المقاومة تنتصر في دوسلدورف: صور أوجلان ترفرف في السماء

خرج الآلاف من الكردستانيين والأتراك والأوروبين في مظاهرة بمدينة دوسلدورف الألمانية للتنديد بقرارات الحكومة الألمانية الجائرة التي تقضي بمنع رفع رموز الكرد في ألمانيا.

رفع آلاف المتظاهرين صور أوجلان خلال المظاهرة التي جرت اليوم في مدينة دوسلدورف الألمانية وطالبوا بحريته. المظاهرة التي تعرضت لهجمات الشرطة الألمانية، رفعت شعار "سنقاوم الفاشية! الحرية لعبدالله أوجلان ولكل المعتقلين السياسيين".

الكرد الذين رفضوا إنزال صور أوجلان، قاموا ضد الحظر الذي فرضته الشرطة الألمانية.

تجمّعت 43 مؤسسة كردستانية وتركية وأرمنية وآشورية-سريانية وألمانية ضد الحظر الذي فرضته السلطات الألمانية على رموز المؤسسات الكردية والديمقراطية في ألمانيا والضغوط التي يمارسها تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في كُلٍّ من تركيا وكردستان. المظاهرة التي تم الإعداد لها منذ أيام، اصطدمت بالقرار الذي أصدرته السلطات الألمانية قبل يومين والقاضي بمنع رفع صور قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان والرموز الكردية.

المؤسسات طعنت في هذا القرار حقوقياً، لكن لم يتم تحقيق أي نتيجة مرجوة. خلال ساعات الصباح الأولى توافد الكردستانيون والأتراك المقيمون في ألمانيا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وهولندا والنمسا إلى مكان تجمع مظاهرة دوسلدورف.

المظاهرة تأجلت ساعتين بسبب الخلافات، وبعدها تجمع عشرة آلاف متظاهر خلف لافتة "No Pasaran" وبدأت المظاهرة. بعد رفع صور أوجلان، تم ترديد الشعارات التي هتفت بحياة القائد عبدالله أوجلان. بعد 15 دقيقة التقت كُتلتا المظاهرة في الحي القديم بالمدينة (Heinrich Heine Alle). بعدها رفع المتظاهرون الآلاف من صور أوجلان واستمر مسير المظاهرة. عندها أغلقت الشرطة الألمانية جميع الطرق المؤدية إلى الحي القديم وأرادت عرقلة المظاهرة.

منعوا وشتتوا مقاومة الكُرد

بالرغم من الهجمات والضغوط التي مارستها الشرطة الألمانية، لم يُنزل المتظاهرون صور أوجلان. عندها تدخلت قوة كبيرة من الشرطة الألمانية وهاجمت المتظاهرين الذي جلسوا واعتصموا. خلال الهجوم جُرح العديد من المتظاهرين وتم اعتقال العشرات منهم. الشرطة الألمانية هاجمت الجميع دون أن تأخذ وجود الأطفال والنساء وكبار السن بعين الاعتبار. هجوم الشرطة الألمانية ذكَّر الجميع بهجمات الشرطة التركية في شوارع آمد.

الكُرد الذين قاوموا سيارات التدخل التابعة للشرطة والغازات المسيلة للدموع، رددوا الشعارات المطالبة بحرية أوجلان. خلال ساعات العصر تم رفع آلاف الصور الملونة لأوجلان، وبعدها رفع الشباب علماً كبيراً لحزب العمال الكردستاني.

استمرت مقاومة الكرد خمس ساعات ضد هجمات الشرطة الألمانية لتنتهي المظاهرة بالتجمع الذي عقُد في الحي القديم بدوسلدورف، وبالرغم من هجمات الشرطة وإصرارها، استمر رفع صور أوجلان حتى ساعات الليل. المتحدثون شجبوا مواقف ومقاربات ألمانيا تجاه الكُرد.

 

لم يأبه الكرد للحظر

بدايةً تحدث الرئيس المشارك لمنظومة المجتمع الديمقراطي الكردستاني في أوربا يوكسل كوج. كوج ندد بموقف الشرطة الألمانية وأوضح أنهم سيقاومون الحظر المفروض على الرموز الكردية. كوج قال إن: "الحكومة الألمانية لبت طلب أردوغان في منع وإعاقة رفع الرموز الكردية. لن نقبل هذا القرار أبداً وسنقاوم حتى النهاية. سيستمر نضالنا القانوني. اليوم، وبالرغم من المنع والإعاقات، رفع شعبنا صور رموزه ولم ينزلها. لم نركع وحققنا هدفنا. على الجميع أن يعي ذلك."

وسّعوا رقع المقاومة

بعدها تحدث الرئيس المشارك للمؤتمر الديمقراطي للشعوب دمير جليك وأشار إلى المقاومة التي يبديها أوجلان: "اليوم نرى شعلة الحرية في كُلٍّ من روجآفا وجبال كردستان. آمال شعبنا معقودة على الثورة هناك. وهنا، نحن أيضاً نقاوم الفاشية والضغوط. الجميع سيستمر في المقاومة. سيستمر كفاحنا بشكل أسبوعي لحين تحرير أوجلان."

كذلك تحدث سليمان كورجان باسم اللجنة المنظمة وشجب موقف وممارسات الشرطة الألمانية.

سليمان كورجان أشار إلى أن ممارسات الشرطة الألمانية اليوم لا تختلف عن ممارسات شرطة حزب العدالة والتنمية: "كانت الممارسات متشابهة. على الجميع أن يعلم جيداً أننا لن نركع للضغوط والهجمات. ستستمر مقاومتنا ولن نركع."

خلال المظاهرة خاطب البرلماني عن الحزب اليساري آنديرج هونكو الجمع المتظاهر وشجب هجمات الشرطة الألمانية وأوضح أنهم يرفضون هذه الهجمات. هونكو ندد بحظر رفع صور أوجلان وطالب بإيقاف الهجمات التي يتعرض لها الشعب الكردي. هونكو طالب كذلك بإبطال قرار حظر رفع صور أوجلان وأعلام حزب العمال الكردستاني ورايات وحدات حماية الشعب والمرأة. بعدها انتهى التجمع بترديد الشعارات المطالبة بحرية أوجلان.