً كانت الأوضاع الداخلية في مصر، فإن المتوجهين إلى صناديق الاقتراع اليوم سيكون لديهم انشغال كبير بما يجري في قطاع غزة، وما قد ينتظر حدود مصر الشرقية، خصوصاً الخوف من تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير أهالي القطاع".

Open photo