السراج يبدي انزعاجه الشديد من تهريب الأسلحة التركية إلى ليبيا خلال لقاءه وزير خارجية أنقرة

أبدى رئيس حكومة الوفاق الليبية انزعاجه الشديد خلال لقاءه بوزير الخارجية التركي، اليوم السبت، بعد ضبط شحنة أسلحة تركية مهربة بأحد الموانئ الليبية، وهي الفضيحة التي فجرتها صحيفة محلية نشرت وثائق حول مسار ما وصفته بـ"سفينة الموت".

واستقبل رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، اليوم السبت، وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي وصل صباح اليوم إلى طرابلس في زيارة عمل لليبيا على رأس وفد من الحكومة التركية، وتناول اللقاء عدد من الملفات والمستجدات الأخيرة على الساحة السياسية الليبية، وكان لافتا مناقشة التدخلات التركية في الشأن الليبي، بما يتعارض مع قرارات مجلس الأمن بحظر تصدير السلاح عن الدولة الغارقة في الفوضى منذ سنوات.

السراج يطالب وزير الخارجية التركي بفتح تحقيق مشترك بخصوص شحنة الأسلحة المكتشفة

وخلال اللقاء، وبحسب بيان للمكتب الإعلامي للسراج، فقد "أبلغ الرئيس (الليبي) الوزير التركي انزعاجه الشديد فيما يخص شحنة الأسلحة التي تم ضبطها الأيام الماضية في ميناء الخمس والقادمة من تركيا، مؤكداً على ضرورة كشف حقيقة الأمر ومن كان وراء هذا الفعل".

واتفق الجانبان على فتح تحقيق مشترك عاجل لبحث ملابسات الحادثة وكشف المتورطين.

وأكد الوزير التركي تفهمه لموقف السراج، زاعما "أن الحكومة التركية ترفض هذه الأفعال والتي لا تمثل سياسة أو نهج الدولة التركية".

وكانت صحيفة "المرصد" الليبية، قد كشفت عن ضبط السلطات في ميناء الخمس البحري شرقي العاصمة طرابلس سفينة تركية محملة بالأسلحة، فيما وصفته الصحيفة بأنها الفضيحة الثانية من نوعها خلال أقل من عام، ونشرت الصحيفة وثائق حول "بيانات لسفينة شحن الحاويات التي أفرغت حمولتها في ميناء الخمس البحري شرقي طرابلس، وتبيّن من خلال تفتيش حمولتها التي أفرغتها فى الميناء وجود عدد 2 حاويات حجم 40 قدم معبئة بأطنان من الأسلحة والذخائر القادمة من تركيا".

وأكدت مصلحة الجمارك في ميناء الخمس هذه المعلومات، وقال مسؤول بمصلحة الجمارك إن الأمن نجح في ضبط أسلحة في حاوية بحجم 40 قدم كانت على متن السفينة، وقالت الصحيفة إنها اطلعت على وثيقة، "تتحفظ على نشرها حفاظا على سرية وسلامة المصادر"، تشير إلى أن "هذه السفينة تحمل اسم BF ESPERANZA وترفع علم دولة أنتيجوا وباربودا..".

وأبحرت يوم 25 نوفمبر الماضي من ميناء مرسين في جنوبي تركيا ومنه إلى عدة موانئ تركية أخرى حتى وصلت إلى ميناء إمبرلي الواقع في الشطر الأوروبي من إسطنبول إلى الغرب من مطار أتاتورك الدولي.

وتضمنت الشحنة أكثر من مليوني "طلقة مسدس تركي من عيار 9 ملم"، ونحو 3 آلاف "مسدس من عيار 9 ملم و120 مسدس بيريتا و400 بندقية صيد، فيما بلغ إجمالي عدد طلقات المسدسات 2.3 مليون طلقة، ليكون بذلك إجمالي الطلقات على متن الحاويتين 4.8 مليون طلقة".

وحسب الوثائق التي نشرتها صحيفة المرصد، فإن الشركتين اللتين استوردتا هذه الحاويات إلى ليبيا هما "السحب وناردين الحياة، ولا يعرف على وجه التحديد مُلّاكهما بسبب حجب إدارة السجل لمنظومة الشركات على الإنترنت".

وتبين أن السفينة حملت الحاويات من ميناءي مرسين والإسنكدرونة في تركيا، وكانت متجهة إلى مدينة مصراتة الليبية حسب ما قال ربانها لخفر السواحل اليوناني بعد ضبطه، وأكدت الصحيفة أن تركيا دأبت على توريد الأسلحة إلى ليبيا رغم قرار الأمم المتحدة بحظر بيع الأسلحة إليها منذ 2011.