بعد التصريحات الأخيرة.. هل يصل التصعيد بين الصومال وإثيوبيا إلى دق طبول الحرب

اشتعل القرن الأفريقي بالتصريحات النارية بين مسؤولي أديس أبابا ومقديشو، الذين توعدوا بعضهم بنشوب حرب بسبب الاتفاق الإثيوبي مع صوماليلاند لاستئجار قاعدة عسكرية على البحر.

يستمر التصعيد في القرن الأفريقي بعد إصرار كل من هرجيسا وأديس أبابا استكمال اتفاق القاعدة البحرية بين البلدين مما أجج التصعيد السياسي بين إثيوبيا والصومال، حيث ترى الأخيرة أن الاتفاق هو انتهاك لسيادتها، وقام الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بجولة مكوكية من مصر إلى إرتريا، مما يثير التساؤلات حول ما قد تسفر عنه تلك التحركات.

No description available.

وكشف جمادا سوتي، رئيس شبكة مستقبل أوروميا للأخبار، أن الخلاف السياسي بين حكومة أديس أبابا وبين مقديشو تصاعد خاصة بعد أن استقبلت العاصمة الصومالية مقديشو زعماء مسلحي جبهة فانوا التي تقاتل حكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد في خطوة غير متوقعة نهائياً من الحكومة الصومالية التي تخوض قتالاً دبلوماسياً شرساً استطاعت من خلاله اكتساب مؤيدين لموقفها الرافض للاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة الاثيوبية مع حكومة أرض الصومال.

وأكد "سوتي" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، أنه توجد أطراف في الداخل الصومالي تريد إفشال نجاح الدبلوماسي الذي حققه الرئيس حسن شيخ باستقبالهم مسلحي فانوا واسكانهم في إحدى الفنادق الفخمة في العاصمة الصومالية مقديشو، وهو الأمر الذي يعجل بالاعتراف بدولة أرض الصومال المستقلة من قبل إثيوبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة معاً رداً على هذا التهور الذي ارتكبه عديم الخبرة السياسية رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري.

وأضاف رئيس شبكة مستقبل أوروميا للأخبار، أنه على عكس الخلاف السياسي، فإن التراشق الإعلامي بدأ يقل بين البلدين خاصة بعد أن أوقف الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود رئيس الوزراء الصومالي حمزة عبدي بري من إعطاء  تصريحات سياسية خصوصاً بعد أن تسبب في أزمة دبلوماسية مع الدول المجاورة للصومال، كما اعتذر السفير الإثيوبي لدى الصومال مختار محمد واري في مقابلة أجراها مؤخراً مع وسائل الإعلام الإثيوبية، وقال في تغريدة عبر منصة أكس: "أعتذر عن المقابلة الأخيرة التي أجريتها مع وسائل الإعلام في بلدي لم تكن مرضية، وأطلب الصفح من حكومة وشعب الصومال، لأن الصومال وإثيوبيا تربطهما علاقات عميقة، وأنا ملتزم كسفير بتعزيز قوة تلك العلاقات".
 
وأوضح "سوتي"، أن هناك جهوداً أوروبية للوساطة بين أبي أحمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، حيث دعت السلطات الايطالية كلا من رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لزيارة روما العاصمة الايطالية للتوسط بينهما في الخلاف الذي نشب بينهما خصوصاً بعد توقيع إثيوبيا مع أرض الصومال اتفاقية تحصل إثيوبيا بموجبه على 20 كيلو متر بالإيجار من الأراضي على الساحل الصومالي، ووافق الرجلان بالذهاب لهناك خصوصاً بعد فشل الرئيس الصومالي في زيارته الأخيرة لكل من إرتريا ومصر بالحصول على جيش جرار يحارب بهما إثيوبيا لاعتدائها على السيادة الصومالية، حسب وصفه.

وبين رئيس شبكة مستقبل أورميا للأخبار، أن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد عن عدم استعداد بلاده للدخول في الحرب مع الشعب الصومالي الشقيق بعد تصريحات مماثلة صدرت من الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الذي طالب الأثيوبيين بالتفاوض مع حكومته عارضا عليهم خمسة ميناء للاستعمال الشبه المجاني متراجعا عن تهديداته السابقة التي كان يتوعد فيها إثيوبيا بالويل والثبور إن هم لم يتراجعوا عن التفاهم الذي أبرمه مع حكومة أرض الصومال الانفصالية.

No description available.
 
بينما كشف خالد محمد، الصحفي الصوماليلاندي المتخصص في شؤون القرن الأفريقي، أن التصعيد الأخير تصطنعه الصومال ليس لرفضها مبدأ حصول إثيوبيا على منفذ بحري، بل لأن رئيس الصومال قال أكثر من مرة أنه إذا تواصل مع الإثيوبيين فسيعطيهم أربعة أو خمسة موانئ، مشيراً إلى أن التصعيد الأخير هو بند اعتراف إثيوبيا بصوماليلاند وهو الأمر الذي تحاربه الصومال، ولذلك كل المشكلة هي الاعتراف بصوماليلاند ليس إلا.
 
واستبعد "محمد" في تصريح خاص لوكالة فرات للأنباء، التصعيد العسكري بين البلدين لأن الصومال أساساً ليس دولة ذات سيادة، مبيناً أن هناك 30 ألف جندي من قوات حفظ السلام الأفريقية يتواجدون في الصومال ويحرسون القصر الرئاسي والمقرات الحكومية، وهناك 25 ألف جندي إثيوبي يتوزعون في شتى مناطق الصومال، ولا تملك الصومال جيشاً يمكنه مجابهة إثيوبيا وصوماليلاند معاً.