نوروز أحمد: محاكمة جيجك كوباني هي محاكمة لجميع النساء

في إشارة إلى المحاكمة الجائرة بحق جيجك كوباني أكدت عضو القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، نوروز أحمد، أن محاكمتها لا تتعلق  بمحاكمة شخص ما، وإنما هي  محاكمة للنضال من أجل حرية جميع النساء".

دافعت المقاتلة من وحدات حماية المرأة (YPJ) جيجك كوباني عن المنطقة وقدمت مساعدات إنسانية لأهالي المنطقة عندما اجتاحت دولة الاحتلال التركي شمال وشرق سوريا في 9 تشرين الأول 2019. قامت العصابات الارهابية التابعة لتركيا باختطافها خلال عملية الاحتلال هذه، وحُكم عليها بالسجن المؤبد في محاكمة جرت في الثالث والعشرين من آذار تزاماً مع الذكرى السنوية الثانية للقضاء على تنظيم داعش الإرهابي، وكأن دولة الاحتلال التركي أرادت توجيه رسالة انتقام من القوى التي قضت على داعش في 23  آذار 2019.

وفي هذا السياق تحدثت العضو في القيادة العامة لوحدات حماية (YPJ) المرأة نوروز احمد لوكالة فرات للأنباء عن محاكمة المقاتلة جيجك كوباني وقالت: "كانت جيجك كوباني تدافع عن أرضها وشعبها، والقرار الصادر في المحكمة قرار غير عادل وغير إنساني".

وأشارت نوروز أحمد إلى تصرفات الدولة التركية وقالت: إن "الدولة التركية معروفة بأعمالها غير القانونية. أي أن جيجيك كوباني ليست أول شخص يتم القبض عليه ومحاكمته من قبل الدولة التركية. فيتم القبض على العديد من الأشخاص في تركيا ومحاكمتهم بشكل غير قانوني. يواجه الشعب التركي أفعالاً مختلفة من الدولة التركية كل يوم وتفرض عقوبات قاسية على هؤلاء الأبرياء، وتواجه النساء على وجه الخصوص هذه الانتهاكات الشنيعة". 

وأضافت "عندما اختطفت جيجك كوباني من قبل العصابات الإرهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي، كانت مصابة ولا تحمل سلاحاً. كانت تدافع عن شعبها وأرضها في جبهات القتال وتقدم  مساعدات إنسانية لأهالي المنطقة.  إن طريقة الاختطاف والتعذيب الذي بدا على المقاتلة جيجك كوباني عندما قامت هذه العصابات الإرهابية بتصوريها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، أثبتت الانتهاكات والأعمال القمعية التي تمارسها الدولة التركية، لذلك استحوذت على هذا العمل الهمجي، واضطرت إلى إصدار بيان أثبت أنها الموجهة لهذه العصابات".

كما أكدت نوروز أحمد أن الدولة التركية ترتكب جرائم ضد الإنسانية أمام أعين العالم كله وقالت: "إن العصابات الإرهابية التابعة لدولة الاحتلال التركي تطالب الجميع بالمجيء إلى المكان الذي يتم فيه عمليات الاعدام وقطع الرؤوس، حيث اختطفوا رفيقتنا جيجيك كأسيرة حرب. في الواقع، كان هذا المشهد مؤلمًا جدًا وثقيلًا في الواقع، كان هذا المشهد مؤلماً جداً. تعد هذه الممارسة التي قامت بها الدولة التركية، ممارسة ضد الإنسانية، حيث زعمت الدولة التركية خلال بيان لها حول حالة رفيقتنا جيجيك وقالت إن حالتها جيدة، وإنها تتلقى العلاج في تركيا. وبعد هذا التقاربات حكم عليها بالسجن المؤبد. تثبت توجهات الدولة التركية هذه، كما في السابق، العلاقة بين الدولة التركية وعصابات داعش والجيش الحر وجبهة النصرة وغيرها. وبهذا صدر حكم ضد الإنسانية والقانون الدولي وقانون الحرب. لقد كانت جيجك كوباني تدافع عن أرضهم ضد المحتل وإنها لم تقم بعمليات عدائية ضد الدولة التركية، ولم تضر بسيادة تركيا كما تصف الدولة التركية. كانت على الأراضي السورية وتم أخذها كأسيرة. إن العصابات التي احتلت أرضنا ترتكب كل يوم أعمال قتل وتهريب مروعة في الأراضي المحتلة. فأفعال هذه العصابات لا تشكل تهديداً لشعبنا فحسب، بل إنها تهدد حياة البشرية جمعاء".

وأكدت نوروز أحمد أن "هذا القرار الذي اتخذته الدولة التركية أمام أعين العالم كله قرار مفاجئ. بلا شك أن جيجيك كوباني هي إحدى مقاتلاتنا، ولن ننسى ذلك وسنواصل نضالنا في الساحات الدولية من أجل حرية رفيقتنا حتى النهاية. إننا نعتبر مسألة دعوة القوات الدولية، مهمة. يجب على كل من يناضل من أجل الحرية والمساواة بين البشر أن يقف ضد هذا القرار".

وأضافت "بهذا القرار، فإن الدولة التركية تظهر للعالم أجمع بأنها ستواصل دعمها لهذه العصابات الإرهابية وتبرز وجودها مهما كلفها ذلك. لهذا سنواصل نحن بدورنا نضالنا وسنقف في وجه هذا القرار حتى النهاية".  

واختتمت نوروز أحمد حديثها قائلة: "نحن نؤمن أن كل من يحارب من أجل الإنسانية، يجب أن يقف ضد الدولة التركية والمحكمة وخاصة جميع النساء. نحن بحاجة إلى موقف جدي حيال هذا القرار لأن قرار محاكمة جيجيك ليس محاكمة شخص ما وإنما هو بالأساس ضد نضال المرأة. إن عدم إبطال هذا القرار وقبوله، يعني تشريع الذهنية الذكورية الحاكم، لهذا يجب على الجميع وخاصة النساء تصعيد النضال وتوحيد قوتنا وكفاحنا ضد الهيمنة الرجعية والسلطوية لدولة الاحتلال التركي".