کلمة أردوغان في الامم المتحدة، کلمة لنصرة الارهاب و معاداة شعوب المنطقة

استهل أردوغان کلمتە بأن الوضع الامني للعالم بات اسوء مقارنة بالأعوام السابقة. تحدث وکأن حکومتە و بلدە ضحية للإرهاب و الحروب، وتركيا ليس لها يد في الوضع المتردي في الشرق الأوسط والعالم. ولكن العکس هو الصحيح،

لقد تحدث عن ظاهرة معاداة  الإسلام والکراهية بين الشعوب، في البداية دعونا نلقي نظرة على داخل تركيا، حيث  أنه هناك أکثر من 30 مليون کردي وکذلك العرب محرومون من لغتهم الأم،  ويتم ترويج الشوفينية من قبل الدولة على الهوية القومية الغير التركية.

السجون الترکية مليئة بالکرد والمکونات اخری في ترکيا.

 وفيما يتعلق بمعاداة الإسلام، فقد نشرت عشرات مقاطع الفيديو في الآونة الاخيرة التي تظهر إهانة السياح من الدول العربية والإسلامية من قبل الاتراك الموالين للحکومة. وتعرض السياح الكويتيون للإهانة، مما أدی الی استنکار الكويتيون و إعلانهم لحملة مقاطعة السياحة و المنتجات الترکية.

السياسة الرسمية للدولة التركية هي معارضة المسلمين في الدول العربية والمجتمعات الأخرى خارج تركيا. ويشهد على ذلك مثال اللاجئين السوريين والمعاملة العدوانية للشرطة والجندرمة الترکية لهم.

وفيما يتعلق بالتدهور البيئي، قال إنه يزداد سوءا، دون أن يذكر الدور المدمر لحكومته في حرق الغابات في جنوب وشمال كردستان. لقد قامت الدولة التركية بقطع أكثر من أربعة ملايين شجرة في جنوب كردستان وحده، كما يتضح ذلك من عشرات مقاطع الفيديو للجنود الأتراك وهم يتعمدون حرق الغابات في شمال كردستان،  كما يوجد أدلة دامغة حول هذا الموضوع. قبل عدة سنوات اندلعت أكثر من 10 حرائق كبيرة في غابات تركيا، دون أن تقوم الحكومة التركية بأي دور اساسي في إخمادها. لقد قام ببناء عدة سدود على نهري دجلة والفرات لمعاقبة شعوب الموجودة في سوريا والعراق. لذلك، أری بانه یمکن لأي أحد أن یتحدث عن البيئة وحمایتها، ولكن لا ينبغي أن يتحدث عنها أردوغان، لأنه توجد الکثير من الادلة و القرائن تثبت جلیا بانە عدو للبيئة والطبيعة.

خلال زلزال فبراير الذي ضرب تركيا، تسببت الدولة نفسها في زيادة عدد الضحايا لأنها لم لم تقوم  برعاية الضحايا ولم تتدخل بالسرعة لتلافي الاضرار الناجمة عن الزلزال.

وتحدث ايضاً عن دور بعض الدول والأمم المتحدة في مساعدة ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا. ونسي أردوغان أن عدة دول أرادت المساعدة في تخفيف معاناة الضحايا، لكن الشرطة والجيش التركيين منعوهم و اضطروا الی المغادرة و العودة الی بلدانهم. هناك العشرات من الأدلة على أن مساعدات الأمم المتحدة أيضاً، كانت تسيطر عليها إدارة الكوارث والطوارئ  AFAD التي تديرها الدولة وتم بيعها للضحايا.

وتحدث عن الفيضانات في ليبيا، والتي أولى لها اهتماما كبيرا، زاعما أن تركيا ساعدت ليبيا لتلافي هذە الکارثة. وفي الوقت نفسه وقع زلزال في المغرب، لكنه أولى اهتماما أكبر بليبيا، وأراد أن يبعث برسالة إلى العالم مفادها أن احتلال تركيا لليبيا سيبقى، ويعامل ليبيا كجزء من تركيا

تحدث ايضا بعيد عن الحقيقة، عندما قال إنه بمناسبة مرور 100 عام على تأسيس الجمهورية التركية، لدينا مشروع طموح للمستقبل يقوم على تعزيز وتطوير اقتصاد البلاد وکذلك تقوم ايضاً علی ترسيخ السلام والاستقرار. لقد فشلت الدولة التركية في كلا المشروعين لمدة قرن من الزمان وازداد هذا الفشل عندما تولی أردوغان زمام الحکم في ٢٠٠٢. فالليرة التركية انخفضت قیمتها باستمرار مقابل الدولار، والتضخم وصل لذروته، وأسعار الفائدة  قارب 30%، والبطالة وصبت لمستويات خطيرة.

 إما بالنسبة لمشروع المصالحة والاستقرار في البلاد، حدث ولا حرج، انهما في أسوأ حالاته، فالسجون مليئة بالشخصيات السياسية والاجتماعية، كما أن القتال ضد الكرد ومقاتلي حزب العمال الكردستاني تشن بضراوة فائقة. لقد تم إنفاق مئات المليارات من الدولارات على الحرب لتدمير الکرد. لذلك فإن الواقع تثبت عكس ما تحدث به أردوغان حول رؤية الدولة الترکية  في تطوير الاقتصاد و نشر الاستقرار و السلام داخل ترکيا.

وتحدث عن دور تركيا في الحرب الروسية الأوكرانية، التي زُعم أنها لعبت دورًا سلميًا لانهاء الحرب، بينما أمام العالم أجمع، مارس أردوغان وحكومته دورهم کتجار الحروب، فمن ناحية قدموا طائرات بدون طيار لأوكرانيا،  وفي ناحية اخری وفرت تركيا و اجازت عشرات الشركات الروسية والتركية للعمل على تحييد العقوبات الأميركية والأوروبية ضد روسيا.. قبل الأیام القليلة الماضية  أدرجت وزارة الخزانة الأمريكية هذە الشرکات على القائمة السوداء. أردوغان يشجع كلا من روسيا وأوكرانيا على مواصلة الحرب. باختصار حكومة أردوغان نفسها هي حكومة حرب ونشر الإرهاب.

وقال: "نحن الدولة الوحيدة التي تحمي سلامة الأراضي السورية وعملنا من أجل مصالح الشعب السوري". وقال علناً أمام العالم أجمع أننا سننشئ مستوطنات لإعادة السوريين إلى هناك. وقال إن حزب العمال الكردستاني في سوريا يعمل ضد مختلف الطوائف ويهدد وحدة الأراضي السورية.

هذا البيان مضلل وإجرامي. الأمر المتعلق بتوطين اللاجئين السوريين في شمال سوريا، وهو ما يعني التغيير الديمغرافي، وهو جريمة بموجب ميثاق الأمم المتحدة. فإن أردوغان لا يتردد في القول أمام انظار العالم: أنا عملت وساعمل التغيير الديموغرافي دون اعتبار للقانون الدولي و المواثيق التابعة للأمم المتحدة.

في عفرين قبل مارس 2018، كان نسبة السكان الکرد 95%، والآن أقل من 30%، وقد نزح سكان عفرين الأصليين بسبب احتلال الدولة التركية والجماعات الإرهابية.

ويتحدث عن وحدة الأراضي السورية، معتبراً أن الإدارة الذاتية الديمقراطية وقسد يهددان أمن المکونات و وحدة الأراضي السورية،  ھذە الافتراءات لم ولن تلقی آذان صاغية عندما نری واقع السياسة المتبعة في شمال و شرق سوریا خلال ١١ سنة الماضية.  لقد تشارك جميع المکونات في شمال و شرق سوريا في الادارة و الدفاع ضمن وحدة الاراضي السورية. ومن جهة اخری لو نظرنا للمناطق  التي تقع تحت الاحتلال التركي، حيث التعليم فيها باللغة التركية وتستخدم الليرة التركية، والعلم التركي على المؤسسات. وما يهدد أمن ووحدة سوريا هو أردوغان وحكومته. يخطط أردوغان اقتطاع المناطق المحتلة عن سوريا ووضعها ضمن جغرافيا التركية.

وقال: "لقد قاتلنا أكثر من أي دولة اخری ضد تنظيم داعش". ھذا الادعاءات معاکسة للحقيقة جملة و تفصيلاً. هناك مئات الأدلة على أن داعش هو الوجه الثاني لحزب العدالة والتنمية. نشر رئيس التحرير السابق لصحيفة جمهوريت، جان دوندار، الكثير من الأدلة على تعاون الدولة التركية مع داعش والقاعدة. حاول أردوغان سجنه مدى الحياة لكن القضاة في المحکمة أطلقوا سراحه دون أمر أردوغان، ثم  حاول اغتياله أمام  باحة المحكمة لكنه نجا من الموت بأعجوبة، واضطر إلى مغادرة البلاد ويعيش الآن في ألمانيا.

وختم أردوغان قائلا: "نريد إعادة النظر في مؤسسات الأمم المتحدة لتمثل الجميع". وأكد أردوغان مراراً وتكراراً أنه يريد زيادة عدد أعضاء مجلس الأمن، والذي یتکون حالياً من خمس دول کأعضاء دائميين.

إن هدف أردوغان الأساسي هو جعل تركيا عضواً دائماً في مجلس الأمن. کما یستخدم أردوغان عضوية تركيا في حلف الشمال الاطلسي للمتاجرة و المضاربة، یرید ایضاً أن یستخدم عضويتە في مجلس الامن  للهدف ذاتە ولاستخدامها  في ضرب شعوب المنطقة.

باختصار، الدولة التركية هي دولة حرب وفوضى وإرهاب، وطالما بقي حزب العدالة والتنمية الإخواني في السلطة في تركيا، فإن شعوب الشرق الأوسط والعالم لن ترى السلام.

نیاز حامد برايم، الباحث في شؤون الشرق الأوسط