الدولة التركية و التي بدأت بشت هجومها على عفرين بضوء اخضر روسي, تبين أنها تستفيد بشكل كبير من المعلومات التي يجمعها حلف شمال الأطلسي في حربها على عفرين.

طائرات الاستطلاع من نوع أواكس (AWACS) والتي تعتبر منصة هوائية لجمع المعلومات العاجلة وفي إطار الحرب المعلنة ضد داعش تجوب المجال الجوي السوري على مدار 24 ساعة. هذه الطائرات تلتقط الصور و ترسل المعلومات وتكشف عن الأهداف. على الرغم من انهيار داعش و تشتته إلا ان هذه الطائرات الخطيرة لا تزال تجوب الأجواء السورية بشكل متواصل و تجمع المعلومات, و ترسل تلك المعلومات إلى مركز الملاحة الجوية المشترك في قطر(Combined Air Operation Center- CAOC).

تركيا و بحكم انها عضو في حلف الناتو فبمقدورها و بكل سهولة الوصول إلى هذه المعلومات. مع ان هذه الطائرات في عداد ملاك حلف الناتو وتحمل علمها إلا ان هذه الطائرات تابعة للجيش الألماني. حزب البديل الشعوبي (AfD ) و بعد تشكيل الحكومة الجديدة بات الحزب المعارض الرئيسي في ألمانيا. في هذا السياق حزب البديل قدم مذكرة سؤال إلى البرلمان الألماني بخصوص عمل الطائرات الألماني أواكس و تورنادو و دورها في الهجمات التركية على عفرين.

ألمانيا: الـ تورنادو لم تستخدم في عفرين

المذكرة  التي قدمت إلى البرلمان من قبل نواب حزب البديل روديغر لوكاسن و غيرولد اوتتن و تضمنت 6 نقاط رئيسية. بدورها حكومة ميركل ردت على المذكرة حول دور طائرات الأواكس و تورنادو و موقف الحكومة من الهجمات التركية على عفرين. رد الحكومة والذي كان بتاريخ 27 شباط 2018 تمكنت وكالة فرات للأنباء من الحصول عليه نستعرضه بشكل مختصر هنا:

ما هو موقف الحكومة الاتحادية من الهجمات التركية على عفرين؟

موقف الحكومة لم يتغير كما كان في السابق. لكن الحكومة قلقة بشأن العمليات العسكرية في مناطق شمال سوريا. والحكومة من اجل منع تمدد هذه المعارك و إيصال المساعدات الإنسانية إلى تلك المناطق و حماية المدنيين فيها, تجري المفاوضات مع شركائها الدوليين. كما أننا نتفهم المخاوف الأمنية التركية و المخاطر التي تهدد حدودها. لكن من اجل منع حدوث صراعات عسكرية أخرى في سوريا نعمل من اجل تحقيق السلام و عودة الاستقرار بالطرف الدبلوماسية.

الهجمات التركية على عفرين, هل تتفق مع المادة 51 من اتفاقية الأمم المتحدة أم لا؟

تركيا و بتاريخ 22 كانون الثاني 2018 أوضحت لمجلس الأمن الدولي أنها ومن خلال عملياتها العسكرية في عفرين لا تنتهك المادة 51, إنما عمليتها تقع في إطار الدفاع المشروع. تركيا أوضحت أنها و بسبب الهجمات الإرهابية التي تحصل في سوريا فهناك تهديد على حدودها و تؤكد أنها تمارس حق الدفاع المشروع من خلال هذه العملية. ومن اجل تطبيق القانون الدولي الذي من شانه احتساب جميع النتائج المترتبة عن العملية العسكرية فيجب الأخذ بجميع الظروف و الشروط. في هذا الاطار الحكومة الفدرالية لا تملك جميع المعلومات الكافية التي تؤكد فيما اذا كان الهجوم التركي يتفق او يتعارض مع القانون الدولي.

هل الحكومة على علم ان تركيا تحصل على معلومات التي تجمعها طائرات تورنادو الألمانية أم لا؟

جميع دول أعضاء التحالف الدولي المشاركة في محاربة داعش يمكنها الوصول إلى تلك المعلومات الواردة عن طائرات الاستطلاع و المسؤولين الألمان. و تركيا دولة عضو في الحلف.

هل الحكومة الألمانية على علم ان تركيا تحصل على المعلومات التي يتم جمعها من قبل طائرات أواكس الألمانية؟

طائرات أواكس ومن اجل دعم قوات التحالف المشاركة في محاربة داعش تقوم بجمع المعلومات, هذه المعلومات تجمع في مركز الملاحة الجوية المشترك في القاعدة العسكرية الجوية العديد في قطر وتقدم إلى قوات التحالف للاستفادة منها.  و تركيا بصفتها عضو في التحالف الدولي لمحاربة داعش تستطيع الحصول على هذه المعلومات.

هل الحكومة الألمانية على علم ان المعلومات التي يتم جمعها بواسطة الطائرات الألمانية التابعة للناتو, تركيا تستخدمها في شن هجماتها على قوات YPG ؟

المعلومات التي تجمعها طائرات الجيش الألماني فقط التي من شانها الاستفادة منها في محاربة داعش يتم مشاركتها مع دول التحالف. كذلك طائرات الجيش الألماني من نوع تورنادو ومنذ بداية عام 2018 لم تستخدم لمراقبة سماء مناطق عفرين الخاضعة لسيطرة وحدات حماية الشعب YPG .

حزب اليسار: من الممكن ان تكون تركيا حصلت على معلمات

مهمة الجيش الألماني في قاعدة انجرليك في تركيا دائماً ما كانت نقطة نقاش و خلاف سواء داخل الحكومة او بين أنقرة و برلين. وعندما بدأ النقاش حول احتمال نقل القوات الألمانية من انجرليك, أوضح احد المسؤولين السابقين من حزب اليسار الألماني جيغور غيس بالقول: من خلال المعلومات التي تجمعها الطائرات الألمانية ( اواكس و تورنادو) تركيا تستخدمها للهجوم على الكرد في شمال سوريا. من جانبه عضو البرلمان عن حزب اليسار النائب اندريج هونكو وفي تصريح له قال: المعلومات التي تجمع في القاعدة انجرليك هل تصل إلى داعش من خلال تركيا أم لا؟. لنا تساؤلات عديدة حول هذا الموضع الخطير, وكثيرا ما طرحناها على حكومة ميركل لكنها لم تستطع الرد على أسئلتنا بشكل مقنع و تبديد شكوكنا حول هذه المخاوف.