أردوغان يدخل على خط أزمة إثيوبيا وصوماليلاند.. ماذا يريد من الانحياز للصومال

دخل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على خط أزمة اتفاقية إثيوبيا وصوماليلاند بعد حصول أديس أبابا على منفذ بحري عبر صوماليلاند، متحيزة للصومال بسبب مصالحها وهيمنتها السياسية والعسكرية على مقديشو.

أثارت اتفاقية صوماليلاند أو (أرض الصومال) مع إثيوبيا بشأن منح الأخيرة منفذاً بحرياً على البحر الأحمر ردود فعل دولية وإقليمية واسعة، كان أكثرها إثارة للجدل هو رد فعل أردوغان عندما انحاز للصومال رغم تحالفه مع رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وتوريد الطائرات المسيرة له أثناء حرب إقليم تجراي، مما يثير التساؤلات حول تبني أردوغان لهذا الموقف والدخول على خط أزمة إثيوبيا وصوماليلاند.

فتح الصورة

وفي هذا الصدد، كشف عبد الرزاق سليمان، الناشط السياسي من صوماليلاند، ان الدور التركي في أزمة إثيوبيا مع الصومال حول اتفاقية صوماليلاند مع إثيوبيا بخصوص منح ممر مائي لإثيوبيا على المياه الصومالية كان متحيزاً لدولة الصومال الفيدرالي وذلك لعدة أسباب.

وأكد سليمان في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه بطبيعة الحال تركيا حليف استراتيجي كبير للصومال، وبناء على ذلك اجرى الرئيس حسن شيخ محمود اتصالاً بنظيره التركي رجب طيب اردوغان حول أزمته مع اديس ابابا، وفوراً قال الرئيس التركي انه مع الصومال في محاربة الارهاب، وأنه أيضاً يحث على حماية "وحدة الصومال"، مما يعني أن تركيا ضد استقلالية صوماليلاند عن الصومال، وبطبيعة الحال ضد اتفاقية إثيوبيا مع صوماليلاند كما هو الحال في الموقف المصري.

وأضاف الناشط السياسي من صوماليلاند، أن موضوع اتفاقية صوماليلاند مع إثيوبيا شائك، والسبب ان المصالح بين الدول في الإقليم تتضارب، ولكن في النهاية إثيوبيا لا ترغب في عرقلة الاتفاقية وذلك لحاجتها الماسة في المنفذ البحري الذي تمنحه إياه صوماليلاند ، والاخيرة اكثر حاجة في المضي قدماً نحو الاتفاقية وذلك لتعطشها الشديد للاعتراف الدولي الذي ستمنحه إثيوبيا لها في المقابل

بينما كشفت مريم روبلية، السياسية الصوماليلاندية المستقلة، أن الصومال الصومال حول اتفاقية صوماليلاند مع إثيوبيا بخصوص منح ممر مائي لإثيوبيا على المياه الصومالية مشكلتها ليس تأجير القاعدة و لكن الاعتراف الإثيوبي بصوماليلاند، وذلك لسبب بسيط هو أن الوجود الصومالي في ساحة البحر الأحمر عن طريق صوماليلاند و ايضا الحدود الصومالية مع إثيوبيا وكينيا غير محدد و قد يدخل في نزاع.

وأكدت روبلية في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أن تركيا و مصر دعمتا الصومال، وكذلك الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي كلهم كانوا مع موقف الصومال، لكن صوماليلاند انتظرت ان تعترف بها دولة افريقية لاستعادة حقوقها الممنوحة لها عام 1960".

وأضافت السياسية الصوماليلاندية المستقلة، أن موقف أردوغان في الإنحياز للصومال رغم تحالفه مع أبي أحمد وبيع الطائرات المسيرة له في حربه ضد إقليم تيجراي، شكلتها مصالح الرئيس التركي مع الصومال والتي تشكل أولوية بالنسبة له في إفريقيا، وذلك لأن الأتراك لديهم قاعدة عسكرية في مقديشو تحت غطاء قاعدة تدريب الصوماليين، ولكن الحقيقة أنها قاعدة عسكرية تركية كبيرة في إفريقيا.

وبينت روبلية، أن تركيا لا تستطيع  السيطرة علي صوماليلاند ولكن الصومال الفيدرالي نجح في السيطرة عليه منذ أكثر من 13 عام، مشيرة إلى أن ضم الصومال لصوماليلاند أو إعادة إتحاد الصومال وصوماليلاند سيصب في مصلحة الأتراك وذلك لأنه سيسهل عليهم مد هيمنتهم على موانئ بربرة أو زيلع، ولذلك مصلحتهم تكمن دائماً في وحدة الصومال.

وأوضحت السياسية الصوماليلاندية المستقلة، أن الصومال تحتاج إلى مصر للضغط على المجتمع الدولي عبر الجامعة العربية، ولكن حليفهم الأول في مقديشو هما قطر وتركيا.