في هذا السياق، أجرت وكالة فرات للأنباء (ANF)، مقابلة مع سيد الطوخي رئيس حزب الكرامة المصري والذي بميزان من ذهب الكلمات وصف أوجلان بأنه شخصية عالمية، منتقداً حالة العزلة التي يفرضها عليه النظام التركي، والممارسات التي لا تحدث حتى في الأنظمة غير الديمقراطية.
هاكم نص المقابلة:
*كيف تتابع ما تقوم به السلطات التركية مع عبد الله أوجلان وعزله وتجريده بهذا الشكل لما يقارب 3 سنوات متصلة؟
- للأسف هذه النوعية من الأفعال تأتي لتداري على حقائق كثيرة جداً، فأي نظام يمارس هذا القمع وهذا التعتيم على شخص ينادي بأي من حقوقه أو حقوق شعبه أو أي حق من الحياة حتى فإن تتم مواجهته بالاختفاء القسري والتعذيب، فإن هذا يعني بكل تأكيد أن هناك ما لدى الطرف الآخر شيء ضخم وشيء مريب يريد أن يداريه وهذا بشكل عام. أما فيما يخص المناضل عبدالله أوجلان فهو شخصية عالمية، وأعتقد أنه بالنسبة للعالم الحر فإن ظهور أخباره والاتصال به أبسط حق من حقوق الإنسان التي تمارس حتى في النظم غير الديمقراطية، أي أنه حتى لو كان محبوساً فحقه أن يتصل بمحاميه ويتم الاطمئنان عليه، وغير ذلك يحمل شبهة جريمة كذلك.
*هل يظن النظام التركي ان باستطاعته القضاء على أفكار أوجلان عبر الاعتقال والعزلة؟ وهل هناك سجن يمكنه منع الافكار من الوصول الى العالم؟
- الإجابة بالطبع لا، فلا يوجد سجن مهما كان يستطيع القضاء على أفكار، ولقد رأينا كل التجارب العظيمة في التاريخ من نيلسون مانديلا إلى عمر لكل حلقات التحرر في العالم، أفكارها لم تمت أبداً في سجن أو حتى لو تم قتل أبطالها، بل على العكس تماماً، كانت هذه الأمور بمثابة حوادث من خلالها تبدأ شرارة أخرى لعملية نضال وطريقة مختلفة في النضال. بالعكس التعامل مع الأفكار ومع أصحابها بهذه الطريقة يلهب مشاعر أنصار صاحبها إذا كانوا على حق أكثر وأكثر.
*إذن أنت ترى أن سجن وعزلة أوجلان بهذه الطريقة بمثابة شرارة للنضال؟
- بالطبع لأن أوجلان كما قلت لك شخصية عالمية وليس مجرد شخصية عادية، وحتى لو كان شخصية عادية فإنه يحتاج إلى أبسط حقوق الإنسان في الحياة فهو مسجون يجب أن يكون له حقوق قانونية ودستورية ودولية وإنسانية، وكل الشرائع في الدنيا تقول إنه يجب أن يكون هناك إخبار بحالة هذا الرجل، سواء إذا كان محكوماً بحكم ما، أو حكمه قد انتهى أم لا، وإذا كان حكمه قد انتهى فإنه يجب أن يكون هناك تفسير، وكل غير ذلك يعني أننا أمام قانون اسمه قانون الغابة.
*ما هي الأفكار التي تستوقفك عند عبد الله أوجلان؟
- أنا بالطبع أود التوضيح أولاً أني ضد أي حركات انفصالية في الدول بصفة عامة، لكن في الوقت ذاته أنا مع حق أي جماعة خاصة أن تمارس شعائرها وعاداتها وحقها في الوجود وتدافع عن عاداتها وتقاليدها وهويتها في إطار الدولة الأم فيما لا يتعارض مع القانون والدستور الذي يحكم هذه الدولة، وأنا كذلك مع أي جماعة تمارس هذا بحق وحرية في إطار الجماعة الأم وفي إطار تبادل الآراء. وهنا يعجبني إصرار وطموحه أوجلان في دفاعه عن قضية عادلة، وقد رأينا أيضاً أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر تعامل مع هذه القضية الحساسة وبشكل مختلف تماماً مع القضية الكردية عموماً، ويجب أن يكون هذا هو التعامل فكثير من دول العالم تحاول أن تستغلها لضرب الفتنة بين الدول وإشعال الصراعات على الحدود. وبالتالي نحن الدول يجب أن نكون واعين لهذه الأمور، وأعتقد أن أوجلان كان واع لهذه الفكرة، وقد كان يتحدث دائماً من منطلق وطني له علاقة بحقوقه وحقوق الشعب الكردي الذي يمثله.
*لكن البعض يحاول طمس حقوق الكرد وغيرهم من الشعوب تحت شعارات القومية العربية، ما تعقيبك؟
- هذا للأسف صحيح، وللأسف قوى الاستعمار هي التي تلعب هذه اللعبة الحقيرة، لإشعال مزيد من الصراع، وأن تستغل هذه الورقة لمحاولة إحداث فتن أهلية وفتن بين الدول والشعوب المتآلفة والمتوحدة، وقد استغل الكيان الصهيوني هذه المسألة بشكل كبير. وهذا الأمر في اعتقادي يعني افتقاد للحوار ولفكرة الوعي والهوية واحترام حق كل جماعة في خصوصيتها في إطار الدولة الأم.