ميركل بصدد تشكيل أئتلاف حكومي وملف الهجرة يتصدر المشهد

بدأت في العاصمة الالمانية المحادثات الاولية (الاستكشافية) لتشكيل الائتلاف الحكومي بين التحالف المسيحي والحزبان الديمقراطي الحر والخضر, وسط تباين في المواقف بين الاحزاب على قضايا كبرى, بخاصة ملف اللجوء. وتسعى ميركل لتحقيق التوافق بين كل الكتل.

انطلقت اليوم الأربعاء (18تشرين الأول)، في العاصمة برلين المحادثات الاستكشافية لتشكيل الائتلاف الحكومي الذي بات يعرف إعلاميا بائتلاف "جامايكا". ويعود سبب هذه التسمية إلى الألوان الثلاثة للعلم الجمايكي والتي تتقاطع مع ألوان الأحزاب المرشحة للدخول في ائتلاف حكومي كبير، بدء من اللون الأسود الذي يرمز للتحالف المسيحي المكون بدوره من حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي (حزب ميركل) والحزب الشقيق الاتحاد المسيحي الاجتماعي البافاري. أما اللون الأصفر فيمثل الحزب الديمقراطي الحر والأخضر حزب الخضر.

ومن المقرر أن ترأس المستشارة أنغيلا ميركل وفدا مكونا من 10 ممثلين من كتلتها (التحالف المسيحي) في الجولة الأولى من المحادثات مع ثمانية من قادة الحزب الديمقراطي الحر اليوم الأربعاء.

وسيُتبع الاجتماع مع الحزب الديمقراطي الحر في وقت لاحق اليوم، بمحادثات بين المحافظين المسيحيين من جهة وحزب الخضر من جهة ثانية، وذلك قبل اجتماع مشترك يضم الأحزاب الثلاثة بعد غد الجمعة. وفي حال كلّلت المحادثات الاستكشافية بالنجاح، فإن الأطراف ستمضي نحو مفاوضات الائتلاف الرسمية.

وبعد معارضته المستمرة لقرار ميركل السماح لاكثر من مليون طالب لجوء بالدخول، أظهر الحزب المسيحي الاجتماعي تحولا كبير إلى اليمين لكسب أصوات الناخبين من حزب "البديل لالمانيا" المعادي للهجرة.  وكان حزبا التحالف المسيحي قد توصلا مؤخرا إلى اتفاق حول وضع سقف أعلى للاجئين بـ 200 ألف لاجئ سنويا.

وقال الكسندر دوبرنت رئيس الكتلة النيابية للحزب المسيحي الاجتماعي إن انتخابات الاحد في النمسا وفوز المرشح اليميني سيباستيان كورتز تظهر ان على المسيحي الديموقراطي وحليفه المسيحي الاجتماعي "التموضع كقوة محافظة في هذه المشاورات".

ومن جهته تحدث يورغن تريتن الرئيس السابق للكتلة النيابية لحزب الخضر عن "ميول شعبوية مينية متزايدة" في التحالف المسيحي الديموقراطي والمسيحي الاجتماعي، وحذر من ان مطالبهم المتشددة إزاء مسألة اللاجئين ستمثل "عراقيل هائلة".

هذا وتوقع المراقبون في برلين محادثات شاقة بين الأحزاب المعنية نظرا للتباين الكبير في موقفها بخصوص القضايا الكبرى وعلى رأسها تحديد عائدات الضرائب والهجرة والأمن.