الرئيس المشترك لـ PYD يؤكد ان الهجمات التركية تعيق الحوار والحل ويشدد على الحاجة لخطوات جديدة

تحدّث الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، غريب حسو إلى وكالة أنباء هاوار حول هجمات دولة الاحتلال التركي، ورسالة القائد عبد الله أوجلان، وتصريحات المسؤولين الأتراك بشأن القائد عبد الله أوجلان والقضية الكردية.

وهاكم لقاء الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي مع الوكالة:

"حل المشكلة التركية ليست خارج الحدود"

لفت غريب حسو إلى إصرار الدولة التركية على انتهاج السياسات الوحشية وسياسات الغزو والاحتلال، لذا تهاجم أهالي الإقليم ومؤسساتها بشتى الطرق، وذكر أنّها لم تنجح في تحقيق ما تصبو إليه من خلال هذه الهجمات حتّى الآن، بل على العكس، فقد فقدت دورها وفشلت في الشرق الأوسط.

وأشار إلى أنّ الهجمات التي تطال المنطقة هي هجمات إرهابية، وقال: "لطالما اقتنعت الدولة التركية بأنّ بقاءها يعتمد على هجماتها على الكرد، لقد اعتبرت هذا حلّاً، لكن لا يمكن التوصّل إلى الحلّ بهذا الشكل من الآن فصاعداً، لم تحقّق شيئاً بالمجازر والغزو والاحتلال خلال قرن كامل، ومع ذلك ما زالت مصرّة على سياساتها الوحشيّة والفاشية، ولم يعد لها دور في الشرق الأوسط أيضاً، لقد فشلت وبدأت تتشرذم وتشهد صراعات كبيرة على الصعيد الداخلي، وحلّ المشكلات والصراعات الداخلية التركية ليست خارج الحدود، وهذه الهجمات التي تشنّها على منطقتنا هي هجمات إرهابية وجبانة، لهذا فإنّ عمرهم قصير، فقد ولّى زمن تجويع وتهجير هذا الشعب، وإرادة الشعب فوق هذه الهجمات".

الزيف العالمي

وعلّق غريب حسو على صمت القوى الدولية حيال هذه الهجمات، قائلاً: "رفع المجتمع الدولي صوته عالياً من أجل الشعب الفلسطيني لكنّه التزم الصمت حيال ما يتعرّض له الكرد، هذه عدالة زائفة، تستنكر الدولة التركية ما يجري في فلسطين ولكنّها تشنّ هجمات إبادة على الكرد، وهذا نفاق كبير وكذبة كبيرة".

"هناك حاجة للحوار"

"تحتاج تركيا وشمال كردستان إلى السلام والحوار"، بهذه الكلمات أشار غريب حسو إلى العجز التركي، وقال: "إن لم تُتّخذ هذه الخطوات ستتكبد تركيا خسائر فادحة على المستوى الإقليمي والعالمي، إنّ تركيا تفقد ثقلها، والمسؤولون الأتراك يعلمون هذا جيداً، إنّ تركيا مجبرة في هذه المرحلة على اتّخاذ خطوات نحو الحوار، إنّها مجبرة على بدء الحوار مع الكرد وجميع المكونات في تركيا، لكن لا ثقة في الحوار الداخلي الذي تجريه تركيا وحدها، لأنّها لم تجرِ أي حوار داخلي أو تبدأ سلام رسمي سابقاً، هناك احتلال وقتل ووحشية، إنّها تحتلّ سوريا، العراق، قره باغ وليبيا، لقد أذلّت تركيا نفسها على الصعيد الاقتصادي والسياسي والعسكري والاجتماعي بهذا الاحتلال، ولن تتمكّن من تحقيق أي نتيجة بهذه الطريقة".

"ضيّعت تركيا فرصة تاريخية"

وعلّق الرئيس المشترك لحزب الاتحاد الديمقراطي، غريب حسو على تصريحات سلطة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية بخصوص القائد عبد الله أوجلان والقضية الكردية، قائلاً: "أدلت السلطات بهذه التصريحات، لكن من غير الواضح بعد مدى جديتهم في هذه التصريحات، وهل هناك أساس لذلك في تركيا أم لا؟ لقد أوصدت الدولة التركية هذا الباب منذ 26 عاماً باعتقالها للقائد عبد الله أوجلان، إنّ القائد عبد الله أوجلان فرصة تاريخية، وتركيا تضيّع هذه الفرصة، ولولا مقاومة إمرالي، والشعوب وكريلا حركة التحرّر الكردستانية والنساء لما صرّح حزبا العدالة والتنمية والحركة القومية بهذه التصريحات".

"القائد عبد الله أوجلان هو المحاور"

"هذه المرحلة تتطلّب الجدية"، بهذه الكلمات سلّط غريب حسو الضوء على أهميّة هذه المرحلة، وتابع حديثه قائلاً: "إذا كانت السلطة الحاكمة في تركيا تريد فتح صفحة جديدة، فلتتفضّل؛ فإنّ مُحاور الحل والسلام والحوار هو القائد عبد الله أوجلان".

"الحرية الجسدية ضرورة"

تمكّن نجل شقيق القائد عبد الله أوجلان، عمر أوجلان من اللقاء به في الـ 23 من تشرين الأول الجاري بعد 44 شهراً من الانقطاع، وقد شارك معلومات حول وضعه والرسالة التي وجّهها في الـ 24 من تشرين الأول الجاري، وعلّق غريب حسو على هذا الموضوع قائلاً: "أدخلت رسالة القائد عبد الله أوجلان فرحة كبيرة في قلب كلّ إنسان يناضل في سبيل حريته الجسديّة، يقول القائد بوضوح: "بابي مفتوح للحوار والسلام واتّخاذ خطوة جديدة، فإن كنتم تريدون اتّخاذ خطوة نحو تركيا ديمقراطية وسلمية، ضعوا حدّاً للسياسات القديمة، تحتاج تركيا إلى مرحلة جديدة، ولهذا لا فائدة من استمرار العزلة، إنّ الحرية الجسديّة ضرورة، فلا مفاوضات في ظلّ العزلة".

"التطورات في تركيا ستنعكس على سوريا"

ولفت غريب حسو إلى حاجة سوريا إلى المصالحة بقدر حاجة تركيا، وذكر أنّ أي تطور في تركيا سينعكس على سوريا، وقال: "مثلما هناك حاجة إلى الحوار في تركيا هناك حاجة إليها في سوريا أيضاً، إنّ حكومة دمشق تتجاهل الأمر وتبتعد عن الحوار. أي تطوّر تشهده تركيا وشمال كردستان سيكون له تأثير إيجابي على سوريا، وإن كانت سلبية هناك بطبيعة الحال ستكون سلبية في سوريا أيضاً، إنّ كلا الطرفين يعيشان حالة من العجز والضعف، فإذا انحلّت المشكلة في تركيا ستُحلّ في سوريا أيضاً، على سبيل المثال، ستُبطل الاتفاقيات بين تركيا وسوريا، ويجب إنهاء الاحتلال، وحل الأزمة السورية وعودة الجميع إلى ديارهم، لكن طالما أنّ هناك أزمة في تركيا واحتلال في الخارج، سيتسبّب ذلك بعرقلة تطوير الحوار الداخلي والحل".