المساعدات ومحور فيلادلفيا.. مزاعم إسرائيلية متواصلة تزعج مصر

تشعر مصر بقدر كبير من الانزعاج منذ بداية أحداث غزة تجاه الجانب الإسرائيلي، لا سيما بعد مزاعم الأخير في مرافعته أمام محكمة العدل الدولية بشأن دخول المساعدات إلى غزة، وكذلك مسألة السيطرة على محور فيلادلفيا.

وكان فريق الدفاع الإسرائيلي في محكمة العدل الدولية زعم أن مصر هي المسؤولة عن منع دخول المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة عبر معبر رفح الحدودي، وذلك خلال مرافعته بشأن الدعوى المقامة من دولة جنوب أفريقيا أمام المحكمة والتي تتهمها فيها بارتكاب جريمة إبادة جماعية.

وهذه المزاعم التي اضطرت مصر للرد عليها رسمياً، ليست الأولى التي تزعج القاهرة، فقد رفضت الأخيرة مراراً التصريحات التي تأتي من الجانب الإسرائيلي بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، وحديث بعضهم عن دفعهم نحو سيناء، على نحو اعتبرته مصر بوضوح خطاً أحمر، لما يشكله ذلك من تصفية للقضية الفلسطينية وتهديداً للأمن القومي المصري.
المزاعم بشأن المساعدات

وقد رد ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية على ما ذكره فريق الدفاع الإسرائيلي، مؤكداً أن ما ذكره مجرد مزاعم، كما أضاف أن "أكاذيب كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزيرا الدفاع والطاقة، أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة وخاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع".


تعليقاً على ذلك، يقول الدكتور طارق فهمي الخبير في شؤون الشرق الأوسط، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، إن إدخال المساعدات الإنسانية من مصر إلى قطاع غزة أمر لا يقبل أية مزايدات، مؤكداً أنه منذ اللحظات الأولى للعدوان كانت القاهرة حريصة على إيصال المساعدات لأهالي غزة، وعلى العكس كان الجانب الإسرائيلي هو الذي يعيق دخولها.

وأوضح "فهمي" أن الاحتلال أعاق دخول المساعدات نتيجية على سبيل المثال المبالغة في إجراءات التتفتيش، وفي بداية الأحداث قصفه الجانب الفلسطيني من معبر رفح، معتبراً أن ما يعلنه الاحتلال بشأن أي تعنت مصري في إدخال المساعدات مجرد أكاذيب محضة، والكل يعرف ما يقوم به الجانب المصري لدعم الشعب الفلسطيني.

واقعة محور فيلادلفيا

أما الواقعة الثانية التي أثيرت بشأن العلاقات المصرية – الإسرائيلية كانت تصريحات رئيس وزراء إسرائيل بنيمين نتنياهو حين قال إن بلاده لم تتخذ قراراً بخصوص سيطرة عسكرية محتملة على محور فيلادلفيا الواقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة في ظل مزاعم بمرور أسلحة من هذه المناطق.

في المقابل، رد المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية السفير أحمد أبوزيد على تصريحات نتيناهو بالتأكيد على أن مصر تضبط حدودها وتسيطر عليها بشكل كامل، موضحاً أن مثل هذه المسائل تخضع لاتفاقيات قانونية وأمنية بين الدول المعنية، وبالتالي أي حديث في هذا الشأن بشكل عام يخضع للتدقيق ويتم الرد عليه بمواقف معلنة.


تعليقاً على ذلك، يقول الدكتور أيمن الرقب القيادي بحركة "فتح" الفلسطينية إن محور فيلادلفيا هو الشريط الحدودي الذي يفصل مصر عن قطاع غزة، ويصل طوله إلى 14 كلم ومن ضمنه معبر رفح، ويسمى بهذا الاسم في الجانب الفلسطيني، وقد ظل تحت إشراف الإسرائيليين حتى عام 2005، وعندما انسحب الاحتلال من القطاع تسلمت السلطة الفلسطينية الإشراف عليه.

وأضاف، في تصريحات لوكالة فرات للأنباء (ANF)، أنه بعد سيطرة "حماس" على قطاع غزة في عام 2007، كان هناك تنسيق مصري – إسرائيلي سمح بموجبه لمصر أن تنقل مزيداً من جنودها إلى مناطق الحدود لتأمينها، وهذا الأمر خارج اتفاق أوسلو، وما يحدث الآن في ظل تطورات العدوان الحالي على القطاع أن الاحتلال الإسرائيلي يريد احتلاله.

وأكد القيادي الفلسطيني أن الاحتلال لا دخل له بمصر حتى لو زادت أو قللت مصر أي تواجد في تلك المناطق ولا علاقة لهذا الأمر باتفاقية كامب ديفيد، وبالتالي يستطيع الاحتلال أن يحتل هذا الشريط الحدودي ويسيطر عليه مرة أخرى من الجانب الفلسطيني بشكل طبيعي كما كان الحال قبل عام 2005، وبالتالي مصر ليس لها علاقة بالأمر.