جيكدم دوغو: إذا تصرفت المرأة بشكل منظم فسوف تتمكن من القضاء على نظام الدولة-تم التحديث

قالت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية، جيكدم دوغو، إن المرأة لا يمكنها القضاء على نظام الدولة الذي وصل إلى مستوى الفاشية إلا من خلال نهج وحركة منظمة.

شاركت عضوة المجلس التنفيذي لمنظومة المرأة الكردستانية (KJK)، جيكدم دوغو، في برنامج خبون (Xwebûn) الذي يُبث على قناة (Jin TV)، مقيّمةً علاقة نظام الهيمنة الذكورية مع الفاشية والسلطة.

 

من أين انطلقت الفاشية؟ لنبدأ البرنامج من هذا السؤال، ومن أين يجب علينا نبدأ بالفاشية وكيف ينبغي لنا تعريفها؟ هل يمكننا تعريف الفاشية كما نعرّفها دائماً، على أنها فقط تفوق عرق على آخر؟

إن الفاشية لها جذر تاريخي تستند عليه، وبالطبع، هناك اختلافات مرحلية في التي نعرّفها بالفاشية من حيث الذهنية السلطوية والهيمنة والفردية، وهناك المراحل التي ظهرت فيها الأنظمة الأولى للهيمنة، وهناك أيضاً واقع يومنا الحالي، وبطبيعة الحال، كان هذا المصطلح أكثر شيوعاً في القرن العشرين، وخاصة خلال حقب فاشية هتلر وموسوليني وفرانكو، ولكن لا يمكن أن نقتصر تناولها فقط بتلك المراحل، وبالنظر إلى الواقع الذي نعيشه، فإنه لن يكون من الصواب أن يقتصر الأمر على تناول تلك الفترة فقط، فالفاشية تقوم على الفردية، وهيمنة عرق على آخر، وهيمنة أمة على أخرى، وهيمنة طبقة على أخرى، ولترسيخ هيمنتهم أيضاً، لجأوا إلى استخدام العنف والضغط على أعلى المستويات، وبأكثر الأشكال قسوة والقبول بها كنظام إداري وكواقع للنظام، ولا يمكننا أن نتناول هذا الأمر بمعزل عن المرحلة التي تشكلت فيها الهيمنة، أين ظهرت الهيمنة الأولى؟ ظهرت عندما مارس الرجل الهيمنة على المرأة، ولذلك، عند تقييمنا لواقع الفاشية، فإن تقييمها فقط بالمفاهيم القومية والطبقية والعرقية وحصرها بها سيكون مقاربة غير كافية، لأننا أيضاً في الوقت نفسه القوى التي تناضل ضد الفاشية، ونحن كحركة على هذا النحو، كما أنه بصرف النظر عنا، هناك أيضاً تنظيمات يسارية ولا سلطوية التي تخوض نضالاً مناهضاً للفاشية ضد الفاشية، وينبغي لنا تناول مصطلح الفاشية في إطار أوسع وتعريفه من حيث الاستغلال الجنسي، لماذا؟ لأنه إذا أردنا أن نخوض نضالاً متجذراً وحازماً، وإذا أردنا خوض نضال من شأنه أن يقضي حقاً على الفاشية، فيجب علينا حينها أيضاً أن نرى حتماً بُعدها القائم على الاستغلال الجنسي، ونعلم أن السلطة الذكورية تحتوي على بذور فاشية منذ البداية، وقد برز ذلك بشكل أكثر وضوحاً مع تصاعد مرحلة الرأسمالية ومع احتكار السلطة، ولذلك، من المهم جداً فهم ظاهرة الهيمنة الذكورية وواقع الفاشية برمتها، وتعريفها على هذا النحو وتحديد استراتيجية خوض النضال، ونحن لا نحدد ذلك فقط من حيث الإطار النظري البحت، ولكن بالطبع هذه نقطة مهمة، كما أن إظهار توحيد نظريتها أمر مهم أيضاً، ولكنها ستكشف أيضاً عن نهج استراتيجي فيما يتعلق بتطوير النضال ضد الفاشية، ولا بد من القول إن ظاهرة الهيمنة تعني التسلط، فما هو التسلط؟ التمتع بالقوة، والتمتع بالقوة؛ يظهر كجدلية لكل حقيقة موجودة في كل كائن حي، في الكون، في الطبيعة، وفي الحياة الاجتماعية، فكل وجود يعتبر قوة، وكل وجود في الطبيعة والكون يختلف عن الآخر، فليس هناك أي وجود يتشابه مع الأخر، كل واحد منه يعرّف فارقاً، فالطبيعة متعددة، والمجتمع متعدد، والكون متعدد، إنهم يعبرون عن التعددية باختلافاتهم، وكل تعداد يحتوي في طياته على قوة، وما هو موجود هو ما هو طبيعي، ولكن ما هي ظاهرة السلطة؟ بشكل عام تريد ترسيخ هيمنتها، وتريد الوصول إلى مركز للقوة، ولذلك أيضاً، لا توجد تعددية في السلطة، ولا يوجد تنوع ولا اعتراف بالاختلافات، فهي تتصرف فقط بوجود قوتها الخاصة، كيف يجب عليها القيام بذلك؟ يجب عليها تنحية القوى الأخرى، وتريد بناء وتأسيس نفسها على أساس غياب التنوع والاختلاف والتعددية.

هل يمكن القول إن الذكورية السلطوية تؤدي إلى بناء الفاشية؟

نعم، تبرز من هنا، وبالأساس مصطلح السلطة هو نفسه على هذا النحو، وقد يكون مثل سلطة الدولة، وقد يكون على هذا النحو أيضاً مثل الواقع الجنسي ومثل واقع الهيمنة الذكورية، وبالأساس برز ذلك في البداية مع الهيمنة الذكورية، وعند ظهور الهيمنة الذكورية للمرة الأولى، كان هناك في مواجهة ذلك نظام وهوية قوية للمرأة، وعندما أرادت أن تجعل من نفسها متسلطة، إلى ماذا توجهت في البداية؟ توجهت إلى واقع المرأة، وسعت إلى تطوير هيمنتها على افتقار المرأة للقوة، ولذلك، كانت تحتوي في طايتها منذ البداية على بذور الفاشية، ولا تقبل بما هو مختلف عنها، فالإنسان موجود مثل كائنين رجل وامرأة، وقد برز التنوع الأولي مثل كائنين، وعند تطور التنشئة الاجتماعية، بات يتمتع بالقوة وحصلت اختلافات ثقافية، حيث بدأ الاختلاف على شكل اللغة والعرق، أحده أسود، أصفر، وأبيض أو من أعمار مختلفة، حيث هناك اختلاف متنوع، وعند ظهور النزعة السلطوية، أخذت في البداية المرأة في مواجهتها كـ عقبة وبديل، ولذلك، كان يتوجب عليه في البداية تجريد المرأة من القوة، ونتيجة لذلك يظهر اضطهاد أيديولوجي، فضلاً عن نهج يضطهد المرأة جسدياً بشكل أكبر، ويستغلها، ويتعامل مع المرأة بالعنف، ويحبسها في المنزل، ويحبسها في الواقع الأسري، ومن ثم يسن قوانين-قواعد ذلك ويظهر نهج ينسج البنية الأخلاقية مع التمييز الجنسي، ولاحقاً، ينظم هذا النهج المتبع كنظام، كما أن بناء الدول، والطبقية، وهيمنة فئة على أخرى، وهيمنة الأديان والمذاهب على بعضها البعض، والصراع على الهيمنة بين الأمم، كلها تستمد أصلها من هنا، وكانت هناك أيضاً قوى رأسمالية من قبل، والقوى الرأسمالية المتنفذة، لكنها لم تكن قادرة على تنظيم نفسها كنظام، حيث كانت هناك ساحة تعمل إدارة التجارة من خلال التجار، لكنها لم تستطع تنظيم نفسها كنظام، ومع تطور الرأسمالية، على مدى فترة 500 عام، نظمت الرأسمالية نفسها كنظام في أوروبا الغربية، ولكن ماذا فعلت في البداية؟ قامت في البداية بقتل النساء الحكيمات، وينبغي لنا أن نرى هنا أيضاً آثار الفاشية، ولهذا السبب أقول، لا يمكننا القول فقط بأن الأمر بدأ مع حقبة هتلر، وفي ذلك الحين، أحرقوا النساء الحكيمات تحت مسمى الساحرات، وكانت هناك الهرمسيون والخيميائيون؛ حيث كانت هناك نساء عبرنَّ عن معرفة وبديل ذلك الوقت، وكن ثوريات ومعارضات تلك الحقبة.

ولذلك أيضاً، عندما نظّم النظام الرأسمالي نفسه على شكل نظام، قام أولاً بالقضاء على هذه الشرائح من المجتمع بطريقة وحشية للغاية، وقام بذلك من خلال عمليات التعذيب وأساليب العنف غير المسبوقة، وبالتوازي مع ذلك بدأ في إنشاء المستعمرات، وارتكب ضد الهند، وبلدان أفريقيا، ومع اكتشاف القارة الأمريكية، مجازر ضد الشعوب الأصليين لأمريكا وأطلق أيضاً مرحلة العبودية، وكانت هذه الممارسات فاشية للغاية، ولم تكن مختلفة كثيراً عن تلك المجازر التي ارتكبها هتلر.

نحن نسميها الحرب العالمية، لكن النزعة الذكورية تنتعش من جديد في كل حرب، ففي الحرب العالمية الثانية، أعاد هتلر إنعاش النزعة الذكورية مجدداً من خلال الفاشية، لكننا اليوم، نعيش الحرب العالمية الثالثة، حيث تتعرض المرأة للقمع في كل مكان وفي كل بلد، ويجري إعادة إحياء النزعة الذكورية من جديد.

وتبدأ الجدلية من هنا، ويبدأ ذلك باكتساب خبرة كبيرة ومن ثم يتعمق ويتوسع وينتشر تدريجياً حتى يأخذ شكل الفاشية، وهناك دائماً حروب، ويُقال إن الحروب العالمية دامت 4 سنوات، ولكن مع تطور الرأسمالية، هناك دائماً حروب قائمة، وكانت هناك دائماً حروب قائمة في الحضارات السابقة، لكن لم يكن هناك الكثير من الإبادة الجماعية بهذا القدر، ولم تكن منتشرة وشائعة في كل مكان، في حين، أصبحت هذه الحروب أكثر شيوعاً وانتشاراً بعد القرن العشرين، وكما قلتم، فقد شاعت هذه الحرب إلى كل الفترات، ونحن نسمي هذه الحرب الخاصة، كما نسميها الحرب الدائرة ضد المجتمع والمرأة والطبيعة أيضاً، وكل حرب من هذه الحروب تركز وجهتها على المرأة وتمتد إلى المجتمع برمته، ولذلك، لن يكون من الخطأ رؤية الهيمنة الذكورية أمراً شائعاً ومشتركاً مع تعريف الفاشية في واقع يومنا الحالي، ربما يكون الأمر قاسياً للغاية، وبالطبع، هذا هو واقع نظامي، لكن دعونا ننظر إلى أساليب ارتكاب المجازر؛ إذا قمنا بجمع كل حصيلة المجازر، وقمنا بمقارنة عدد النساء اللواتي قُتلنَّ في الحرب العالمية الأولى، وعدد النساء اللواتي قُتلن خلال فترة الرأسمالية، فسوف نرى أنه ليس هناك فارق.

ووفقاً لبيانات الدراسات الأخيرة - بالطبع هذه البيانات تتغير كل يوم - تُقتل 137 امرأة يومياً في العالم، وإذا قام الإنسان بحساب هذا العدد لعام واحد، فإن 50 ألف امرأة تُقتل في العالم كل عام، وهذه تعد حصيلة لشن الحروب.

إنها حصيلة الحروب، دعونا ننظر إلى الحرب الدائرة بين حماس وإسرائيل، ربما ليس من الصواب المقارنة، فكل إنسان له قيمة كبيرة، ولكن أودُ أن ألفت الانتباه إلى حقيقة قائمة، إذا نظرنا إلى المجازر التي يرتكبها الرجال في جميع أنحاء العالم، بتوجيه وتنظيم ونشر من قبل الدولة، وكأن هناك حربٌ قد وقعت، فكيف نعبر عن ذلك سياسياً؟ يقولون عن كل جريمة قتل بحق النساء؛ لقد قتلها زوجها، عشيقها، والدها، قتلها شقيقها، قتلها أثناء سيرها في الشارع، وتتردد مقولة، هذا الرجل قتل وذلك الرجل قتل... لكن ألا يوجد تعريف سياسي لذلك؟ ويزداد وصول أحزاب اليمين المتطرف إلى السلطة بشكل مكثف، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل على أن شكل السياسة في العالم ينحرف أكثر نحو اليمين، وقد تكون تحصل بعض التحولات الدورية مع نضال شعوب العالم ونضال المرأة، ولكن هناك أيضاً توجه من هذا النحو، والفاشية التي وصلت إلى السلطة تبرز أيضاً الرجل الفاشي، وقد كان موضوعنا السابق حول نفسية المرأة، وقلنا إن النظام يحاول باستمرار تدمير نفسية المرأة، ويحاول دائماً إظهارها وكأنها في حالة هستيرية وجنونية، وفي الواقع، عمل النظام أيضاً على تشويه طبيعة الرجل بشكل كبير، صحيح أنه يعمل أيضاً على تشوية طبيعة المرأة، لكن المرأة لديها مقاومة، وعندما ننظر إلى الأمر من منظور الواقع الذكوري، فإن النظام يعكي الرجل حصة من كعكته ويجذبه بشكل أكبر نحوه، لكن الرجل يواجه فاشية قاسية، ويقتات من النظام الفاشي، ولا يقبل الاختلاف أو الرفض بأي شكل من الأشكال، ويمكن للناس أن يتعرفوا على بعضهم البعض، ويقبلوا أو يرفضوا بعضهم البعض، فأين تقع معظم المجازر ضد النساء؟ دعونا نلقي نظرة على الأزواج المطلقين أو الذين هم على وشك الطلاق، المرأة هي من رفضت الرجل، ويأتي الرجل ويقتل المرأة، لماذا يكون رفض المرأة السبب وراء قتلها؟ هذا له صلة بعقلية السلطة، حيث أن الذهنية الفاشية هي أمر من هذا القبيل، لا تقبل أن يكون للتي في مقابلها أن تكون لديها إرادة وهوية خاصة بها، هذه المرأة يمكنها أن ترفض، لكن الرجل لا يستطيع أن يحتمل هذا، فهو لا يتقبل الاختلاف.

نحن نتحدث عن حقيقة الرجل السلطوي، والمثال الأكثر وضوحاً على ذلك كان قبل انتفاضات "المرأة، الحياة، الحرية" وقبل الإقدام على قتل جينا أميني، وهذه كانت حقيقة الرجل السلطوي، وهناك نزعة ذكورية متغلغلة ومنغمسة في كل مكان، في البيت، والأسرة، والشارع، تحت مسمى شرطة الأخلاق، وتحاول باستمرار ممارسة الاضطهاد على المرأة.

وهذا الاضطهاد أيضاً هزيل جداً، كما أن الدولة القومية تسيطر على واقع المواطنة وتشوهه من كافة الجوانب، ولكن عندما ننظر إلى الأمر من منظور العلاقة بين المرأة والرجل، نجده أعمق بكثير، وعندما يقولون "الدولة"، هناك فجوة على الأقل، ولكن العلاقة بين المرأة والرجل، والعلاقات الأسرية، والعلاقات بين الأخ والأخت، والعلاقات بين الأب والابنة، هي من الأمور الداخلية، فهي تواجه الحياة مباشرة وجهاً لوجه، والسلطة في هذه العلاقات أفظع بكثير، وألمها أشد قسوة بكثير، بل إن عواقب هذه المجازر التي تخلقها هي أعمق بكثير وأكثر تفككاً، إنه وضع صعب للغاية، لا سيما بالنسبة للنساء، ولكن ينبغي لنا أيضاً تناوله أيضاً من منظور الرجال، ولذلك أيضاً، فإن هذا الموضوع المطروح للنقاش مهم جداً، ونحن النساء، نجري النقاش في البداية حول هوياتنا التي تتعرض للاضطهاد والسحق، ونناضل ضد الهيمنة الذكورية، ولكن الأمر الآخر، هو أنه على  الرجل أيضاً مناقشة ذلك، فالمرأة لها طبيعة، لكن أليس للرجل أيضاً طبيعة؟ أي نوع هي الرجولة التي لم يتم تدميرها بعد؟ فنحن نتحدث عن المجتمعات الطبيعية، فقد عاشوا معاً في تلك المجتمعات الطبيعية لعشرات الآلاف من السنين، دون نظام قائم على الاستغلال، ولكن السلطة بدأت من أعلى الهرم، بدأت من الدولة، وامتدت إلى الرجال في الأسرة والمجتمع وشاعت الفاشية بهذا الشكل، وتسربت وتغلغلت إلى الأسر، حيث أن النزعة الذكورية التي تدير النظام مصممة جداً في هذه القضية، ومصممة جداً على الاضطهاد، ولكنني أقولها للرجال الذين يبحثون عن الحرية، وينبغي التشكيك في هذه النزعة الذكورية، وهذه الذهنية التي تقول "أنا القوة الوحيدة"، وذهنية القوة والمنافسة يجب أن تكون موضع تساؤل واستفسار، كما أن هناك تناقضات في الطبيعة وفي الإنسان على حد سواء، والاختلاف أيضاً يكشف عن التناقضات، ولكن هل ينبغي لهذه التناقضات موجودة لتدمير بعضها البعض؟ وهل ينبغي لها أن تكون موجودة لممارسة القمع على بعضها البعض؟ وهل هناك طريقة أخرى؟ وألا يمكن حل التناقضات عبر إجراء الحوارات؟ وألا يمكن حلها بإجراء النقاشات؟ وألا يمكن حلها على أساس إيجابي؟ الفاشية تلغي هذا الأمر، فالذهنية الفاشية إما أن تلغيك، أو أن تكون لها، أو تهلك بها، ويجعله يواجه مثل هذه المعضلة، وإن لم تكن المرأة للرجل، فينبغي لها أن تكون للأرض.

هل تعتقدون أن هناك خلافاً في هذا الشأن بالنسبة للرجال أيضاً؟

قد تكون هناك قوى مناهضة للرأسمالية داخل النظام، وقد تكون هناك حركات يسارية تريد النضال ضد النظام، وقد تكون هناك حركات فوضوية، وهذا مهم لمعارضة النظام، لكن في كثير من الأحيان لا يشككون في الرجولة كثيراً، قد يكون الإنسان اشتراكياً، لكنه ليس كذلك في بيته، حتى لو لم يكن متزوجاً، فقد يكون لديه صديقة، أو علاقة غرامية، أو أم، لا توجد حرية هنا، وهذا هو نفسه بالنسبة لوطنيينا ويجب تقييمه، إنه وطني، وهو مع هذا النضال حتى النهاية، لكن ما مدى الليبرالية في المنزل؟ فمن ناحية، هناك رجال يريدون النضال من أجل الديمقراطية والحرية، لكن إلى أي مدى يأخذ هؤلاء الرجال بعين الاعتبار حرية المرأة، وإلى أي مدى يحاولون إضفاء الطابع الديمقراطي على رجولتهم، وقتل رجولتهم؟ ينبغي البحث في ذلك، بعد مقتل جينا أميني على يد شرطة الأخلاق في إيران؛ تطورت الانتفاضات، وكانت مشاركة الرجال كبيرة جداً، ولذلك تم إعدام العديد من الرجال، لقد قُتلوا لمجرد مشاركتهم في مظاهرة، قُتلوا أثناء المظاهرة، وأصيبوا، وواجهوا ضغوطاً كبيرة، وينبغي تقييم ذلك أيضاً، لقد انضم هؤلاء الرجال إلى عملية الانتفاضة بسبب كلمات امرأة تقول "المرأة، الحياة، الحرية"، هذا مهم.

إنها صحوة

صحيح أنها صحوة، إنها نقطة يجب أن نفهمها ونقدرها، ونتيجة لذلك، حدثت بعض المواقف في جميع أنحاء العالم، وفي العديد من الأماكن، بعد اغتيال جينا أميني، أقيمت تظاهرات تحت شعار "المرأة، الحياة، الحرية"، على الأقل أقرب قليلاً إلى نضال المرأة من أجل الحرية، هناك بحث، ويمكن القول أن عملية رؤية الحرية المرتبطة بحرية المرأة قد بدأت، لا يمكننا أن نقول على الفور أن الرجال قد تحرروا أيضاً، هذه مسألة جدية للغاية، حيث يرتبط تحول الرجل بالتنظيم القوي للمرأة، عندما تتحرر المرأة وتصبح قوة وإرادة منظمة، يبدأ الرجال في تغيير أنفسهم والتحول، وما لم يكن هناك مثل هذا القمع، بالطبع لا أقصد الهيمنة، ما لم يتم الكشف بوضوح عن معايير الرفض والقبول لدى المرأة وتصبح قوة منظمة للدفاع عن النفس، فمن الصعب على الرجل أن يتغير ويتحول، لأنه يتجرع الكثير من شراب السلطة، ومن حيث هيمنة الذكور، أصبح الرجال يعتمدون عليها، علينا أن نوقفها من هناك، الشيء الوحيد الذي سيمنعهم من ذلك هو النضال من أجل حرية المرأة، وقوتها التنظيمية، لذلك، صحيح أن هناك انفتاحاً، وقد بدأت الصحوة، لكنها ستتطور أكثر من خلال النضال الواعي.

نحن نرى ذلك، هناك الكثير من الرجال الذين لا يشعرون بالارتياح تجاه الرجولة، هناك بحث كبير عن الحرية، وعندما ننظر إلى رسائل المقاتلين الذين نفذوا عمليات فدائية في حركة الحرية، نرى أنهم شهدوا تركيزاً عميقاً وتناقضاً داخل أنفسهم، كما يظهر انتقادهم للنساء أنهم دخلوا أيضا في هذا الطريق.

قال القائد آبو بطريقة لا يجرؤ عليها أحد: "لم أكن رجلاً قط، لم أكن أريد أن أكون رجلاً، الرجولة هي الذكورة المهيمنة"، لقد ابتعد دائماً عن ذلك وناضل، وقال أيضاً: "قتلت الذكورة في نفسي"، كما افترض أن هذا هو "قتل الذكورة"، أعتقد أن الأمر ليس بالمعنى الجسدي، قال قتل الذكورة من حيث العقلية، وقال "انفصلوا عن الرجال" بالنسبة للنساء، ولكن يمكن تطبيق ذلك على الرجال أيضاً، يجب على الرجل أيضاً أن يكيف الانفصال عن الرجولة المهيمنة مع نفسه، هذا النضال، الذي بدأه القائد آبو نفسه، بالطبع، النضال داخل الحزب وعلى وجه التحديد نضالنا من أجل حرية المرأة، يخلق عملية تغيير وتحول لدى رفاقنا الذكور داخل الحزب، بالنسبة للنساء، يعتبر هذا النضال من أجل الحرية نضالاً مستمراً، لا يمكننا أن نقول أننا أصبحنا أحراراً على الفور، وهذا هو نفسه بالنسبة للرفاق الذكور، لكن بالطبع، الرفاق الذكور متأخرون قليلاً، إن قتل الذكورة أصعب، ولأن تناقضاتنا وأزماتنا أكثر حدة، ولأننا نفهم ونشعر بأننا عبيد، فيمكننا طرح تساؤلات أكثر شجاعة في النضال من أجل الحرية، ومن الصعب جداً على الرجال أن يدركوا أنهم عبيد للنظام وللذكورة.