من طرد إسرائيل لمحاولة منع الصومال.. ملفات شائكة وأحداث ساخنة بالقمة الأفريقية لعام ٢٠٢٤
كانت القمة الأفريقية لعام ٢٠٢٤ مليئة بالأحداث والمفاجآت سواء على مستوى الملفات الشائكة التي ناقشتها أو الأحداث التي شهدتها.
كانت القمة الأفريقية لعام ٢٠٢٤ مليئة بالأحداث والمفاجآت سواء على مستوى الملفات الشائكة التي ناقشتها أو الأحداث التي شهدتها.
انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا قمة الاتحاد الأفريقي والتي شهدت الكثير من الأحداث الهامة منها طرد الوفد الإسرائيلي من قاعة اجتماعات القادة الأفارقة ومحاولة منع الرئيس الصومالي من الحضور، مما يثير التساؤلات حول القمة وأبرز ملفاتها وما حققته بها.
كشف سلطان البان، الباحث الموريتاني في الشؤون الأفريقية، والذي ترأس بلاده الاتحاد الأفريقي حالياً، أنه توجد ملفات عديدة منها ما هو موروث من الدور الماضي، وكل دورة عادية ينظر الاتحاد الافريقي في كل الملفات المتعلقة بالقمة الأفريقية ومنها ما يتم البت فيه ومنها ما يتم تأجيله إلى دورة أخرى، كما هو حال الملفات المتعلقة بالساحل الأفريقي والانقلابات، وهذه ملفات لم يتم البت فيها في دورة سابقة وبالتالي أصبحت موجودة على طاولة النقاش خاصة بعد اتفاقية تاكو جورما التي تضم النيجر ومالي وبوركينا فاسو واعلانهم الخروج من منظمة غرب أفريقيا إيكواس وعن إنشاء عملة خاصة بهم موحدة بعيدة عن الفرنك الإفريقي.
وأكد البان في تصريح خاص لوكالة فرات، أن هناك ملف آخر يتعلق بالوضع في السودان حيث وصلنا للشهر العاشر دون وجود أي انفراج أو حلول للصراع القائم في السودان بين الجنرالين حميدتي والبرهان.
وعدد الباحث الموريتاني في الشؤون الأفريقية، ملفات أخرى مثل الملف الليبي والانتخابات والبحث عن حلول لخروج المرتزقة والأجانب في ليبيا والحرب وزيادة التوتر بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، بالتالي هذه أبرز الملفات على طاولة الاتحاد الافريقي، فضلاً عن تغير المناخ والإرهاب والبحث عن الاستقرار والأمن.
كما تطرق البان إلى طرد الوفد الإسرائيلي، مبيناً أنه ليس غريباً أن نشاهد طرد وفد اسرائيلي يحاول التسلل إلى قاعة اجتماعات القارة الأفريقية، خاصة وأن اسرائيل تدرك جيداً أن ملف قضية غزة حاضراً في القمة الأفريقية وأن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية كان ضيفا ثقيلا على قمة الاتحاد الأفريقي وهو من طالب أفريقيا برفع صوتها انطلاقا من مظلوميتها التاريخية ضد الهيمنة الغربية أن تقوم برفع صوتها ضد إسرائيل، مشيراً إلى أن إسرائيل تعتمد بشكل كبير على جناحها الموالي داخل الاتحاد الأفريقي وهو الذي يضم جنوب السودان وكينيا وغانا، ولكن هناك حملة أخلاقية قادتها الجزائر وجنوب أفريقيا وموريتانيا لتوحيد الصوت الأفريقي ضد إسرائيل وهذا ربما ما يمكن أن نرى أن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وصف ما تتعرض له غزة بالإبادة الجماعبة، وقال إن قرار محكمة العدل الدولية المتعلق بالابادة الجماعية انتصار لكل الدول المؤيدة للقضية الفلسطينية ، وبدوره قال رئيس الاتحاد الإفريقي الرئيس ولد الشيخ الغزواني أكد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
وأضاف الباحث في الشؤون الأفريقية، تعتبر نذ الحب بين الكونغو الديمقراطية ورواندا من القضايا التي تشغل مساحة مهمة على طاولة الاتحاد الأفريقي ولذلك عين جوال ألونسو الرئيس الانغولي مبعوثا لهذه الدول ولكن قضية الكونغو ورواندا تحتاج إلى أكثر من تعيين مبعوث نظراً التعقيدات في الملف من ملف تاريخي معقد ووجود عشرات الجماعات المسلحة في أنحاء شتى في الكونغو، غير التدخل الغربي عبر شركات استخراج معدن الكوبالت، وربما نشاهد في الأيام القادمة كثير من التحرك الدبلوماسي للاتحاد الافريقي خاصة مع إدارة الاتحاد الأفريقي من قبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني في دورته ٢٠٢٤، في محاولة لترجيح الحل السياسي على خيارات الحرب.
وبين البان، أن هناك قضايا كانت كثيرة ومتعددة وتحتاج لنقاش أعمق ولوقت أكبر ولكنها كانت حاضرة على أجندة الاتحاد، وهو ما جاء في خطاب رئيس الاتحاد محمد ولد الغزواني، الذي ذكر بهذه المشاكل وتطرق للتحديات التي تواجه القارة الإفريقية داعيا إلى تكثيف الجهود، و لحلحلة هذه القضايا بعد استلامه لرئاسة الاتحاد بعد غزالي عثماني الرئيس القمري، وهي بداية لمعرفة برنامج الرجل.
وأشار الباحث في الشؤون الأفريقية إلى أن القادة الأفارقة بارعين في وضع الخطط والاستراتيجيات وجدولة المشاكل ووضعها على الورق تحت حلول، ولكن المشكلة التي تواجه القادة الأفارقة هي آلية التنفيذ دائما هناك بطء كبير في التنفيذ، ومثال على ذلك كان الاتحاد الأوروبي كان وعد بزيادة التبادل التجاري البيني ليصل لمرحلة ٦٠٪ في العشرة سنوات الماضية ولكنه لم يزيد سوى ٤٪ من التبادل التجاري من ١٢٪ إلى ١٦٪ ولذلك هناك عملية بطء في التنفيذ، وعدم انسيابية، ولذلك الاتحاد الإفريقي يريد تكامل في الهيئات الاقتصادية وتعزيز التكامل والحوارات والنقاشات بين حكومات الدول الأفريقية ونزع الخلافات البينية ونزع الخلافات، والخروج من عدم الاستقرار إلى الاستقرار ويقودنا ذلك إلى تنمية..
وبدوره كشف جمادا سوتي السياسي الإثيوبي ورئيس شبكة مستقبل أورميا للأخبار، أنه ألقت إثيوبيا باللوم على الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود لرفضه الالتزام بالإجراءات الأمنية التي تتبعها اثيوبيا لحماية رؤساء الدول المشاركين في القمة الأفريقية قائلة بأن إثيوبيا اعدت استقبالا حارا لجميع رؤساء الدول بمن فيهم الرئيس الصومالي والوفد المرافق له باعتبارها الدولة المضيفة، مضيفة بأن الحكومة الإثيوبية مسؤولة عن أمن جميع رؤساء الدول والحكومات أثناء وجودهم في البلاد.
وأكد سوتي في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه تعود أسباب التوتر بسبب رفض الوفد الصومالي تعيين أفراد أمن الدولة المضيفة (اثيوبيا) علاوة على ذلك حاول أمن الوفد الصومالي دخول مقر الاتحاد الأفريقي بأسلحتهم التي تم منعهم من قبل قوات الأمن المسؤولة عن حماية وفود الاتحاد الأفريقي داخل مقر الاجتماع.
وتفيد بعض التقارير بأن الرئيس الصومالي حسن شيخ استنجد بالرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر غيلي لاخراجه من الفندق المحتجز فيه بسبب رفضه الاجراءات اللازمة التي تتبعها الحكومة الاثيوبية مع كل رؤساء الدول وحاول الدخول لمقر الاتحاد الافريقي برفقة الرئيس الجيبوتي لحضور اجتماع مغلق لقادة الدول الافريقية برفقة حراسه المدججين بالسلاح ولكنه جوبه بالمنع من قبل حراس الأمن التابعين للاتحاد الافريقي الامر الذي اجبر الرئيس الجيبوتي بالتخلي عن صاحبه والدخول لمقر الاجتماع لوحده.ووزارة الخارجية
وأضاف السياسي الإثيوبي ورئيس شبكة مستقبل أورميا للأخبار، أنه اتهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إثيوبيا بمحاولة ضم جزء من أراضي بلاده من خلال توقيع صفقة الوصول البحري مع أرض الصومال في حديثه أمام قمة الاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم السبت، أضاف قائلا بأن قوات الأمن الإثيوبية حاولت عرقلة وصوله إلى القمة حسب قوله .
وأشار سوتي إلى، أن إثيوبيا أعدت لكل رؤساء الدول بمن فيهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود استقبالات رسمية بحيث استقبل الرئيس الصومالي استقبالاً رسميا اثناء وصوله للمطار بولي الدولي وزير المالية الإثيوبي من قبل السيد احمد شيدي الذي كان في استقبال الرئيس الصومالي في المطار الدولي.
وأما المراسيم داخل مبنى الاتحاد الافريقي تخص اللجنة التابعة للاتحاد وليس الحكومة الاثيوبية.
وبين السياسي الإثيوبي ورئيس شبكة مستقبل أورميا للأخبار، أنه طالبت إثيوبيا الاتحاد الافريقي باعتماد اللغة الأمهرية كلغة عمل في الاتحاد الأفريقي لأن المسودة التأسيسية لمنظمة الوحدة الافريقية ( الاتحاد الافريقي ) في سنة 1963 كتبت باللغة الإنجليزية والفرنسية والعربية بالإضافة اللغة الأمهرية..
وأوضح سوتي، أن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد عقد لقاءات ثنائية مع رؤساء بوروندي وأنجولا وموزمبيق ونيجيريا ورواندا وغينيا الاستوائية بالإضافة إلى الرئيس الجديد للاتحاد الأفريقي، رئيس موريتانيا محمد ولد الغزواني، ويؤكد على ضرورة تعزيز التعاون والتضامن بين كافة الدول الأعضاء في الإتحاد الأفريقي لتسخير إمكانيات القارة