إنهاء عمل البعثة الأممية بالسودان..هل ينهى عصر الوصاية الدولية على البلاد
أصدر مجلس الأمن قرار جديد بإنهاء عمل البعثة الأممية في السودان، هو قرار سيكون له ابعاد عميقة على الأزمة السودانية اصة مع نقل مهام البعثة للوكالات المتخصصة.
أصدر مجلس الأمن قرار جديد بإنهاء عمل البعثة الأممية في السودان، هو قرار سيكون له ابعاد عميقة على الأزمة السودانية اصة مع نقل مهام البعثة للوكالات المتخصصة.
فوجئ العالم بقرار أممي جديد صادر عن مجلس الأمن بإنهاء عمل بعثة الأمم المتحدة في السودان بناء عن طلب من الحكومة السودانية، وسط تساؤلات عن جدوى القرار وتأثيره على طرفي الحرب المتنازعين في السودان وتأثيره على الحالة الإنسانية المتردية التي لفتها الحرب وآثارها وكان للأمم المتحدة دور كبير في التخفيف من وطأتها.
أصدر مجلس الأمن الدولي القرار رقم 2715 الذي أنهى بمقتضاه ولاية بعثة الأمم المتحدة في السودان اعتبارا من الثالث من كانون الأول/ديسمبر 2023. صدر القرار بأغلبية 14 عضوا، في المجلس المكون من 15 عضوا، وامتناع روسيا عن التصويت.
وستوقف البعثة الأممية بموجب القرار عملياتها في الرابع من الشهر الحالي، ونقل مهامها إلى وكالات الأمم المتحدة وبرامجها وصناديقها بهدف إنهاء تلك العملية بحلول التاسع والعشرين من شباط/فبراير 2024.
ويقرر المجلس أن تبدأ تصفية البعثة من الأول من آذار/مارس، ويدعوها إلى إنشاء تدابير مالية مع فريق الأمم المتحدة القُطري لتمكين المنظمة الأممية من الإشراف على الأنشطة المتبقية التي بدأتها البعثة المعروفة باسم يونيتامس.
وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك أكد استلام الأمم المتحدة خطابا من الحكومة السودانية "يعلن قرار الحكومة إنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتقديم المساعدة في الفترة الانتقالية (يونيتامس) على الفور".
كشفت نشوى عثمان، السياسية السودانية والقيادية بحزب البعث السوداني، على إنهاء عمل البعثة الأممية في السودان مبينة أن الدبلوماسية السودانية التي وقعت في الفخ، فاستبدلت الذي ادنى سوءا في نظرها بالأشد سوءا حيث ان نقل مهام يوناميتس إلى وكالات الامم المتحدة المتخصصة هو فرض وصاية اشد من الفصل السابع.
وأكدت عثمان في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه لو كانت الدبلوماسية السودانية التي تواجدت داخل أروقة الأمم المتحدة بقيادة وزير الخارجية المكلف حصيفة لطلب الغاء مهام يوناميتس وليس نقل مهام بعثة يوناميتس في السودان، وذلك أرحم من نقل مهام البعثة الأممية إلى الوكالات المتخصصة.
وأضافت السياسية السودانية والقيادية بحزب البعث السوداني، أن الدبلوماسية السودانية بهذا القرار الأممي الزمت نفسها بانهاء الحرب بالتفاوض وايقاف العدائيات، وكذلك الزمت نفسها بعملية سياسية ستكون مراقبة من الوكالات المتخصصة.
وأوضحت عثمان، أنه على كل حال فالقرار الأممي بنقل مهام البعثة الأممية للوكالات المتخصصة مفيد للثورة السودانية ما عدا بند الوصاية مشيرة إلى أن قرارات مجلس الأمن ملزمة للدول وأي اخلال بأي بند فيه يترتب عليه عقوبات.
بينما كشف محمد حسن حلفاوي، الصحفي والإعلامي السوداني من الخرطوم، ان إنهاء عمل البعثة الأممية في السودان لن يفيد الحكومة السودانية أو يصب في مصلحة القوى المتحاربة في السودان سواء الجيش السوداني أو الدعم السريع، وذلك لأنه انتهت البعثة ولم تنتهي المهمة الموكلة لها.
وأكد حلفاوي في تصريح خاص لوكالة فرات، أن الدول الأعضاء خاصة بريطانيا وأمريكا فطنوا إلى اللعبة في السودان وقاموا بتوزيع أدوار البعثة على الوكالات التابعة للأمم المتحدة، مثل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية واليونيسيف والصحة العالمية، وهي كلها معنية بنفس مهام يونيتامس.