بعد مليونية غزة..أردوغان وجه يبكي لنصرة فلسطين وآخر يبني جدار الفصل ضدهم

اثارت كلمات أردوغان عن نصرة القضية الفلسطينية، ودفاعه عن حركة حماس إستياء إسرائيل ووصل هذا الإستياء إلى سحب تل أبيب لسفيرها من تركيا، ولكن الحقيقة التي تخفيها كلمات أردوغان هي التعاون العسكري ولإقتصادي القوي بين أنقرة وتل أبيب.

يستعرض رجائي فايد، رئيس المركز المصرى للبحوث والدراسات الكردية الراحل، تاريخ العلاقات الإسرائيلية التركية، مبينًا أنه لعبت تركيا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية دورا هاما وأساسيا في خدمة الاستراتيجية الأمريكية الصاعدة لاحتلال موقع الصدارة في قيادة العالم الرأسمالي الغربي خاصة بعد طرح الرئيس الأمريكي هاري ترومان المبدأ الذي عرف باسم مبدأ ترومان كسياسه غربيه معتمدة  في مواجهة الاتحاد السوفيتي، وهنا قدمت تركيا نفسها باعتبارها ركن مكين  في هذه الخطة،. مقابل مكافأه مجزيه تمثلت في إدراك تركيا ضمن الدول المستفيدة من تطبيق مشروع مارشال عسكريا واقتصاديا،  وفي ظل حكم يميني التوجه تابع كليًا للغرب ويدافع عن دمج تركيا في المنظومة الأوروبية وإتمام قطيعة كاملة مع ايديولوجية وتاريخ تركيا العثمانية الشرقية.

وأكد فايد في كتابه "أوجلان الزعيم والقضية"، أنه بدافع من توجهات النخبة الحاكمة في تركيا الموالية صراحة لأمريكا والغرب اقحمت البلاد في حرب كوريا لخدمة المجهود الحربي الأمريكي عام 1951، كمان انضوت تركيا رسميا تحت راية  حلف الأطلسي عام 1952 وقدمت 26 منشأة عسكرية في الأراضي التركية للقوات الأمريكية ، وخاضت بحماس معارك أمريكا ضد الشيوعية والقوى الثورية الوطنية التي واكبت حقبة الحرب الباردة وكذلك في مواجهة  المد التحرري العربي الصاعد بانضمامها إلى حلف بغداد عام 1955 والى الحلف المركزي عام 1959 بزعامة  أمريكا وبريطانيا،  كما صوتت في الامم المتحدة إلى جانب معارضة استقلال الجزائر عام 1957 وإبان تدخل الولايات المتحدة عسكريًا في لبنان عام 1958 وفرت  تركيا للقوات الأمريكية العديد من أشكال المساعدة والتسهيلات الضرورية، الأمر الذي يحول تركيا في الخمسينات إلى قاعدة رئيسية للسياسة الأمريكية العالمية وموقع عسكري متقدم معاد للسوفيت والشعوب الشرقية المجاورة وعامل نشط في سياسة الأحلاف التي خططتها أمريكا لحماية النظم العملية لها و المتداعية.

 انسحبت العلاقات الأمريكية التركية إلى العلاقة بين أنقرة وتل أبيب، حيث أقدمت تركياعلى الاعتراف بإسرائيل عقب مرور بضعة  أشهر على إعلان الدولة 28 مارس 1949وفي غضون تلك الفترة تدعمت العلاقات بين الدولتين في كافة المجالات وارتقت الى مستويات متقدمة،  أما على المستوى الأمني فقد شهدت محطات من أبرزها التعاون في مجال الخبرات الفنية وصيانة الطائرات التركية الحربية في إسرائيل عام 1956،  غير الموقف التركي المتواطئ مع دول عدوان 1956،  وكذلك توقيع اتفاقية الرمح الثلاثي بين كل من إسرائيل وتركيا وإيران التي نظمت عمليات التعاون والتدريبات وتبادل المعلومات الاستخبارية  بين الدول الثلاث عام 1958 وغيرها.

وأوضح فايد، أنه على الرغم من ان وصول حزب العاديه بزعامة سليمان ديميرل  إلى الحكم أواخر عام 1965 قد واكبه محاولات إصلاح العلاقات التركية مع العرب لدوافع داخلية أهمها حاجاتها إلى النفط العربي والأسواق العربية والدعم السياسي العربي في الأزمة القبرصية إلى ان هذه المتغيرات ظلت في المستوى التكتيكي ولم تتطور لكي تصبح استراتيجية تركية  رسمية،  فيما ظلت العلاقات مع اسرائيل في نموها الحثيث خاصة إبان الغزو الإسرائيلي للبنان حيث تعاونت الدولتان في مواجهة ما أسموه بالإرهاب وتعاونت أجهزة المخابرات في الدولتين في برنامج مشترك استفادت تركيا  بواسطته من المعلومات التي تحصلت عليها إسرائيل حول الحركات الكردية والتركية المعارضة، التي تواجدت في لبنان قبل الغزوالعلاقات التركية الإسرائيلية في الثمانينات.

كما تعاونت الدولتان في مرحلة الحرب العراقية الإيرانية وحرب الخليج الأولى من سبتمبر 1980 وحتى أغسطس 1988، حيث وقعت تركيا مع اسرائيل اتفاقا سريًا تم بموجبه تزويد ايران بالاسلحة عبر الأجواء التركية مقابل هجرة اليهود منها الى اسرائيل عبر تركيا.

كما كشف فرهاد أحمد، القيادي بحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، أن ما يقوله أردوغان عن غزة الفاظ كاذبة، مبينًا أنه لو كان اردوغان جادًا لأرسل طائرة مسيرة لحماس، ولكنه في الحقيقة يرسلها الى إسرائيل.

وأكد أحمد في تصريح خاص لوكالة فرات، أنه من المفارقات أن اردوغان يسأل أمريكا ماذا تفعل حاملات الطائرة في ميناء قريب من غزة و لكن لم يسال ماذا يفعل صهره سلجوك بيرقتار في يوم الثاني من وصول هذه السفينة الى ميناء، وبيعه الطائرات المسيرة إلى إسرائيل.

واضاف القيادي بحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، أن أردوغان صمت في بداية الحملة الإسرائيلية على غزة ثم تكلم فجأة، وقبل ستة أشهر استقبل في انقرة الرئيس الإسرائيلي هرتزوغ في انقرة استقبالًا رسميا غير مسبوق، ولكن تغير موقف أردوغان وخطاباته الحالية بسبب صوت اليمين المتطرف في تركيا والجماعات الإخوانية وهي الداعم الرئيسي لأردوغان في الانتخابات، خاصة وأن الانتخابات المحلية اقتربت.

وبين أحمد، أن التصريحات الحالية لأردوغان يأخذ اذن من إسرائيل وأمريكا قبل أن يتكلم بها، لأن اردوغان الداعم الرسمي لسيونيزيم، وهو مشروع امريكي إسرائيلي امريكي في المنطقة، مشيرًا إلى أن هناك مقاطع فيديو منذ عام 2004 يقول بها أردوغان أنه لا يحق لأحد ان يهدد عيش دولة إسرائيلية، وأن تركيا لن تقبل ذلك لسلامة المنطقة.

وأوضح القيادي بحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، أن هناك اتفاق عسكري بين إسرائيل و تركيا بقيمة 15 مليار دولار سنويا، بل إن حاجز الأسمنت بين غزة و إسرائيل تركي الصنع و شركات تركية هي من قامت بهذا العمل، و80% من الاسمنت في اسرئيل ترسله شركات تركية تابعة لحكومة العدالة و التنمية.

وأردف أحمد، أن هذه المرة تجاوزته حماس بل وكل وساطات الحل لم يكن أردوغان جزء منها، وذلك لأن دور أردوغان اليوم في الشرق الأوسط انتهى، واصبح اليوم العالم يعلم خصوصا العالم العربي و الإسلامي ازدواجية اردوغان في تعامله مع القضية الفلسطينة، وذلك أصبحت حماس لا تريد وساطة تركيا في الإفراج عن الرهائن، وتتمسك فقط  بالوساطة القطرية و المصرية، لأنهم انهم لا يثقون بأردوغان.

وأشار القيادي بحزب المساواة والديمقراطية للشعوب، إلى أن اردوغان يقول اليوم  من يقوم قطع الكهرباء و الماء في غزو هي جريمة بحق الإنسانية و لكننا نرى بانه يضرب السدود و الكهرباء في شمال شرق سوريا في روج افا.