أكدت اليمنية فريدة علوي أحمد أن تركيا، ممثلة في رئيسها أردوغان، تقود حملة واسعة ضد الكرد لا تقل عن بشاعة ما ارتكبت الدولة العثمانية من مجازر ضد الأرمن قبل ما يزيد على قرن من الزمان، مؤكدة أن أقل مل يُقال عنها أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وقالت فريدة أحمد في تصريحات خاصة لوكالة فرات للأنباء ANF: "إن سياسة أردوغان رغم ما شابها من تهدئة مؤخراً، إلا أنها لن تُغيّر من طموحه في الشرق الأوسط والدول العربية؛ ولن تتوقف حتى يستنفذ فيها كل ثقله السياسي والعسكري، وقد تغامر شخصية مزاجية كأردوغان بمصالح تركيا قبل مصالح حلفائه، وأكثر من ذلك؛ هو يحاول أن يفرض تركيا كقوة مهيمنة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مقابل الدور المتصاعد والمؤثر للمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات".
وأوضحت: "الهجمات التي يتعرض لها إقليم كردستان العراق وشمال سوريا لسنوات، أقل ما يقال عنها أنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، خاصة وأن أنقرة تقوم بتوجيه عملياتها العسكرية على أعيان مدنية ومخيمات تضم آلاف اللاجئين الكرد؛ تحت مبررات غير دقيقة، لترفع الحرج عن نفسها إذا ما اتهمت بارتكاب مجازر بحق المدنيين".
وأكدت أن مصطلح "التطهير" بحد ذاته؛ الذي استخدمه أردوغان أثناء تهديده لمخيم مخمور، أقرب لحملات الإبادة والتطهير العرقي التي يتم انتهاجها على الأقليات في العالم.
ولفتت إلى أن هذه ليست المرة الأولى بالنسبة لتركيا، فتطهير الأقلية الأرمنية على يد الدولة العثمانية كان من أبشع الجرائم دموية على مر التاريخ، وأن ما يحدث يعيد إلى الأزهان المشهد بعد كل هذه العقود العشر التي مرت على الإبادة.
وأشارت إلى أن الكرد لطالما شكّلوا كقومية هاجساً لدى أردوغان، وأنه في سياق ذلك ليس من المفاجئ أن يستهدفهم في شمال العراق أو شمال سوريا، أو يعمل على تهميشهم في تركيا نفسها من خلال ما يرتكبه من انتهاكات أمنية كبيرة بذريعة مطاردة حزب العمال الكردستاني.
وأضافت "فالانتهاكات من قتل وقمع وتنكيل على الهوية الذي طال الكرد تعد جرائم جزافية غير مبررة، ومقاومتها أمر مشروع سياسياً وأخلاقياً من باب الدفاع عن النفس. وبالمثل يجب توجيه نداءات متواصلة للمجتمع الدولي بشأن الاعتداءات التي يتعرض لها الكرد؛ ما يمكن أن يخلق من ذلك حراكاً دبلوماسياً على أكثر من مسار- إقليمي ودولي لإيجاد صيغة حل نهائية تنصف الكرد في كل مكان".
وبشأن الموقف العربي وتأخره بشأن ما يجري تقول: "قد يكون الموقف العربي متأخراً بسبب أن الإعلام الكردي ضئيل؛ مقارنة بالآلة الإعلامية التركية، وهو ما يتطلب من الكرد تكثيف العمل الإعلامي والصحفي ونقل الصورة الحقيقية عما يجري في إقليم كردستان العراق وشمال سوريا؛ بعيداً عن الصورة المشوّهة والمغلوطة الذي يحاول الإعلام التركي نقلها عن الكرد. إضافة لذلك، قد يكون التأخر بسبب الموقف العام من القضية الكردية التي حاولت بعض الدول الإقليمية ومازالت مثل تركيا وإيران وسوريا؛ بتصديرها مواقفاً سلبية وغير داعمة لإنشاء دولة كردية، مما أثر على مواقف بعض الدول المجاورة، وبالتالي انعكس على تأخر استجابتها لأي تطورات أو مستجدات في الداخل الكردي".
واستطردن: وربما يكون أحد الأسباب أيضاً هو تعدد الكيانات والفصائل السياسية الكردية واختلاف مواقفها، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف توحيد الجهود والمواقف لحل أي اختلالات أو عثرات على المستوى الداخلي، من أجل مواجهة أي اعتداءات خارجية تسعى لتشتيت الداخل الكردي وإضعافه. إضافة لذلك، انشغال الدول العربية بواقع صراعاتها الداخلية والحروب بالوكالة على أراضيها، هو سبب آخر في عدم إبداء موقف سياسي واضح منها.