السعي إلى إنهاء الحرب في اليمن.. هل يمهد للقاء بين العليمي والمشاط

تتكثف المجهودات خلال الفترة الماضية من أجل إقرار سلام دائم في اليمن، ومنها دعوة المبعوث الأممي إلى لقاء كل من مهدي المشاط رئيس الجمهورية التابع للحوثي، وما بين رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة اليمني.

لا تزال حرب اليمن تلقي بظلالها على دول الخليج، وعلى الوضع الداخلي في البلاد، مع تأخر الحسم العسكري في المعارك ما بين الحوثيين والقوات المنضوية حول الشرعية، وخاصة بعد التقارب السعودي الإيراني، مما يثير التساؤلات حول إيجاد طريقة لاستئناف السلام، وهل يمكن أن تتحقق دعوة المبعوث الأممي إلى لقاء بين مهدي المشاط رئيس الجمهورية التابع للحوثي، وما بين رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة اليمني.

كشف نصر العيسائي المحلل السياسي الجنوبي، أن مسارات السلام هي ثلاثة مسارات وهي مسار بناء الثقة، مسار العملية السياسية ، مسار العملية الانتقالية. 

لا يتوفر وصف.

وأكد العيسائي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه ما يتم الحديث عنه مؤخراً ومنها الجهود السعودية والعمانية مرحبا بها وهي تأتي في مسار بناء الثقة وهو المسار الاول من مسارات السلام والذي يتضمن وقف إطلاق النار ، فتح المطارات والموانئ والطرق وادخال الإغاثة، تسوية اقتصادية أولية لدفع الرواتب.

وأضاف المحلل السياسي الجنوبي، أن المسار الثاني فهو مسار العملية السياسية والذي يتضمن تفاوض وحوار بين أطراف النزاع والفواعل السياسية حول شكل الدولة" دولتين - أقاليم- فدرالية- كونفدرالية…الخ" وتقسيم السلطة والثروة والنفوذ وكل ما يتعلق بالملفات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية المختلفة. 

وبين العيسائي، أن المسار الثالث هو مسار العملية الانتقالية والتي سيتم وضع خارطة طريق وآلية تنفيذية لما اتفق عليه أطراف النزاع والفواعل السياسية في المسار الثاني مسار العملية السياسية ويتضمن مرحلة انتقالية جديدة. 

وأوضح المحلل السياسي الجنوبي، أن موقف الجنوبيين فهو ان الجهود الإقليمية والدولية والأممية لإحلال السلام في جهة اليمن مرحبا بها، ولكن نقول ان تلك الجهود ستظل تدور بحلقة مفرغة في سعيها لحل الازمة في جهة اليمن ولن تستطيع الوصول الى اَي أفق حل اذا استمرت بهذا الدوران بعيداً عن الجذر الحقيقي للأزمة في جهة اليمن وهو ملف قضية شعب الجنوب ، في نهاية المطاف ما يصح إلإ الصحيح والسلام مرهون باستقلال الجنوب.

وتطرق العيسائي، إلى إحاطة المبعوث الأممي في اليمن إلى مجلس الأمن الدولي والتي تحدثت عن دعوته للقاء بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي المعترف به دوليا الدكتور رشاد العليمي و رئيس المجلس السياسي لحركة انصار الله الحوثيين الانقلابيين في صنعاء مهدي المشاط، للتعليق على ذلك يمكن القول إن المبعوث الأممي مجرد وسيط ، ويسعى الى ان تكون المحادثات وجها لوجه، واجتهاد من قبله لتجنب ما وصفه بالسيناريو الذي قد يقود إلى تجدد الحرب مرة أخرى بسبب الصراع الاقتصادي بين أطراف النزاع في جهة اليمن.

وتابع المحلل السياسي الجنوبي، أن ذلك يعني ان المبعوث الأممي يحاول جاهدا ان يفعل شيء ،بغض النظر عن مدى جدوى هذا الفعل وانعكاساته على الصراع في جهة اليمن، وبالتالي فإن هذه الخطوة التي قام بها المبعوث الأممي تؤشر إلى مدى ضعف الأمل لديه بتحقيق تقدم في مسارات السلام في أزمة جهة اليمن وفق التصورات والقواعد الحالية للحل.

وأشار العيسائي، إلى أنه قد تتغير تلك التصورات والقواعد قريباً وبشكل مختلف تماما عن ما هو قائم حاليا من محاولات لترميم الجمهورية اليمنية الفاشلة الى العودة الى مسار ‫حل الدولتين والعودة إلى الوضع الطبيعي وفك الارتباط بين الجنوب واليمن، لأنه من غير الممكن أن يقبل الجنوبيون وكل الحريصين على الأمن والاستقرار في الإقليم والعالم باستمرار اتفاقية الوحدة اليمنية الفاشلة مع بقاء الميليشيات الحوثية والاخوانية وغيرها من الميليشيات المتطرفة والتي تتبع أجندات خارجية لتهديد الأمن والاستقرار في البلاد والمنطقة والعالم.‬

وأردف المحلل السياسي الجنوبي، أن ضمان الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي مرتبط بشكل مباشر بالعودة إلى الوضع الطبيعي وتغيير التعامل مع ملف الأزمة في جهة اليمن بحيث يتمّ اولا ضمان استعادة جمهورية اليمن الجنوبية والتي تقع في موقع استراتيجي حيوي ومهم جدا وخاصة باب المندب للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي كخطوة أولى ثم استعادة الجمهورية العربية اليمنية وتطهيرها من مليشيات أنصار الله الحوثيين والإخوانية وغيرها من الجماعات المتطرفة، بدلا من الاستمرار بحالة الفوضى والفشل في الوصول الى حل للازمة في جهة اليمن وذلك من خلال محاولة اعادة ترميم الجمهورية اليمنية الناتجة عن اتفاقية الوحدة الفاشلة بين الجنوب واليمن والتي أنتجت كل هذا الفشل والأزمات والحروب والدمار في البلاد والتهديد للأمن والاستقرار الإقليمي والدولي.

لا يتوفر وصف.

كشف أحمد قاسم القيادي في الحراك الجنوبي ان هناك توجه نحو إنهاء الحرب في اليمن من التحالف العربي الذي يقود المملكة العربية السعودية مبينا أن هذه التسوية تبدأ حاليا بالشق الإنساني والخدمات والذي تم التوافق عليه بين قوات الشرعية وبين الحوثيين والذي تمثل في عملية فتح الطرق بين الجانبين.

وأكد قاسم في تصريح خاص لوكالة فرات، أن هناك توجه اذا ما نجحت التسوية الإنسانية والخدمية أن تتطور تسوية سياسية شاملة بين الجانبين مبينا أن هذه التسوية سيتم الاستثناء فيها من المجلس الانتقال الجنوبي والقضية الجنوبية خاصة وأن الحديث يدور حول جلوس كلا من رئيس المجلس رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الجمهورية المعلن لدى الحوثيين مهدي المشاط وهو ما يعني استثناء الجنوبيين من طاولة التفاوض.

وأشار قاسم أن ما يدور حاليا حول  الوحدة اليمنية واليمن الواحد وان تعود الامور كما كانت عليه بينما الجنوبيين يتحدثون عن انفصال وحق تقرير المصير ولو على مراحل لتنفيذ ذلك وهو غير المطروح حاليا على الطاولة بين التحالف العربي والحوثي...