"العراقيات تجاوزن الكوتة بالبرلمان والكرديات قدمن الكثير من التضحيات"

كشفت الدكتورة ندى الجبوري رئيسة منظمة المرأة والمستقبل العراقية، والعضوة السابقة في مجلس النواب العراقي عن دور المرأة العراقية والمعوقات وأبرز المشكلات التي تواجهها، خاصة بعد تحرير المحافظات من عصابات داعش.

لا يمكن إغفال دور المرأة العراقية في مشهد بلاد الرافدين سواء على الصعيدين الاجتماعي أو السياسي حيث كانت هتافاتها تملأ الساحات في ثورة تشرين، ومقاومتها لظلم عصابات "داعش" وصل إلى جائزة نوبل، ولذلك، أجرت وكالة فرات للأنباء، حواراً مع الدكتورة ندى الجبوري رئيسة منظمة المرأة والمستقبل العراقية، والعضوة السابقة في مجلس النواب العراقي لدورتين، لتكشف أبرز ما تواجهه المرأة العراقية من صعوبات بعد القضاء على عصابات داعش، والفرص المتاحة لها.

Open photo

وكان نص الحوار كالآتي:

ما هي أبرز المشكلات التي تواجه المرأة العراقية؟

تعيش المرأة العراقية في الوقت الراهن، حالة انتقالية من الخروج من عنف داعش وتحرير المناطق إلى التمكين السياسي، ويمثل التمكين الاقتصادي التحدي الأكبر أمامها على كافة المستويات سواء كانت خريجة أو لم تستكمل تعليمها أو تدير مشروعها الخاص، والتمكين الاقتصادي هو من سيقودها لمسارات أخرى في تطورها.

هل أخذت المرأة العراقية حقها في السياسة أم أن التقسيم الطائفي قلل من نسبة تواجدها؟

على صعيد المشاركة النسائية في السياسة العراقية، أثبتت المرأة العراقية في الانتخابات الأخيرة التي عقدت عام 2021 أنها تفوقت كثيراً وساهمت بعدد من النائبات أكبر من حصتها في الكوتة النسبية، وتجاوزت الكوتة الدستورية، وفي نفس الوقت هي تشارك كناخبة ومنتخبة وتوجد انتخابات محافظات قريبة جداً وتشارك بقوة فيها، ولكن الفجوة الوحيدة هي في السلطة التنفيذية فهي تحتاج لأن تكون في بعض المناصب، ولا اقول كوزيرة ولكن كرئيسة هيئة ووكيلة وزير ورئيسة جامعة وأن يزداد عددهم في هذه المناصب.

كيف يتعامل المجتمع العراقي مع المرأة حالياً؟

المرأة العراقية هي معززة ومكرمة وهناك حالات من العنف، وقد تجابه بعض المشكلات بالشكل النمطي لبعض المجتمعات في الكثير من المناطق العراقية، ولكن من عادة عشائر العراق احترام المرأة وتقدمها، وخاصة أنه لدى كل عشيرة عراقية امرأة كبيرة في السن هي من تعطي الرأي ويؤخذ برأيها.

هل تواجه المرأة العراقية صعوبات مع القيود العشائرية؟

بالتأكيد هناك تحديات تتمثل في الزواج المبكر خاصة بعد تحرير المناطق من عصابات داعش، وفي المناطق التي لا تزال تتخذ شكل الأسرة النمطية، وازدادت حالات الزواج المبكرة، ونحن نبذل جهداً في خلق حالة توعوية، ولكن على الجانب الآخر هناك سيدات يعملن في أكثر من مكان وأكثر من قطاع ليحققن نجاحاً في حياتهم الأسرية، وهي تتقدم وتستمر في التقدم، بل واعتقد انها تنافس الرجل في بعض القطاعات.

كيف ترين تأثيرات "داعش" في العراق وكيف أثرت على حياة المرأة العراقية؟

داعش هي مجاميع مجرمة وخارجة عن الدين احتلت 5 محافظات عراقية، وتعاملت بعنف مع الأسر العراقية، فقدت المرأة زوجها أو ابنها وتتعرض هي للانتهاكات من التنظيم مثل الاغتصاب والزواج القسري، تعرضت المرأة العراقية لشتى انواع التعذيب ولكنها صمدت وعبرت، وذهبت للمخيمات ثم عادت لمناطقها وبدأت حياتها من جديد، ورغم أنها تعاني من الناحية الاقتصادية إلا أنها عبرت إلى بر الأمان.

كيف ترين التجربة الكردية وخاصة المرأة الكردية في محاربة داعش؟

بالنسبة للتجربة الكردية، قامت المرأة الكردية بمحاربة داعش مثلها مثل المرأة العراقية التي حاربت داعش في مدينتها وقريتها، وتعرضت المناطق الكردية لعنف كبير من عصابات داعش وقدمت الكرديات الكثير من التضحيات واشتركن في القتال ضد داعش.

هل ترين أن ثورة تشرين أعادت انتاج صورة المرأة العراقية؟

بالنسبة لثورة تشرين كان دور الشابات واضحاً وكبيراً وناصفت الشابة العراقية الشاب العراقي في أحداث الثورة وكان لها دور في الظهور الإعلامي وفي الخدمات الطبية، ونتمنى أن يكون هناك قيادات شابة فروت من حضن تلك الثورة، وهناك شابات يشاركن في مجالس المحافظات ممن كان لهم دور في ثورة تشرين.

كيف ترين الجهود الحكومية في مجال المرأة؟

يعمل المجتمع المدني مع لجان البرلمان العراقي والحكومة العراقية ببعض اللجان المختصة على قانون مناهضة العنف الأسري وتعديل قانون منظمات المجتمع المدني.