وحدات حماية الشعب: تحرير كوباني أصبح رمزاً عميقاً للمقاومة والوحدة وروح الصمود

أكدت وحدات حماية الشعب بمناسبة ذكرى تحرير كوباني، أن كوباني أصبحت المقبرة التي دُفنت فيها أسطورة داعش، وأثبتت أن التضامن والعزيمة والنضال المشترك لشعوبنا يمكن أن يهزم أقوى الأعداء.

أصدرت القيادة العامة لوحدات حماية الشعب بياناً بمناسبة الذكرى العاشرة لتحرير كوباني، وقالت: "في وقت كان فيه داعش ينشر الإرهاب في المنطقة والعالم، ويهدد أمن واستقرار العديد من الدول، شكل انتصار كوباني نقطة تحول تاريخية".

وجاء في نص البيان:

"نحيي اليوم الذكرى العاشرة لتحرير كوباني، اللحظة الحاسمة في الحرب العالمية ضد تنظيم داعش الإرهابي. ففي عام 2015، وبعد أشهر من المقاومة البطولية والمتواصلة، تمكنت قوات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، وبالتعاون مع حلفائنا وشعب روجافا، من تحقيق نصر تاريخي بطرد تنظيم داعش من مدينة كوباني.. لقد كان دفاعًا ليس فقط عن روجافا، بل أيضًا عن كردستان والشرق الأوسط والعالم بأسره ضد أحد أعظم التهديدات في عصرنا.

كان تحرير كوباني أكثر من مجرد انتصار عسكري؛ لقد أصبح رمزًا عميقًا للمقاومة والوحدة وروح الصمود التي يتمتع بها الشعب الكردي ومجتمعات شمال وشرق سوريا المتنوعة. لقد أصبحت كوباني خط المواجهة في المعركة بين تطلعات الإنسانية نحو الحرية والكرامة وبين قوى الاستبداد والإرهاب. خلال الحصار، استغل تنظيم داعش الحدود التركية لنقل المقاتلين والأسلحة، مع وجود أدلة تشير إلى تورط تركيا في تسهيل عدوانهم. ورغم هذه التحديات، أصبحت كوباني المقبرة التي دُفنت فيها أسطورة داعش، وأثبتت أن التضامن والعزيمة والنضال المشترك لشعوبنا يمكن أن يهزم أقوى الأعداء.

وفي الوقت الذي نحتفل فيه بهذا اليوم التاريخي، لا يمكننا تجاهل التهديدات المستمرة التي تكرر تحديات حصار كوباني. فالهجمات التي يشنها النظام التركي حاليًا على مناطق تشرين وقرقوزاق تستمر في زعزعة استقرار منطقتنا، مما يخلق بيئة خصبة لإعادة تنظيم داعش وبث الفوضى من جديد. من خلال استهداف المناطق المدنية والبنية التحتية وأمن المجتمعات، تسعى هذه الاعتداءات إلى تقويض المكاسب التي تحققت بدماء وتضحيات عشرات الآلاف من الشهداء. إن هذه التصرفات لا تهدد استقرار المنطقة فحسب، بل تمثل خطرًا على المبادئ الأساسية للعدالة والإنسانية التي تمثلها مقاومة كوباني. لذا، ندعو المجتمع الدولي وكافة المنظمات والدول التي وقفت إلى جانبنا في محاربة داعش إلى اتخاذ موقف واضح وحازم ضد هذه الاعتداءات.

في هذه الذكرى العزيزة، نستذكر الشهداء الذين أناروا بدمائهم طريق النصر وألهموا مسيرتنا نحو الحرية والعدالة. إن إرثهم يدفعنا لمواصلة هذا النضال بإصرار وثبات، دفاعًا عن القيم التي ضحوا بحياتهم من أجلها".