انتخابات المحافظات العراقية.. هل ستعيد تشكيل خريطة القوى السياسية في بلاد الرافدين؟

يستعد العراقيون للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات وسط تساؤلات حول الكتل السياسية الأوفر حظا التي سيصوت لها الشارع العراقي في كل محافظة.

تبدأ في العراق عملية التصويت في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، وهي انتخابات لها نكهتها الخاصة لأنها أول انتخابات تعقد منذ 10 سنوات، والأولى بعد تحرير المحافظات العراقية من تنظيم داعش، وتثير الكثير من الأسئلة عن مستقبل ومصير العديد من التيارات السياسية العراقية وحظوظها في الانتخابات البرلمانية المقبلة.


كشف غازي الشايع، النائب الأول لنقيب الصحفيين العراقيين سابقآ، والأمين العام لاتحاد وكالات الانباء العراقية، أن انتخابات مجالس المحافظات بدأت على مستوى القوات المسلحة يعني منتسبوا وزارتي الداخلية والدفاع فقط، ويوم غد تبدأ الانتخابات العامة.

وأكد الشايع في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الانتخابات الحالية هي انتخابات مجالس محافظات، ولها اهمية خاصة لدى العراقيين لا سيما أنها الأولى منذ عشرة أعوام، ولا نستطيع ان نحكم عليها إلا بعد انتهاء الانتخابات.

بينما كشف علي البيدر، المحلل السياسي العراقي أن انتخابات مجالس المحافظات هي انتخابات محلية، تحدد هويتها بعض المكونات السياسية والتيارات، ففي المحافظات الجنوبية ذات الأغلبية الشيعية تكون الأحزاب الكلاسيكية التابعة للإطار التنسيقي هي الأقوى.

وأكد البيدر في تصريح خاص لوكالة فرات، أن بعض الأحزاب المنتمية للإطار التنسيقي مثل حزب الدعوة وغيره من الأحزاب هي من تفرض سلطتها ونفوذها وحضورها الجماهيري.

واضاف المحلل السياسي العراقي، أنه في البيئة السنية هناك حضور ظاهر وقوي ومؤثر لتحالف تقدم برئاسة محمد الحلبوسي، وهذا التحالف مهيمن على الصوت السني جماهيرياً، وهذه الانتخابات خاصة بالمحافظات وتوجد لها استعدادات كبيرة ورغبة جماهيرية بالمشاركة.

وبين البيدر، أن تلك الانتخابات لم تجرى منذ 10 أعوام وهناك خصوصية لها على مستوى كل محافظة، والوعي السياسي لدى الشارع العراقي أصبح نشط وهي أمور ستنعكس على المشاركة الجماهيرية في تلك الانتخابات.


كما كشف الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، أن انتخابات مجالس المحافظات في العراق أهم من الإنتخابات البرلمانية لعدد من الأسباب الأول هو أنها تؤدي إلى مناصب هامة داخل المحافظات مثل المحافظ والإدارات المحلية، وهي المجالس التي تتحكم بموارد محافظات العراق بالدرجة الأولى.

وأكد الحويت في تصريح خاص لوكالة فرات، أن المشهد الانتخابي في المحافظات الجنوبية تغير عن المشهد في الانتخابات البرلمانية السابقة، لأن القوى التشرينية صار عندها انهيار تام عن انتخابات البرلمان خاصة وأن قوى تشرين كانت تضم جماعات إسلامية متطرفة، كما أن التيار الصدري خرج من العملية السياسية وترك الأمر إلى الزعامات الشيعية المحلية، ولكن سيظهر تأثيره بعد الانتخابات عند إختيار المحافظين وممثلي الوحدات الإدارية حيث ستكون هناك ترضيات واسعة للتيار الصدري، فيما بقى الإطار التنسيقي القوة الأهم داخل المحافظات الجنوبية.

وأضاف المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، أن الكتل السنية لم يعد لها زعيم واحد يمثل التيار السني بعد إقالة الحلبوسي من رئاسة البرلمان، ولكن توجد شخصيات سنية قوية مثل الشيخ خميس الخنجر ورافع العيساوي، وقتيبة الجبوري ومحمود المشهداوي والأخير الأقرب لخلافة الحلبوسي، وهي شخصيات تعمل على حلحلة الخلافات داخل البيت السني، مشيرا إلى أن البيت السني أصبح أكثر توحدا بعد إقالة الحلبوسي مما سيفيد في خدمة المحافظات الغربية.

وبين الحويت، أن المحافظات المختلف عليها، هما محافظتا نينوى وكركوك وسيتم حسمهما في إنتخابات المحافظات، خاصة وأن المكون السني سيشارك بقوة وبنسبة 70-80% لأنه أدرك أن عدم مشاركته تعني أن أصواته ستذهب للغير، موضحا أن التصويت أصبح قضية عشائرية وكل عشيرة تصوت لمرشحيها.

وأوضح المتحدث باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها، أن محافظي كركوك ونينوى مصرين على أن يمثلهما شخصيات من داخل المحافظتين بعيدة عن تأثير أربيل أو بغداد، ومحافظة نينوى على وجه التحديد هناك اتجاه للتجديد لمحافظها الحالي عبد القادر الديل من الكتل السنية وهو رجل عربي سني، والتركيز على القضايا الهامة مثل عودة النازحين مرة أخرى إلى قراهم وخاصة نازحي شنكال.