انتهى الملتقى التشاوري الأول الذي انعقد منذ صباح اليوم (الثلاثاء) بتنظيم من مؤتمر ستار بمدينة الحسكة في مقاطعة الجزيرة، تحت شعار "معاً لنبني سوريا ديمقراطية" وسط حضور نحو 500 امرأة يمثلن نساء جميع مكونات الإقليم وبمشاركة لافتة لنساء سوريات من الساحل والسويداء ودمشق وحلب عبر تقنية الفيديوكونفرانس.
وخرج الملتقى ببيان ختامي قرئ باللغة الكردية من قبل الناطقة باسم لجنة العلاقات والاتفاقات السياسية الديمقراطية لمؤتمر ستار ريحان تمو، وباللغة العربية من قبل الناطقة باسم تجمع نساء زنوبيا خود العيسى، وشدد البيان على قرارات عديدة، جاء في نصه:
" إن المرحلة التي بدأت بأنشطة النساء والشعب من أجل الحرية في الشرق الأوسط عام 2011، مع تطورات الأشهر القليلة الماضية، تدخل منعطفاً جديداً. فخلال 13 عاماً من الحرب التي دارت على الأراضي السورية، عانت المرأة من أسوأ العواقب. ارتُكبت جرائم حرب كبيرة خلال هذه الفترة، من اغتصاب النساء إلى بيعهن في الأسواق، ومن ذبح الشعب إلى تدمير التراث التاريخي والثقافي.
بفضل نضال ومقاومة وتضحية آرين ميركان، أفستا خابور، ريفان كوباني، جيان تولهيلدان، سوسن بيرهات، سعدة، هند، قمر، شميرام خابور، وداد يونان، أليريا يعقوب والنساء اللواتي ما زلن يحاربن في خنادق القتال، تم هزيمة داعش والقوى المحتلة. ومن خلال هذه التضحيات الجسام، تم إنشاء نظام جديد يستند إلى مفهوم الأمة الديمقراطية على أراضي شمال وشرق سوريا.
في هذا النظام، تم ضمان تنظيم المرأة في كل المجالات، من الدفاع عن النفس إلى السياسة، ومن الثقافة والفن إلى الاقتصاد، ومن نظام العدالة إلى البيئة. هذا الهيكل التنظيمي الذي أنشأته النساء بات مصدر إلهام وقوة لنساء الشرق الأوسط والعالم، مما جعل هذه التجربة تُعرف بثورة المرأة. وقد عززت المرأة إنجازاتها من خلال العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا.
واليوم، بدأنا كنساء العمل على إعداد العقد الاجتماعي للمرأة كخطوة لضمان نظام المرأة وحقوقها وحريتها، ساعين إلى إضافة إنجاز جديد إلى هذه المكاسب.
لقد أُسقط النظام البعثي الذي مارس القمع بحق الشعب والمرأة والمعتقدات والثقافات المختلفة لسنوات طويلة. وكان العامل الرئيس لسقوط هذا النظام هو تجاهله وقمعه لمطالب الحرية والديمقراطية، وبناؤه لنظام مركزي ودكتاتوري مناهض للديمقراطية.
عاشت العديد من الشعوب والمعتقدات معاً على مر التاريخ في هذه الأرض ذات الإرث الحضاري العريق. لكن ممارسات هذا النظام الاستبدادي والحرب المستمرة منذ 13 عاماً أدت إلى معاناة الشعب وتدمير ثقافة العيش المشترك. ولا يمكن إحياء هذه الثقافة إلا من خلال نظام يعترف بجميع الاختلافات ويستند إلى المساواة والديمقراطية. حينها فقط يمكن لسوريا أن تصبح وطناً حقيقياً لجميع السوريين.
رغم الهجمات والتهديدات التي تعرضت لها، نجحت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا، خلال السنوات الـ13 الماضية، في تطبيق نموذج الأمة الديمقراطية. بعد الإطاحة بنظام البعث، من الضروري اتخاذ إجراءات فعالة لضمان انتشار هذا النموذج الناجح في جميع أنحاء سوريا.
ويجب ألا نكرر خطأ الماضي مرة أخرى. هناك محاولات حالية لإعادة بناء دولة مركزية موحدة تتجاهل حقوق المرأة والشعوب، وتهدد المعتقدات والثقافات المختلفة. مثل هذا السيناريو سيفتح الباب لحروب وأزمات جديدة.
إن التضحيات التي قدمناها، والمعاناة التي عانيناها، ومستقبل الملايين من الأشخاص المهجّرين، والتهديد الذي تتعرض له النساء والشعوب في هذه المنطقة، يحتم علينا كنساء أن نشارك بفعالية أكبر في هذه المرحلة.
إن ربيع الشعوب في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق إلا بحرية المرأة. نحن، نساء شمال وشرق سوريا، حيث حولنا فلسفة "المرأة، الحياة، الحرية" إلى نظام، نوجه نداءنا إلى جميع النساء في سوريا: لنتحد كنساء، ولنطور النضال المشترك من أجل سوريا حرة وديمقراطية. لنقف ضد السياسات القمعية والحربية للسلطة الذكورية، ولنُشيّد بسواعدنا سوريا جديدة بقيادة النساء.
القرارات:
1. دعم وتجسيد الإعلان الذي أصدره مجلس المرأة السورية، والقيام بدور فعال في تنفيذه.
2. تنفيذ أنشطة فعالة لضمان اتخاذ حقوق وحريات المرأة التي نص عليها العقد الاجتماعي للإدارة الذاتية الديمقراطية كأساس في دستور سوريا الجديد.
3. إنجاز وإعلان العقد الاجتماعي للمرأة في شمال وشرق سوريا خلال أقصر مدة ممكنة.
4. ضمان مشاركة النساء بنسبة 50% في المؤتمر الوطني المرتقب لتأسيس نظام جديد في سوريا، مع تمثيل شامل للنساء من مختلف الشعوب والمعتقدات والثقافات.
5. مشاركة المرأة في الحكومة المؤقتة لتمثيل إرادتها.
6. إشراك النساء في لجنة كتابة الدستور.
7. منع فرض أي قيود على حقوق المرأة.
8. ضمان عدم التدخل في حقوق المرأة في العمل والتعليم والسفر وأسلوب الحياة واللباس، بما يتيح لها العيش وفق إرادتها.
9. اعتبار الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا نموذجاً لضمانة حقوق المرأة وحريتها في بناء مجتمع ديمقراطي متساوٍ".