تورهالي: روج آفا فرصة تاريخية للشعب الكردي

أشار حافظ أحمد تورهالي إلى أن الفرصة التاريخية التي أتيحت في روج آفا يجب أن تتوج بوحدة الشعب الكردي، وقال: ”هذه مسؤولية مقدسة منحنا إياها شهداؤنا وشعبنا“.

أكد الرئيس العام لحركة علماء الإسلام الكردستاني المعاصرة والحديثة، حافظ أحمد تورهالي، على أن هنالك ضرورة محلة لتحقيق وحدة الشعب الكردي في مواجهة هجمات الاحتلال التي تستهدف إنجازات الشعب الكردي.

 

وذكّر تورهالي، الذي تحدث لوكالة فرات للأنباء (ANF) أن الشعب الكردي عاش 100 عام بدون هوية واعتراف، مؤكداً أن أثماناً باهظة دفعت خلال هذه الفترة، وأضاف: ”لقد هُزم الطاغية صدام، وهُزم بشار، هذه سنة الله التي لا تتغير، لا يمكن للظلم أن يبقى، والله سبحانه وتعالى يقول {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ}، وبهذه الكلمة يذكرنا الله تعالى أن الذين يقاومون ضد الظلم كيف سينتصرون“.

وتابع تورهالي قائلاً: ”لقد عاش شعبنا بدون هوية واعتراف لمدة 100 عام، وخلال هذه المرحلة تعرضوا لاعتداءات وحشية، ولقد استغلت دول الاحتلال في سوريا وتركيا والعراق وإيران أبناء شعبنا باسم الإسلام وقتلت وزجت من طالبوا بالحقوق والهوية في السجون، وفي هذه المرحلة، قدّم شعبنا مئات الآلاف من الشهداء ودفع أثماناً باهظة“.

"يقاوم الشعب الكردي حتى الموت"

وأكد تورهالي، أن الشعب الكردي وشبيبته يقاومون حتى الموت منذ قرن من الزمان، وأضاف: "لم يخضعوا للعدو إطلاقاً، ولقد ماتوا وعُذّبوا لكنهم لم يخضعوا للعدو، وإن الوضع الذي ظهر في روج آفا اليوم يفرض علينا مسؤولية السير على خطى مئات الآلاف من الشهداء“.

وأوضح تورهالي أن نظام البعث هُزم في العراق وسوريا، ولكن إذا لم يشكل الشعب الكردي استراتيجية وطنية تراعي التوازنات الدولية، فإنه سيخاطر بمكاسبه، وقال: ”اليوم، يتعرض شعبنا للاضطهاد والقتل في الأجزاء الأربعة من كردستان، وقد حققنا حرية إلى حد ما في جنوب كردستان، ولكننا لم نبلور وحدة حول هذه الحرية، وروج آفا تمثل فرصة تاريخية لهذا الأمر، ولا ينبغي لنا أبداً أن نتجاهل هذه الفرصة“. 

"إذا لم نتمكن من اغتنام الفرصة ستنشأ المخاطر"
وذكر تورهالي أن الشعب الكردي في روج آفا صنع إنجازاً من خلال تضحية كبيرة ومقاومة كبيرة، وأردف قائلاً: ”لقد تبنى الكرد في الأجزاء الأربعة من كردستان وفي خارج الوطن هذه المرحلة، حيث بنى شعبنا في روج آفا نموذجاً مثالياً للإدارة وأثبتوا للعالم أجمع أنهم وصلوا إلى مستوى يستطيعون فيه إدارة أنفسهم بأنفسهم، واليوم، أتيحت فرصة تاريخية للشعب الكردي في روج آفا، ومن مسؤوليتنا جميعاً كأمة كردية أن نستفيد من هذه الفرصة، لطالما أوصى الله تعالى بالوحدة، كما أكد رسولنا الكريم على وحدة الشعب وأهمية ذلك وأمرنا باتباع هذا الطريق، فإذا تفرقت قوتنا، وإذا لم يتم ضمان وحدتنا، فإن هذه الفرصة الماثلة أمامنا ستصبح خطراً كبيراً علينا.

بينما يجب على رجال الدين والمثقفين والوطنيين وأصحاب الضمائر الحية أن يقوموا بواجباتهم في هذه الفترة الحرجة وأن ينهضوا بمسؤولياتهم من أجل الوحدة.

ونحن كشعب تعرضنا للمجازر والنفي والسجن وكل أنواع الظلم على مدى 100 عام، علينا أن نتحد ونعزز وحدتنا، كما ينبغي على الأشخاص المؤمنين، والسنة والعلويين والإيزيديين والآشوريين، وعلى جميع ممثلي كل المعتقدات في كردستان أن يقودوا مطلب الشعب بالوحدة، فمن أجل الحفاظ على قيمنا ومستقبل شعبنا، إذا فشلنا في ترسيخ وحدتنا، سيتعين علينا أن نشرح هذا الوضع لأبنائنا لمائة عام أخرى، علينا أن نغتنم هذه الفرصة التاريخية ونقودها، فوحدة شعبنا ستشكل مستقبلنا وتمهد الطريق إلى حريتنا، إنها مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعاً، ولابد من الاستفادة من هذه الفرصة“.