تحدثت عضوة الهيئة الدبلوماسية في جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان ( KJAR)، روزرين كمانجر، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن موجة الانتفاضات والاحتجاجات التي حصلت بعد مقتل الشابة الكردية جينا أميني على يد الشرطة الإيرانية، وأشارت إلى أن المرأة انتفضت ضد النظام الإيراني وستحقق حقوقها بنفسها.
الذهنية الذكورية القاتلة لا تحمي حقوق المرأة
وسلطت روزرين الضوء على الذهنية الإسلامية السلطوية الذكورية المعادية للمرأة وحقوقها، وقالت: "نحن نواجه حكومة تديرها الهيمنة الذكورية والقاتلة ضد المرأة، فأن هذه العقلية الذكورية المعادية للمرأة لا تحمي حقوقها أبداً، النساء في شرق كردستان وإيران يواجهن جميع أنواع العنف والقمع، حيث أن العديد من النساء يَقدُمن على الانتحار في هذا البلاد، والسجون مليئة بالنساء اللواتي يطالبن بحقوقهن، فأن المرأة لا يمكنها القول إن حياتها محمية وحقوقها مضمونة في إيران، سواء أكانت في المنزل أو في الشارع أو بين المجتمع".
النظام الإيراني يعتدي على المرأة بأساليب مختلفة ويقتلها
تحدثت روزرين عن نهج النظام الإيراني العدائي للمرأة قائلةً: " ألقت المواطنة شلير رسول نفسها من مبنى مكون من طابقين وفقدت حياتها حتى تنقذ نفسها من رجل مسؤول في النظام الإيراني اراد اغتصابها في مدينة مريوان الكردستانية، وبعد ذلك، قتلت جينا أميني، البالغة من العمر 22 عاماً، دون سبب واضح في طهران، حيث أن فرض الحجاب أو سياسة غطاء رأس المرأة أحد أسباب المقاومة والنضال، وإلى جانب ذلك هناك أسباب أخرى عديدة، إن النظام الإيراني بفرض نهجه على المجتمع، خاصةً على المرأة بطرق مختلفة، أتساءل أي من الأنظمة الذكورية هذه قد حمت حقوق المرأة؟ وكيف يمكن للمرء أن يتوقع حماية حقوق المرأة في خضم مثل هذا النظام، فعندما تُسجن امرأة في المنزل، أو تُقتل شابة بطرق وأساليب وحشية، أو عندما تتزوج في سنها القاصر، كيف يستطيع المرء أن يقول إن حقوق المرأة محمية".
يمكننا تحويل كافة الساحات إلى ساحات المقاومة إذا كانت هناك هجمات
ولفتت روزرين الانتباه إلى الانتفاضات والاحتجاجات التي قام بها شعب شرق كردستان وإيران بعد جريمة مقتل جينا أميني، وأضافت قائلةً: "إذا حدثت الانتفاضات فإنها تعتمد على هذه الأسباب، إذا كان المجتمع حر فلماذا سينتفض؟ فالأحداث التي رأيناها في الأيام العشر الأخيرة والتي بدأت من مدينة مريوان، انتفض الكثير من الشعب والمرأة ثم انتشرت هذه الانتفاضة في المدن التي حولها ووصلت حتى طهران، تتعرض المرأة للهجوم ليس فقط في كردستان ولكن أيضاً في جميع أنحاء إيران، عندما ننظر إلى تاريخ النظام الإيراني وخاصةً في السنوات الـ 40 -45 الماضية، كانت هناك احتجاجات وانتفاضات التي قامت بها المرأة والمجتمع منذ فترة طويلة، البعض يقودها لفترة قصيرة والبعض الآخر يقودها لفترات طويلة، لذلك نرى أن هذه الانتفاضات تقام بمعرفة ووعي، وفي هذا الإطار تمتلك المرأة إمكانات قوية في شرق كردستان وإيران، ونحن بدورنا كجمعية المرأة الحرة في شرق كردستان، صرحنا وأكدنا إذا كان النظام الإيراني سيحول الشوارع إلى ساحات للقمع والعنف، فأننا كنساء يمكننا تحويل جميع هذه الشوارع والساحات أيضاً إلى ساحات المقاومة والانتفاضة، وفي هذا السياق، إذا كانت المرأة لا تفهم الوضع التي في خضمها، فلا يمكنها النضال، لقد أظهرت المرأة أنها الضحية الوحيدة في شرق كردستان وإيران، ما أظهرته المرأة في شرق كردستان وإيران هو أنه يجب عليها تقديم تضحيات غالية لأجل نيل حريتها، حتى لو كانت التضحية بالروح، لماذا هن تضحين بأرواحهن؟ لأجل بناء مستقبل حر، كل هذا نتيجة حقيقة أن المرأة قد أدركت الوضع الراهن، والنظام ليس حلاً لآمالهن ورغباتهن، لذلك علينا أن نبني مستقبلنا بأنفسنا، ويعود هذا الغضب والاستياء لـ 45 عاماً، لهذا السبب ستستمر هذه الانتفاضات والأنشطة لفترة طويلة".
المرأة حياة حرة
وتحدثت روزرين عن شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وقالت: "هناك ثلاث كلمات، ثلاثة معاني ذات أهمية وعظيمة، يجب معرفة من أين أتت هذه الكلمات الثلاث، في الحقيقةً، إن المرأة هي الحياة في المجتمع، تتمتع كردستان بتاريخ غني حيث قادت المرأة المجتمع لآلاف السنين، أصبحت المرأة أمل الحياة للمجتمع، لقد حمت الحياة وخلقت العديد من الأسس الأخلاقية، إذا رفعت المرأة بعد آلاف السنين، نفس الشعار مرة أخرى، أنهن وصلن إلى النقطة التي أصبحت فيها المرأة مصدر الحياة، الآن يتم ترديد هذا الشعار في كل مكان، هناك فلسفة عظيمة وراء هذه الكلمات الثلاث، تم رفع هذه الشعارات ليس فقط في كردستان، ولكن في جميع الجامعات الإيرانية، باللغة الكردية والفارسية، بغض النظر عن القوميات، لدينا مشكلة واحدة مشتركة وهي حرية المرأة، تم الوصول إلى حقيقة أنه إذا لم تتحرر المرأة، فلن يكون المجتمع حراً، لقد توصل المجتمع بأسره إلى استنتاج مؤكد أنه إذا لم تكن المرأة حرة في المجتمع، فلن يكون المجتمع حراً أبداً، فأنهم وصلوا إلى تلك القناعة بأنه بإمكانهم إبداء المقاومة بالروح، الفكر، والمعرفة، ولن تكون المرأة ضحية بعد الآن".
عليهم دعم بعضهم البعض لأجل تحقيق النصر
وأشارت عضوة الهيئة الدبلوماسية في جمعية المرأة الحرة في شرق كردستان، روزرين كمانجر، إلى أن الشعب مستاء للغاية ويكنُّ غضباً شديداً من هذا النظام القمعي، وقالت في ختام حديثها: " لا يمكن التزام الصمت، الشيء الأكثر الأهمية في الوقت الراهن، هو دعم بعضنا البعض، كما أنه يجب على المرأة أن تصبحن قائدات للمجتمع وتدعمن بعضهن البعض، لأجل إنهاء ذهنية الهيمنة الذكورية، علينا دعم بعضنا البعض، لأن غداً سيأتي دور امرأة أخرى ويقوم هذا النظام بقتلها، علينا الوقوف معاً ونيل حقوقنا، لأجل إنهاء هذا النظام، يتم التضحية بالروح من أجل تحقيق حياة حرة".