مؤتمر نسائي في قامشلو يناقش مستقبل المرأة ودورها في سوريا الجديدة
ناقشت نساء من مختلف المكونات في إقليم شمال وشرق سوريا مستقبل المرأة ودورها في سوريا الجديدة .
ناقشت نساء من مختلف المكونات في إقليم شمال وشرق سوريا مستقبل المرأة ودورها في سوريا الجديدة .
ضمن مشروع العملية السياسية في سوريا والمستجدات، وبدعم من رابطة النساء الدولية من أجل السلام والحرية، عقدت شبكة قائدات السلام وجمعية شاوسكا مؤتمراً نسائياً بعنوان "مشاركة النساء ضرورة لبناء سوريا الجديدة".
ويعقد المؤتمر على مدار يومين، تشارك فيه ممثلات عن منظمات المجتمع المدني، إداريات رياديات في مؤسسات الإدارة الذاتية على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، ويستضيف المؤتمر عضوة اللجنة الدستورية الدكتورة سميرة مبيض، وعضوة المجلس الاستشاري النسوي سوسن زكزك عن طريق تطبيق الزوم.
وتضمنت أعمال المؤتمر في اليوم الأول ثلاثة محاور؛ المحور الأول ناقش "تطور العملية السياسية"، المحور الثاني "مشاركة المرأة في العملية السياسية السورية (المجلس الاستشاري النسوي ـ المرأة في اللجنة الدستورية)"، المحور الثالث "المرأة في مستقبل سوريا رؤى وتطلعات".
وفي المحور الأول سلّطت عضوة المجلس الاستشاري النسوي سوسن زكزك، الضوء على تطور العملية السياسية في سوريا، وقالت: "نحن في مرحلة انتقالية حاسمة يجب استغلال أي فرصة للحديث ولفتح النقاش، لا أحد قادر على ضمان حقوق النساء في هذه الفترة في بلدنا، لذلك يجب استغلال كل المساحات المتاحة وفتح مساحات جديدة من أجل العمل معاً لتكريس ضمان حقوق النساء في سوريا".
ونوهت سوسن "في بداية الحراك السوري كنا نراقب ما يجري في الدول المحيطة وكنا نرى أن هناك هجوماً كبيراً من الإسلام السياسي على حقوق النساء، سواء في تونس أو مصر أو ليبيا".
وبينت سوسن أن "المجلس ناقش جميع القضايا المطروحة على مسار العملية السياسية، من وجهة نظر ضمان حقوق النساء وذلك وفق قرار المجلس الأمن 2254".
ولفتت سوسن إلى شكل الانتخابات وكيف يمكن أن تجري انتخابات حقيقية تساهم فيها النساء بشكل حقيقي وإلى ماذا تحتاج هذه الانتخابات من حرية الرأي وحرية التعبير، وكيف يمكن أن تتضمن اللوائح الانتخابية حقوق النساء.
وأشارت سوسن إلى أن العمل الأبرز الذي قام به المجلس الاستشاري النسائي هو تقديم 3 سيناريوهات للانتقال السياسي في سوريا، هذه السيناريوهات تتضمن أن تكون لحركة النسائية والمجتمع المدني جزءاً أصيلاً من المفاوضات والمفاوضين حول عملية الانتقال السياسي.
في المحور الثاني من المؤتمر تطرقت الأكاديمية وعضوة اللجنة الدستورية السورية الدكتورة سميرة مبيض إلى "مشاركة المرأة في العملية السياسية السورية (المجلس الاستشاري النسوي ـ المرأة في اللجنة الدستورية)".
ودعت في بداية حديثها السوريين إلى "التصدي لعمليات التضليل السياسي، وما حدث مؤخراً من محاولات فرض سلطة فصائلية على أنها سلطة لعموم أنحاء سوريا، وهذا الأمر غير صحيح بالمطلق هناك فصائل لها زعماء محددون جرت فيما بينهم حالة من المبايعة أو الانتخابات أو ما إلى هنالك كل ذلك لا يعني سوريا للسوريين، ما يعني سوريا للسوريين هو فعلياً كيفية بناء الدولة وهذه الدولة التي ستضمن حقوق جميع المواطنات والمواطنين على درجة واحدة من المستوى وهذه النقطة الأساسية التي يجب أن نتمسك بها اليوم".
وتطرقت سميرة إلى ما تعرضت له النساء في شمال سوريا وقالت: "ما تعرضت له النساء في الشمال السوري مختلف تماماً عن بقية المناطق، لا يعني ذلك أن بقية المناطق لم تحدث فيها انتهاكات، هذه الانتهاكات جرت في عموم سوريا، هذه المنطقة هي منطقة ثقافات سورية مختلفة تستند بشكل رئيس على مركزية ومحورية دور المرأة في المجتمع والدولة والرؤى السياسية وهذه المركزية آتية من ثقافات محلية في عموم أنحاء سوريا وخاصة في الشمال السوري، لذلك نحن لا نريد أن يكون هناك كتم لصوت المرأة، المرأة السورية يجب أن يكون صوتها عالياً وهي القادرة على تطوير المسار في المجتمع وهي قادرة على بناء مستقبل سليم.
وأكدت "من هنا يأتي دورنا اليوم أن يكون هناك تفعيل للعمل الدستوري، وفي شمال وشرق سوريا تم فيه بكل مصداقية توصيف التعددية للمجتمع السوري من النواحي الثقافية والمذهبية والقومية وهذا هام جداً، لكن اليوم يجب أن يتم تشريع لهذه الهوية والشرعية".
أدارت الناشطة الحقوقية والسياسية وعضوة مجلس المرأة السورية في إقليم شمال وشرق سوريا عبير حصاف، والمديرة التنفيذية لشبكة رائدات السلام صفاء الطه، المحور الثالث من المؤتمر "المرأة في مستقبل سوريا رؤى وتطلعات".
ولمشاركة المرأة في مستقبل سوريا الجديد، طالبت الناشطة الحقوقية والسياسية عبير حصاف بتطبيق هذه الشروط.
1ـ وقف كافة الأعمال القتالية في شمال وشرق سوريا وتأمين عودة آمنة للمهجّرين قسراً من مناطقهم إلى مناطقهم الأصلية أسوة بالمناطق السورية الأخرى والمطالبة بتطبيق العدالة الانتقالية لتعويضهم.
2ـ ضرورة الذهاب إلى عقد مؤتمر وطني جامع يكون بمثابة اتفاق على عقد اجتماعي لكل السوريين وأن يكون قائماً على مبدأ تطبيق المساواة بين الجنسين من حيث مشاركة النساء والرجال مناصفة ومن مختلف المكونات والمعتقدات والأديان والمناطق وذلك لوضع أسس ومعايير العيش المشترك والهوية الوطنية والبناء على أساس القانون الدولي الإنساني والعهدين الدوليين لحقوق الإنسان.
3ـ المطالبة بأن تكون سوريا جمهورية ديمقراطية تعددية لا مركزية واتخاذ مشروع الإدارة الذاتية نموذجاً حياً يمكن البناء عليه كحل لكامل الجغرافية السورية بكافة مكوناتها.
4ـ ضرورة مشاركة المرأة السورية بفعالية في المرحلة الانتقالية وذلك مناصفة مع الرجال وضرورة مشاركتها في المفاوضات وكل مراحل العملية السياسية وتعزيز مشاركتها في صنع القرار.
5ـ دعوة جميع النساء السوريات من كل الجغرافية السورية ومن جميع المكونات إلى توحيد صفوفهن وموقفهن وتكثيف الجهود للحفاظ على مكتسباتهن وحمايتهن ووضع استراتيجية للعمل النسوي في سوريا مع تحديد ثلة من الأولويات لضمان حصولها على استحقاقاتها وتحقيق منجزات وإحراز تقدم نحو أفضل.
6ـ العمل سوية مع جميع النساء السوريات لرفع الوعي بالقضايا المتعلقة بالمرأة وتعريف النساء في باقي المناطق بمشروع الإدارة الذاتية وقيم ثورة المرأة.
7ـ المطالبة بوضع دستور جديد لسوريا يضمن المساواة الجدلية يكون للنساء مشاركة فعالة في كتابته يحتوي مواداً واضحة تضمن الاعتراف بحقوق جميع مكونات المجتمع السوري دون تمييز وتحقق العدالة والمساواة ومبدأ تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء على المستويات كافة مع الاعتراف بحقوق المرأة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وحقها في التعليم وحقها في اختيار نمط حياتها.
وسيواصل المؤتمر أعماله يوم غد، بمناقشة محورين، يتضمن الأول "واقع المرأة في شمال وشرق سوريا التحديات والمشاكل"، المحور الثاني "حلول ومقترحات للنهوض بواقع المرأة"، وسيتمخض عن المؤتمر بيان ختامي يكشف عن مخرجاته ونتائجه.