اتحاد كرد المهجر: اتحاد شعوب ودول المنطقة هو الرد المناسب على جرائم اردوغان

دعا الاتحاد العالمي لكرد المهجر في بيان اليوم الدول والشعوب المتضررة من جرائم أردوغان للاتحاد وتشكيل جبهة موسعة مع الكرد، لصد عدوان وجرائم اردوغان في المنطقة عامة، مشددا على استكاره وقلقه البالغ من الاعتداءات التركية.

وفي بيان إلى الرأي العام تلقت وكالة فرات للأنباء نسخة منه، قال الاتحاد العالمي لكرد المهجر أنه تابع بقلق بالغ الاعتداء التركي الغاشم على مخمور وشنكال وجبال قنديل بـ ٣٠طائرة حربية، وقيامهم بقصف المدنيين العزل في انتهاك صارخ واعتداء سافر على سيادة دولة العراق وتحدي صارخ لقرار الامم المتحدة والذي وضع مخيم مخمور تحت حماية أممية.

وشدد الاتحاد العالمي لكرد المهجر في بيان له على ان الاعتداء التركي الغاشم إن دل على شيء فانه يدل على اصرار النظام التركي على المضي بخطوات ثابتة في تحديه لكل الاعراف والمواثيق الدولية وتهديده للسلام العالمي ودعمه للارهاب.

ودعا الاتحاد حكومة بغداد واربيل أن يكون ردهما أكثر جدية من التصريحات التي لم تكن إلا عبارة عن بيان هزيل لحفظ ماء الوجه، وكان أولى أن تطلب بغداد عقد جلسة طارئة لمجلس الامن الدولي لبحث الاعتداء التركي ومطالبه المجلس بطرد القواعد التركية من إقليم كردستان العراق لاعتبار وجودها غير شرعي، لان الحكومة المركزية لم توقع عليها. وتفعيل قرار الامم المتحدة بشأن حماية مخمور وشنكال.

استنكار لصمت الناتو

وفي وقت تتصاعد فيه شرعنة العدوان التركي باستغلال نظام أردوغان لعضوية بلاده في الناتو وسط توترات محدودة بين الجانبين نتيجة سياسته الانتهازية، أدان الاتحاد موقف حلف الناتو "من صمتهم أمام بلطجة أحد اعضاءه واستثمار عضويته في الحلف كغطاء سياسي لإجرامه في قصفه مخمور الذي يعتبر معسكر يضم المدنيين الهاربين أصلاً من جرائم الدولة التركية"، وكذلك منطقة شنكال التي كانت هي أيضاً أحد ضحايا هجمات داعش والآن تركيا.

وشدد الاتحاد في ختام بيانه على دعوة الدول والشعوب المتضررة من جرائم أردوغان للاتحاد وتشكيل جبهة موسعة مع الكرد، لصد عدوان وجرائم اردوغان في المنطقة عامة.

إدانة عربية

واختتم البيان الصادر في القاهرة، يوم الاثنين 15يونيه (حزيران)2020، بالقول: "إن لم يتم التصدي لإرهاب أردوغان فأنه سيستمر بجرائمه إن كان في شمالي العراق وشمالي سوريا وكذلك في ليبيا."

وكانت جامعة الدول العربية، ومقرها القاهرة، قد صدر عنها اليوم بيان يؤكد على رفضها للاعتداءات التركية والاطماع الاستعمارية للدولة التركية في المنطقة.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط إن التدخلات العسكرية التركية في سوريا أو ليبيا أو العراق، أصبحت مصدر قلق ورفض واستهجان من الدول العربية جميعاً، وأنها تعكس أطماعاً توسعية لدى تركيا تنتمي إلى ماضٍ بعيد، ولم يعد لها مكانٌ في عالمنا المعاصر.

وشدد الأمين العام على رفض واستنكار وادانة العملية العسكرية التي أطلقتها تركيا في مناطق شمال العراق بزعم مطاردة عناصر من حزب العمال الكردستاني، مؤكداً أن التدخل العسكري التركي يُمثل اعتداء على السيادة العراقية، ويجري بدون تنسيق مع الحكومة في بغداد، بما يعكس استهانة أنقرة بالقانون الدولي وبعلاقاتها بجيرانها العرب على حدٍ سواء. وذكرت مصادر دبلوماسية عربية لوكالة فرات للأنباء ANF أن الأمانة العامة للجامعة العربية تبذل جهودها مع الدول الأعضاء وخاصة الدول العربية الكبيرة والمؤثرة لتأكيد ضرورة تفعيل قرارات الجامعة العربية حول التدخلات التركية، موضحة أن الجامعة العربية سبق ان اتخذت عدة قرارات بما فيها مراجعة العلاقات مع تركيا ووقف التعاون العسكري وتخفيض التمثيل الدبلوماسي وغيرها من الاجراءات الاقتصادية وذلك في أول رد على العدوان التركي على شمال وشرق سوريا في تشرين الأول أكتوبر الماضي، بناء على طلب مصر وتأييد عدة دول عربية، وصدرت القرارات بإجماع عربي وسط تحفظ قطري معتاد.

وسعى تنظيم الاخوان المصنف إرهابيا في مصر وعدة دول عربية إلى تحريف تصريحات ومواقف الجامعة العربية لدى تحركها دبلوماسيا في محاولة لدعم مبادرة القاهرة والجهود الأممية لحل الأزمة الليبية سلميا.

وكتب الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية على حسابه على فيسبوك مساء الأثنين: "كما سبق ان اوضحت ان هناك طرفاً ذا مصلحة - الاخوان وداعميهم ومن يسايرهم- اجتزأ التصريحات التي قلتها عن ليبيا في حديث مع اعلامي مصري الثلاثاء الماضي وأخرجها عن سياقها.. وبالتالي تم تحريف معناها بالكامل.. وقد ادليت بحديث تليفزيوني مع قناة العربية الحدث الخميس الماضي مخصص لتوضيح هذا اللبس الذي تم خلقه عن عمد.. وأكرر هنا علي هذه الصفحة ما قلته في توضيحي..".

وشدد السفير زكي على أن الجامعة العربية موقفها واضح ضد التدخلات التركية في الدول العربية سواء ليبيا او سوريا او العراق، وهناك قرار وزاري في هذا الموضوع يرفض ويدين تلك التدخلات.. والرفض في حالة ليبيا يشمل ايضا استقدام الارهابيين والمقاتلين الاجانب.. هذا موقف لا لبس فيه وصادر بأغلبية كاسحة من الدول، مضيفا: "نحن أمناء علي هذه القرارات ولا نحيد عن تلك الأمانة."

تركيا تريد هدم الجامعة العربية ومجلس التعاون

وتابعت المصادر التي تحدثت إلى وكالتنا شريطة عدم ذكر اسماءها، "من المعروف أن الدولة التركية دائما ما تتخذ مواقف مناهضة لدور الجامعة العربية في تعزيز التعاون بين شعوب المنطقة ودولها، واستغل أردوغان ووزير خارجيته الحالي مشاركتهما في العديد من المحافل الدولية للصدام بممثلي الجامعة العربية وافتعال المواقف "العنترية" لتسجيل مواقف "خبيثة" تسعى لزعزعة الثقة بين شعوب المنطقة وأي مظلة اقليمية جامعة تهدف إلى بطبيعة الحال إلى الوحدة ومواجهة الاطماع الاقليمية، والجامعة العربية سوف تضطلع بدورها في تعزيز الحضور العربي في أزمات المنطقة وتعويض الغياب الذي ساهم في توغل التدخلات العسكرية لتركيا في المنطقة." واعتبرت المصادر أن الأمر لا يتوقف على الاستهداف التركي للجامعة العربية فقط، ولكننا رأينا خلال السنوات الأخيرة كيف كان التواجد العسكري التركي في قطر وانحياز أنقرة إلى جانب الدوحة من اجل ابتزازها ماليا منذ قرار مصر والامارات والسعودية والبحرين، بمقاطعة قطر على خلفية دعمها للإرهاب وزعزعة الاستقرار في دول المنطقة تنفيذا للأجندة التركية.

وتداول الآلاف من رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي خلال الايام الماضية مقطع من لقاء تلفزيوني للأمين العام الاسبق للجامعة العربية عمرو موسى، يؤكد خلاله خطورة الاطماع التركية على كافة دول المنطقة، بداية من الخليج إلى الصومال والبحر الأحمر وشرق المتوسط وشمال أفريقيا، بالاضافة إلى توغلاتها في سوريا والعراق ودول المشرق العربي وليبيا. وقال موسى "تركيا أخطر من إيران.. التحركات التركية فيها تحركات استراتيجية خطيرة، فهي متواجدة في الخليج والبحر الأحمر والبحر الأبيض".